بقلم الاعلامي ..بسام الياسين
((( لا يخاف سماع صوت الحق الا من كان على باطل…سيدنا علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه….وقال انشتاين :ـ لا تفعل أي شيء يخالف ضميرك حتى لو طلبت منك الدولة ذلك…اما انا فاقول :ـ اذا رايت احدهم يتأرجح بين الانتماء و اللا انتماء لانه مزدوج الشخصية فاركله بقدمك.فالمزدوج كما يقول المحللون النفسيون شخص بلا شخصية ياخذ كالماء شكل الاناء الذي يحل فيه ويتلون كما الحرباء حسب الموقع الذي يقيم فيه )))
*** يأتي زمان تجد نفسك فيه انك في هذا العالم وحدك. ليس لك من رفيق سوى حزنك.خوفك من الآتي يتبعك كظلك…لكن الاسوأ من السوء الذي تعيشه اليوم لم يأت بعد.هو لا محالة سيصلك…سينفجر فوق رأسك.لا احد معك في وطنك غيرك.انت مع انت وحدك.عليك ان تقلع شوكك بيدك…تحك جلدك بظفرك.مشكلك… ! كيف تقلع شوكك…تحك جلدك، وقد فرموا اصابعك، شلعوا بلا رحمة اظافرك حتى لا ترفع اصبع التحدي امامهم…حتى لا تخمش وجوهم.مواطن انت فمن يعبأ بواحد مثلك الا حكومة ترغب في اعتلاء ظهرك ؟!…ودائرة ضريبة تسعى جاهدة لتحلبك…دائرة شغلها الشاغل الحلب بطريقة بدائية مؤلمة…بلغت من الخشونة انها لا تفرق بين ثور حراثة لا يجد علفاً في عليقته فيجتر جوعه…وبين بقرة حلوب مسترخية،مُتنّعمة في مزرعة لا يجرؤ موظف الجباية الاقتراب منها…قلنا لهم ـ يا جماعة …يا اهل الحلب والجباية : ـ انه ثور مخصي” .قالوا وليكن ذلك {احلبوه } فنحن لا نفرق ايضاً بين البعير والناقة.
مرشح الآلو الذي لا يملك راياً او رؤية محايدة هو الاخر ادلى بدلوه.. تراه يبيعك وطنية موسمية للارتقاء على كتفيك،ويوحي لك بانه قادر على احداث زلزلة مع انه اضعف من ان يخرج خارج التغطية،ويتمنطق بالخلوي على مدار الساعه ويحمله معه حتى لودخل الى مبولة عامة.،الآلو المقدسة قدره. كيف لا وقد قال عراب من عرابي الآلو واحد شيوخ الطريقة على طريقة الحلاج ساعة غيبوبة الحلول ـ والعياذ بالله :ـ { سبحاني ما اعظم شاني } انني وراء نجاح 80 نائب غير الفراطة. نظرة تحليلية لهذه الجزئية نستنتج ان حامل الورقة الانتخابية العوبة كمرشح الالو…والقرار ان لم يكن بيد الشعب،فكل ما يقال عن التغيير ضحك على الذقون،ولنا في ما حدث في تركيا من محاولة انقلابية على الديمقراطية وقصف البرلمان التركي المنتخب بالطائرات الحربية،وتصدي الشعب بكافة مكوناته من اسلاميين وقوميين ويساريين للدفاع عن مكتسابته و افشال حركة الانقلابيين واعتقل العديد منهم بيد المواطنيين درساً وعبرة…في ان الشعب مصدر السلطات،وهو اقوى من بنادق العسكر و الاعيب النخبة.
سيدي المواطن :ـ لا تحسبن انك تعيش وحدك…تموت وحدك انك اصبحت بمنزلة ابو ذر الغفاري الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه و ارضاه ـ …ابو ذر لم يكن إتكالياً وقدرياً مثلك، كان معارضاً جسوراً،صادقاً مع نفسه و مع ربه،ذا طبيعة متمردة لا يعرف الهمس و لا الفسفسة بل عالي النبرة العالية لتسمعه الكافة حتى لو تكلم داخل مطحنة،في قول الحق ضد آكلي حقوق الناس بلا حق. كان ابو ذر رحمه الله قوي الشكيمة كصخرة، لا يلين حتى لو انهالت عليه فؤوس الدنيا،يحتمل الاذى في سبيل الدفاع عن حرمات الله،وحق الانسان في حياة كريمة. قاد اول مظاهرة في الاسلام ضد تمركز الثروة بيد القلة ايام معاوية بن ابي سفيان…اما انت رخو كالماء ومزاجك هواء…امضيت رمضانك الكريم شهر العبادات والفتوحات تمتشق “ريموتك بدل سيفك” متنقلاً من فضائية الى اخرى الى ان يحين سحورك ثم تنام كالانعام.انت وحدك…لا احد يرافقك في رحلة التيه غير معطف ثقيل من ذكريات ثُتقل ذهنك حتى انك تبدو مشوشاً ـ بلا صوت ولا صورة ـ كتلفاز بلا لاقط …اتق الله في وطنك ولا تضحكّن على ذاتك باطلاق مواويلك النشاز لتخفيف وحشة لياليك المملة…لتفريغ اوجاعك الموجعة،بقرع الدفوف او الدندنة على عودك المنزوعة اوتاره من ذيل جيفة حصان مات كمداً من ظلم صاحبه الذي ادمى ظهره بكرباجه.
مفارقة نعيشها مع النخب المريضة … ربابنة منفوخون يرتدون ملابس سياسية فضفاضة،على اجساد ضئيلة لم تعبئ فراغها الواسع، يقودون مراكبنا الى التهلكة بلا كفاءة او خبرة او ذكاء بل على ما فتح الله عليهم من غباء…صبيان سياسة يُنّظرون عن المستقبل،ويخوضون معركة البناء مع انهم عراة بحاجة الى مصحات تأهيل ليعودوا اسوياء…انها الصدفة / الصدمة التي جعلت العميان يقودون ذوي البصر والبصيرة…فاذا كان هؤلاء لم يحلوا مشكلة الزبالة في المفرق وعجلون فكيف يحلون القضايا المستعصية…هؤلاء طيلة تاريخهم،لم يجترحوا فكرة مبدعة للتخفيف من عناء المواصلات التي تقض مضاجع المواطنيين…وبعد نصف قرن تفتقت اذهانهم عن ” اسطورة الباص السريع”، فحولوا الازمة الى اختناقات شوهت وجه عمان الجميل.
اكبر مشكلة انكار وجود مشكلة،فكيف اذا كانت حياتنا سلسلة متصلة من المشكلات…هذا يعني ان السكوت في معرض الكلام جريمة…انتصاراً للظلم. .اول اولويات تحرير الانسان من عبوديته حقه في استرداد حقه في الكلام الذي انتزع منه عنوة منذ المرحلة العرفية التي كان شعارها المثالي لعبة القرد الثلاثية ” لا ارى …لا اسمع… لا اتكلم .العكس صحيح المواطن كامل المواطنة و الاهلية هو من من يرى ويسمع ويتكلم…هو من يعلن رايه على الملأ من اجل نفض الغبار عن الملفات التي تدين كبار النخبة.لهذا قاتلت الشعوب الحرة لخلق منصات راي عالية،برلمانات الحرة، الصحافة المستقلة،ساحات للحرية …هذه المحفزات تعمل على تحرير المواطن من المكبوتات النفسية الموروثة منذ ايام القمع السياسي والقهر الاجتماعي واستلاب الشخصية الوطنية المحشوة بالرعب.ما عليك الا ان تنظر في الشارع نظرة فاحصة لترى الجماهير محدودبة كانها تنتظر صفعة على قفاها من محقق جاهل لا يخاف الله.
ابطال تلك المرحلة العرفية اسماء رنانة جوفاء…وجوه كالحة…سمعة سيئة…بطون جرباء وتاريخ مخزٍ…هم اساتذة في الغم وفراعنة في تدمير الانسان…لا همَّ لهم الا التنكيد على المواطنيين…ديدنهم السيطرة والسطوة وغايتهم التملك و الثروة بكل الاساليب المتاحة. فصاحب البطن الاجرب بلا ضمير كما يقول الالمان لاستعداده الفطري طحن اليابس الاخضر…ديناصورات لا تشبع… مفاتيح غواية،مولعون بنصب الافخاخ لخصومهم،رسم المكائد لاصدقائهم لازاحتهم من طريقهم…تلكم هي النخبة المريضة، صاحبة القوة النافذة المتنفذة التي جرجرتنا معها الى جهنم الحمرا.
بالمقابل ننحني امام الرجال العظام المتفردين بعطاياهم الانسانية الذين منحوا حياتنا حياة بتكثيف حضورها .تعميق معناها بقيم الحب والخير والجمال.بذلوا المستحيل من اجل بناء اردن قوي متماسك حتى يكون الانموذج في الامن والديمقراطية .لإزالة الغشاوة عن عيون المبصرين،و كشط طبقة الصدأ عن ارواح اللاهثين خلف سراب وهم ( التغيير) نقول لهم:ـ انه لن يكون الا ( بتغيير) كبار النخبة من أُولي الحل والربط الذين ثبت فسادهم،ومن ثم اعطاء من يحل مكانهم دروساً في الوطنية بان يتعلموا النزاهة و الامانة ومخافة الله قبل إمتطاء ظهر الوظيفة لكي لا تكون غايتهم إمتطاء ظهور الناس وتكديس الثروة كالذي سبقوهم الى خيانة الامانة. خلاصة الخلاصة ان خلاصنا الجمعي لا يكون الا بالخلاص من هؤلاء فرداً فرداً دون الابقاء على احد منهم. فالكل غرقى لا محالة ان ظل هؤلاء في مقدمة السفينة لان بوصلتهم لا تُؤشر الا على مصالحهم الخاصة.فالفساد الاداري،المالي،سرقات المياه،الاراضي،الاتجار بالمخدرات،السلوكيات المشينة بكل مسمياتها من رشىً، محسوبية، وساطة ، عطاءات تلزيمية هم وراءها وقبلها وبعدها،فكيف سينهض مجتمعنا اذا بقيت دفة القيادة بايديهم.
((( موسى العدوان )))
الفريق الركن المتقاعد موسى العدوان،عسكري صلب،دبلوماسي مرن، شخصية وطنية هادئة ذات كاريزما جذابة،حضور قوي،ثقافة شاملة متنعة،وتاريخ مشرف طافح بالطهارة الوظيفية والشفافية الاخلاقية….الماجد “ابو الماجد ” كسر القاعدة المتبعة عند المُعقدين من ذوي المناصب والرتب والكراسي العالية التي تعني عندهم التنّمر،التعالي،الغطرسة حتى وصلت ببعضهم الوجاهة الوظيفية درجة العنطزة،لكن ابا الماجد اثبت بسلوكياته المتوازنة و المتزنة، وتعامله اليومي مع الكافة ان الدرجة العُليا تعني:ـ التواضع، البساطة، قنطرة للتواصل لخدمة الاخرين.لهذا الاسباب احتل الرمز الوطني موسى ماجد العدوان الذاكرة الوطنية” وظل في واجهة المواجهة بكسره القاعدة الفجة المتبعة عند ” الخاصة ” اولئك الذين ينزوون في الزوايا كالمعوقين حالما يغادرون مواقعهم تراهم بلا كراسي عالية الى كراسي ذوي الحاجات الخاصة.
موسى العدوان اثبت ان قيمة الانسان في ذاته.ثقافته هي التي تمنحه القوة،وما يقدمه لوطنه.و تاريخة يعطية الدافعية للارتقاء حتى يحل ي قلوب من يعرفونه من يسمعون عنه… على الضفة الاخرى تكشفت دمى خاوية، تتحرك من خلف ستارة ليس لها وزن سياسي،تعتمد على شراء الشعبية بفبركة صورتها على طريقة ” الفوتو شوب “.شخصيات حمقى يظنون ان الناس حمقى مثلهم تنخدع بهم،لكن الناس لفظتهم كما يلفظون النواة المُرَةَ من افواههم…اما العدوان قلب الطاولة على المنافقين و الادعياء مزدوجي الولاء . احدث هزة بان الانسان في جوهره .معدنه النفيس او الخسيس هو الذي يحدد قيمته،الناس بفطرتها السليمة تفرز بين هذا ذاك.الاهم ان العدوان اثبت للمدنيين حقيقة ناصعة ان العسكر هم اهل سيف وكلمة،فرسان ميادين و اهل حكمة،وفي ساحات الوغى اسود،وفي منتديات الوعي عمالقة فكر ويقظة،حيث انهم في الواقع العملي والعلمي بزوا ادعياء الثقافة،وتفوقوا عليهم ادراكا ووعياّ…
العدوان ايقونة وطنية .نجم متقد يرسل ضوءاً هادئاً،فيشحن بمقالته الاسبوعية التنويرية قارئه وعياً بما يدور حوله.تراه دائماً المنحاز الى صف المواطن والوطن،يقف الى جانب الحق ويؤشر على الخلل بصراحة المؤمن بعدالة قضيته وسلامة فكره. فيدفعك رغماً عنك ان تبكي على واقعك او تضحك منه في مفارقة عجيبة لتناقض الواقع المعاش وبؤسه، ويكشف الاضداد في الموقف الواحد… ينعش ذاكرتك حتى لا تنسى من احسن اليك او ظلمك في لغة آسرة تفوح من بين سطورها العنفوان والكبرياء.فالنقد الذاتي الايجابي للفريق العدوان ليس للتقريع او التوبيخ او الحط من راي الاخر على طريقة سفهاء الصف الاول بل لتحاشي الاستمرار في الطريق الخطأ،والعودة لجادة الصواب.
امام قسوة الواقع وظلمه لا خيار امام الوطني المثقف سوى الاتكاء على حروفه،على روحه القلقة لإطلاق شرارة الوعي وإيقاظ الناس من غفلتهم…استنفار هممهم،استفزاز طاقاتهم الكامنة في دواخلهم،طرد الخوف المسكون باعماقهم…استيلاد وعياّ لتوليد وعياً جماعياً…كالموجة التي تستولد موجة اوسع مساحة…اعلى ارتفاعاً.ذلك شأن عشاق الوطن… لا تضيق العبارة عندهم…لا تضيق الرؤية في مخيالهم بل تبقى العبارة ترشح بفروسية عنترة…ورؤية تستشرف الآتي بعيون زرقاء اليمامة.
ابو الماجد الماجد،عسكري محترف،امضى جُلَّ عمره في الميادين المعفرة بتراب الوطن، المزوبعة برمال الصحراء بعيداً عن ضجيج المدن و اقنعة اهلها الملونة بالوان خادعة.فقسوة الحياة العسكرية وصرامتها علمته لا ان ينتظر الحدث حتى يحدث بل ان يسبقه ليكون مؤثراً فيه لا متلقياً له،وان ينظر للواقع كواقع لا ان ينتظره للصدفة بحيث تكون حركته وفق حسابات عقلية دقيقة لا عبر مغامرات لا محسوبة.وفي الكتابة اثبت انه سياسي بارع يعرف قواعد اللعبة السياسية،ويمتلك مفرداتها وخبير بدهاليزها…لا غرابة ان يقطف موسى ماجد العدوان حب الناس و اعجابهم بمقالته الاسبوعية المبشرة بروح جديدة،و إنطلاقة جديدة… !.
ابو ماجد الماجد :ـ دام قلبك الكبير العامر بحب الاردن و اهله ودام قلمك ثورة على الفساد و ربعه.