تمر اتفاقية ترسيم الحدود بين الجانبين الاردني والسوري في مراحلها النهائية, وحسب ما نقلت مصادر مطلعة في وزارة الداخلية فان هناك اتفاقا بين الجانبين بات وشيكا وان اللجنة الفنية العليا راجعت بنوده تمهيدا لتحديد موعد التوقيع عليه.
وكشفت المصادر ل¯ العرب اليوم ان اللجنة التوجيهية العليا التي يرأسها عن الجانب الاردني امين عام وزارة الداخلية مخيمر ابو جاموس ومعاون وزير الداخلية السوري احمد عرنوس اقرت في عمان ما توصلت اليه اللجان الفنية المنبثقة عن اللجنة التوجيهية وهي لجنة ترسيم الحدود واللجنة الملكية والتي تضم اعضاء من دائرة الاراضي والمركز الجغرافي الملكي والاجهزة الامنية.
وقالت المصادر ان الجولة التي انتهت منها اللجان الفنية في عمان اليومين الماضيين قد تكون هي الاخيرة من عمر ترسيم الحدود وان الترسيم بانتظار التقرير الذي سترفعه اللجنة التوجيهية العليا الى وزيري الداخلية في البلدين ليصار الى التوقيع على الاتفاق بشكله النهائي.
وأقرت اللجان الفنية توصياتها ورفعتها الى اللجنة التوجيهية العليا وتمثلت بالاتفاق على ترسيم الحدود والتوصل الى تحديد علاماتها بين الجانبين اضافة الى تسوية ملف العائلات السورية التي وقعت ضمن اراضي الجانب الاردني وفق مسودة الاتفاقية التي اعدت بعمل ميداني خلال الفترة الواقعة ما بين ايلول العام الماضي ولغاية كانون الثاني العام الحالي.
وكانت وزارة الداخلية أكدت في وقت سابق ان الجانبين سيوقعان اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين نهاية العام الماضي الا انها ارجئت للعام الحالي من دون الافصاح عن الاسباب التي اجلت التوقيع مرتين, الاولى خلال اجتماع اللجنة العليا الاردنية - السورية المشتركة والثانية نهاية العام الماضي بحسب الوزارة.
وتعرضت مسودة اتفاقية ترسيم الحدود بين الجانبين لخلافات برزت أثناء العمل الميداني للجان الفنية منها طلب الجانب السوري عدم وضع علامات في منطقة المثلث السوري الاردني الفلسطيني/الاسرائيلي جنوب بحيرة طبريا القريبة من منطقة الشق البارد, والسبب وجود الاحتلال الاسرائيلي في اراضي الجولان السوري وانه سيوقع اتفاقا مع الاردن لحين زوال الاحتلال وان الجانب الاردني وافق على تلك المسألة وذلك بحسب مصدر- طلب عدم الكشف عن اسمه.
واشار أن الجانب السوري طلب الابقاء على الوضع القائم مع الاعتراف بسيادة الاردن على تلك الاراضي, وهو وضع شبيه بمنطقة الباقورة على الحدود الاسرائيلية وهي النقطة التي اثارت حفيظة الاردنيين.
من جانب اخر رفض الاردن مقترحا سوريا برز على طاولة مباحثات لجان العمل الميداني يتمثل في تأجير الاراضي التي تقيم عليها العائلات السورية في منطقة تقع ضمن الاراضي الاردنية مع الاعتراف بسيادة الاردن عليها, وحلا لهذه الاشكالية اتفق الجانبان على عدم منح هؤلاء الجنسية الاردنية وعدم ترحيلهم الفوري مع تسهيل دخولهم من والى الاراضي السورية لحين توفير البديل لدى الجانب السوري.العرب اليوم