بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
((( الكاتبة العراقية سمر الألوسي اعتذرت للرئيس الراحل صدام حسين لفرحتها بسقوطه قائلة :ـ " رقصت وفرحت يوم سقوطك متناسية مجانية التعليم،التغذية المدرسية،الخدمات الصحية المجانية ، الصناعة العراقية ، الزراعة ، محوك الأمية،الخطوط السريعة ، الأسواق المركزية،الحصة التموينية ،عدم سماحك للطائفية النتنة بالتمدد، توزيع الأراضي، قروض الزواج،توزيع السلع المعمرة للمتزوجين،حماية العراق،إعدام اللصوص والخونة و السارقين . أعتذر منك لأنني لم أدافع عنك وعن بلدي...!. قبلها باسابيع اعلن امام الملأ الروائي الشيعي كنعان مكية المقيم في اوروبا ـ بطل التحريض على الغزو ـ اعتذاره، لمساندته المعارضة العراقية الذي وصفها بانها الاسوأ في التاريخ الانساني ،ولاحساً كلامه الذي وصف فيه تساقط صورايخ كروز على بغداد بانها اجمل من وقع سمفونيات بيتهوفن على اذنه . ثم جاء تقرير تشلكوت لادانة بريطانيا بتدمير العراق وليكشف ان ولادة " الدولة الاسلامية" كان نتيجة الاعيب بلير وشعور الشعوب العربية المطحونة بالظلم . كولن باول وزير الخارجية الامريكية انسحب منذ بدايات الحرب الفضيحة، معترفاً انه كان ضحية خدعة تلفيق اسباب كاذبة لغزو العراق.مجرمو الحرب بوش المهووس بايحاءات الرب باحتلال العراق،ونائبه ديك تشيني،و رامسفليد وزير الدفاع لا احد يعلم في أي ماخور هم اليوم يقرعون كؤوس الفشل او في أي مجرور قذر يتلاومون عن قتلهم الملايين ؟!.... بقي ان نقول من يحاسب العربان الذين فتحوا اراضيهم و اجواءهم ومياههم لجيوش العدوان لاحتلال العراق وتعليق البطل صبيحة عيد الاضحى الموافق 30 / 12/ 2006 ، بحبل مجدول بمؤامرة رباعية فتل خيوطها الامريكان،ملالي ايران،الاذناب العملاء، ودفع فاتورتها العربان )))...!!!.
*** الشهيد صدام حسين ، لم يزل رغم رحيله ،ذلك الوسيم الانيق بِطلته العربية المهيوبة...تقاطيع وجهه الجميلة التي تضفي على بزته العسكرية هيبة على هيبة. ولم تزل ملامحه المنحوتة من صخر الرجولة وجاذبيته النورانية تُبهر العيون وتسحر القلوب.عروبي اشم . عراقي معتق،فارس اسطوري تخطى حكايات جلجامش . كان الفارس الصنديد ذا شخصية نبيلة صاغتها العروبة، ادبّتها العقيدة ، صقلتها التجارب المريرة.كان الاشد الماً عليه وعلينا عداوة العربان الاعراب له و لنا...انقلاب الاهل وغدر الاصدقاء... لكنه ظل بكامل اناقته المعهودة ، لياقته النفسية المعروفة يواصل سطوعه،وتألقه رغم الغياب...فهو الجَسُور في ملاقاة الموت - زمن الخوف العربي – ذو الشجاعة الخرافية حين يأخذ الموت طابع المنازلة.هو ـ لا غيره ـ صدام الذي يفتح صفحة ناصعة على فكرة البطولة عند الالتحام،وساعة يكون الموت اقرب من حبل الوريد.
*** المنازلة عند الثائر صدام حسين المجيد اقرار بالحياة لعراق النار و النور... الحرف و القضية... النخلة و الشظية... التقسيم و الوحدة... الاحتلال و المقاومة... الاذلال والكرامة...العروبة و الامركة... التلاحم الوحدوي و التطيف بالطائفية البغيضة. صدام حسين اوقد مصابيح الروح العربية... أثبت للكافة ان بذل الدم دفاعاً عن شرف الامة، يوحد لا يفرّق وتلك نبوءة صدقت لانه فوق التمذهب و الاعراق.
*** الاسد المهيب الاسير... ذهب الى انشوطة الموت المجدولة بمكر العملاء الصغار، وحبال خيانتهم المصممة على مقاييس حقدهم، بخطوات ثابتة...قامة باسقة تلامس نجوم السماء...جبين مرفوع تغطي تقاطيعه تضاريس فلسطين العربية، وخارطة العالم العربي بلا يهود ولا حدود ولا عملاء يهللون للغزو ولا كلاب يعوون على من يستنكر الغزو،ويقاوم الاحتلال...بطلنا الملحمي لم يزده الموت الا وسامة ونورا وحياة "بل هم احياء عند ربهم يرزقون".. نور على نور يا ابا عدي.. فالشهادة اقصر الدروب الى الجنة اولئك الذين يتفياؤن في ظل الله يوم لا ظل الا ظله.
*** صدام حسين وقف كرمح لا ينكسر يوم صعد سلم الارتقاء الى اجله، فيما كانت حفنة من الكلاب تتحلق حول المقصلة ترتجف من الاسد وهو يتأرجح مهيباً كراية خفاقة لم تهزم. وعزيمة لا تنثني كعزيمة القعقاع التي اطفأت نيران المجوس قبل اكثر من الف عام بتوجيهات سيدنا عمر بين الخطاب، وقيادة سيدنا سعد رضوان الله عليهم.وعندما كان البطل في طريقه الى السماء، كانت مجموعة من الديدان تحته تغطي رؤوسها بالسواد خزياً من فعلتها المشينة...المفارقة اللا غريبة ان بسطار ابو عدي كان أعلى من رؤوسهم، وكأنه يدوس على شواربهم المطلخة بالعار. خاب ظن العملاء و اسيادهم بعد الجريمة باستئصال شأفة المقاومة، فامريكا اصبحت في قرار الهاوية ، ومرتزقتهم يحزمون حقائبهم بعد افتضاح عمالتهم و فسادهم، فيما نيران المجاهدين الاحرار تُطهر الارض من عوالقهم المجرثمة.
*** يا للعار هذا زمن معيب في تاريخنا حين يُعلّق فيه رئيس عربي على مقصلة بايدي الخونة والمحتلين،و امة بملايينها و جيوشها لا تستطيع حماية رجل واحد بينما قادة عرب ملأوا الدنيا جعجعة و عنجهية يطأطأون رؤوسهم كالنسوان،ويُنكّسون شواربهم في يوم اختير بذاته،اول يوم من ايام عيد الاضحى زيادة في اذلال الامة وبهدلتها ، و امعانا في نفاذ الطعنة لنكأ الجراح حتى تبقى تسيل صديدا،لتلطيخ ما تبقى من تاريخ مخزٍ للعربان .
*** العيب ليس في تاريخنا،بل فيمن يصنعونه بالخيانة، ومن يكتبونه بحبر العمالة ، وهذا ما يثبت ان لدينا من العملاء ما يملأ جهنم ثانية وثالثة و رابعة ... فتاريخنا المعاصر مكتوب بحبر الهزائم وجغرافيتنا بدأت تعمل فيها مشارط التمزيق والتقسيم والتفتيت،وسيترحم العرب الوحدويون على توابيت سايكس،وخوازيق بيكو لان القادم العن.
*** ولى زمن الرجال بعد رحيل صدام... فقفا نبك مع صدام لا على صدام الذي ارتقى الى اعلى عليين بعد ان هدم المعبد على رؤوس العربان،وكشف سوءاتهم،وهذا ليس غريباً على امة قتلت خلفائها الراشدين،وغدرت بطلائع العروبيين،وسجنت دعاتها الاسلاميين،فكانت المحصلة إحلال الصهاينة و الصفويين ،ومن جاءوا وراء الدبابة الامريكية مكانهم.اما صدام فلا خوف عليه....هو بإذن الله في جنة عرضها السموات و الارض في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
*** سيدي ابو عدي لقد رد لك الخونة اعتبارك رغم انوفهم لانك على حق وهم على ضلالة،و اثبت لهم بالملموس الواقعي : ـ ان للاسد هيبة في مماته اكثر من الكلاب في حياتهم. وليخسأ الخاسئون الى يوم الدين... عليهم لعنة الله والناس اجمعين.