يؤكد المواطن ضرار شواقفة من محافظة إربد تعرضه لخطأ طبي في مستشفى الأمير حمزة، ويقول "إن خطأ جراحيا تسبب في إعاقة دائمة لساقه اليسرى، نتيجة إصابته بحادث سير في وقت سابق".
المواطن شواقفة تقدم بشكوى إلى جمعية أردنية تعنى بالأخطاء الطبية، في محاولة لمحاسبة الطبيب المقصر، وإنقاذ ما تبقى له من ساق.
وفي تفاصيل الشكوى التي حصلت عليها "السبيل" من الجمعية الأردنية للسلامة العلاجية "سلامتك"، فقد تعرض شواقفة لحادث سير أدخل على إثره إلى مستشفى الأمير حمزة، ومن ثم إلى قسم جراحة العظام، حيث قام الطبيب الجراح بإجراء عملية مستعجلة لضرار، تم خلالها تركيب صفائح وبراغي في عنق الفخذ.
لم تنته القصة عند هذا الحد، إذ وجد شواقفة نفسه مضطرا للدخول في دهاليز المستشفيات الحكومية والخاصة، وإلى مراجعة الأطباء المختصين، الذين أكدوا له وجود خطأ "قاتل" عند إجراء العملية.
وتكمن مشكلة ضرار في أن الطبيب بحسب الشكوى، عمد إلى تركيب القطع المعدنية بشكل مائل، ما تسبب بقصر ثلاث سم في الساق المصابة، وإزاحة في المفصل، وعدم تروية الدم للعظام، بالإضافة إلى تآكل العظم، وعدم التآم المفصل.
شكوى الشواقفة أكدت فقدانه مصدر الرزق الوحيد لأسرته بعد تعطل قدمه، مطالبة الجهات المسؤولة بإنقاذ حياته ومعيشة أطفاله الصغار.
وأكد المواطن في تصريح لـ"السبيل" أن أطباء جراحيين في مستشفيات خاصة عرضوا عليه إجراء عملية ثانية لمعالجة الخطأ عن طريق تركيب مفاصل اصطناعية بكلفة تصل إلى 12 ألف دينار، وهو مبلغ لا يقدر على تأمينه كما قال.
وأوضحت الشكوى أنه "راجع الطبيب الذي أجرى له العملية في المستشفى الحكومي، فعرض عليه دفع قيمة العملية مقابل تكتمه على الخطأ الطبي، وأن لا يتقدم بشكوى للجهات القضائية"، لكن الطبيب الجراح في قسم العظام ووفقا للشكوى، "ما زال يماطل في دفع كلفة العملية للمشفى الخاص، وهو ما يزيد من معاناة شواقفة".
ويقول "الضحية" كما يسمي نفسه: "قال لي الطبيب بما أن هنالك أطباء يجرون عمليات في الأردن، فبالتأكيد ستكون هناك أخطاء، وهذا أمر عادي ويحدث في كل دول العالم".
وفي السياق، اكتفى مدير مستشفى الأمير حمزة الدكتور علي حياصات بالقول: "لم أكن مديرا للمستشفى في الوقت الذي أجريت العملية للمواطن، فهو يقول أنه أدخل المشفى في نهاية العام 2008".
ويتابع: "لم تصلنا شكوى بهذا الصدد، ومن السهل على أي مواطن أن يوجه للطبيب أو المستشفى اتهامات الأخطاء الطبية من غير أي أدلة".
أما رئيسة الجمعية التي تلقت الشكوى وهي الناشطة يسرى عبدالهادي، فتقول لـ"السبيل": "تلقينا شكوى من المواطن تؤكد تعرضه لخطأ طبي، كما حصلنا على تقارير طبية تشير إلى معناة الرجل بعد إجرائه العملية بعام كامل".
وتوضح عبدالهادي أنها "تقوم حاليا بمتابعة ملف المريض مع وزارة الصحة ونقابة الأطباء".
وكانت "السبيل" نشرت في تقرير سابق، قصة تعرض الشاب محمد علي البياري لـ"خطأ طبي" في إحدى المستشفيات الخاصة، ما أدى إلى إصابه بتلف في الدماغ، ودخوله في غيبوبة طويلة الأمد.
وتعتذر نقابة الأطباء عن الإدلاء بأي تصريحات فيما يتعلق بشكاوى الأخطاء الطبية التي تصل إليها، مؤكدة أن تظلمات المواطنين "سرية، ولا تستطيع النقابة الحديث عن أي تفاصيل إلا بعد انتهاء ملفات التحقيق".
وكانت الجمعية التي تديرها عبدالهادي، قد رصدت 80 شكوى لمواطنين من مختلف محافظات المملكة في غضون الأسبوعين الماضيين، أكدت تعرضهم لأخطاء طبية.
وتحدث مواطنون في شكاويهم الخطية التي وصلت إلى الجمعية الأردنية للسلامة العلاجية "سلامتك"، عن إصابتهم بأخطاء قاتلة على أيدي أطباء يعملون في مستشفيات حكومية وخاصة.
يشار إلى أن أكثر من 60 في المئة من الأخطاء الطبية التي تحدث في الأردن يمكن تجاوزها، بحسب دراسة جديدة كشفت عنها وزارة الصحة.