بقلم الاعلامي ..بسام الياسين
{ اهل الفتنة...! }
اتخذ اهل الفتنة والمتربصون بالاسلام من داعش حصان طروادة للطخطخة عليه ومحاربة اهل السنة، وكأن الدواعش هم المسلمون المجددون الذين يظهرون على راس كل مائة عام. ما يندى له جبين الامة باركانها الاربعة وما يزلزل ارضها ويهز سماءها،ان التطاول على الاسلام صار موضة العصر بعامة، و الاعلام العربي بخاصة و فاكهة “المثقفين التقدميين”.ظاهرة خبيثة تعود اسبابها الى عوامل متعددة :ـ اولها تشجيع بعض الانظمة لها وتراخي بعضها الاخر بل استمتاعها استمتاع الاجرب بالحك على جربه المتقيح. ثانيها تمويل دوائر غربية لمراكز وشخصيات تحت مسميات مختلفة لمهاجمة المسلمين.لهذا اسرف دعاة الفتنة والطائفية قدحاً بالاسلام، وذماً بعلمائه املاً بالحصول على جوائز تقديرية او مناصب رفيعة غير عابئين بدين الله الخاتم ومتناسين دعوته للمحبة والسلام ومقاومة الظلم وحقن الدماء،متجاهلين ان الاسلام هو راس مال العرب الذي اعزهم الله به، وحلّق بهم على اجنحته فوق عفونة الجاهلية الى مصاف الامم الراقية.
الملاحدة يستندون الى نظريات علمية في الكشف عن غوامض الوجود،وقد تناسوا ان في هذا الكون الرهيب المهيب مجرات هائلة، تبعد عنا اكثر من اربعة مليارات سنة ضوئية،وفيها ملايين النجوم اصغرها اضعاف حجم الارض. يعني ببساطة لا العلم ولا العلماء استطاعوا الاحاطة بتفصيلاته ودقائقه ” وما اؤتيتم من العلم الا قليلا”،ونسى الماديون او تناسوا عمداً ان الحواس الخمس قاصرة عن المعرفة الشاملة.بالرغم من الاكتشافات الباهرة التي حققها العلم في كل الميادين،بفضل العقل البشري ـ ظل الله على الارض ـ،وباعتراف كبار العلماء لم تزل الهوة شاسعة بيننا وبين الكثير من الاسرار. فمن السفه والغباء الادعاء ان نشوء الحياة يعود الى ” الصدفة ” كما يدعي داروين.ما يفرحُ القلب ان اكثر الماديين الحاداً يعترفون ان علة الوجود يرجع الى ” عامل مجهول ” غير صدفة داروين ومادية ماركس وعدمية سارتر.بتواضع نقول مهما ظهرت من اراء ونظريات يبقى القبس الآلهي الذي اودعه الله في نفوسنا هو المرشد لنا الى سلوك الطريق المستقيم والقنديل الذي ينير عقولنا الى التوحيد { ومن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى }. صدق الله العظيم
المتربصون بالدين جهلة في تركيبة الانسان الروحية، و لولا العقيدة التي انعم الله بها عليه،فانه لا يختلف عن البهيمة استعباد غرائزه له كاؤلئك الذين يعيشون حياة بوهيمية. بهائم او بوهيميون لا يدركون ان الحياة رحلة ايمانية بها يحضن المؤمن الكون كله الى صدره كما يحضن الاب الحاني ابنه،ويتعاطف مع البشر والحجر والشجر مثلما يتعاطف مع اهل بيته.فالحياة ليست كما يظنها المفسدون في الارض رحلة فساد و اثارة نعرات، وتفجير عصبيات و ترويج بضاعة الاقليمية والطائفية،وتكديس اموال وبناء قصور وتلبية نداء الغرائز الحيوانية.واقع الحياة الحقيقة يشي بجلاء انها ليست مادية ميكانيكية بل روحانية يتميز بها الانسان عن الدابة العجماء. اللافت بعد احداث 11 سبتمبر ” ايلول” في نيويورك برزت حملات منظمة وشخصيات عربية و اسلامية مشبوهة تسعى لتشويه صورة الاسلام والمسلمين الا انها باءت بالفشل،وكانت نهاية بعضهم فجائعية فيما انتهى بعضهم الاخر الى مزبلة التاريخ { يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون } صدق الله العظيم.
سيدنا جعفر بن ابي طالب،تلميذ نجيب من تلاميذ مدرسة محمد صلوات الله عليه، لخص الحكاية من الفها الى يائها بروعة ودقة امام النجاشي ملك الحبشة قبل ما ينوف عن الف عام وكأنه يعيش بين ظهرانيينا اليوم بقوله :ـ { أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف”. حتى بعث الله الينا رسولا،نعرف نسبه وصدقه و امانته فدعانا الى الله نوّحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد دونه من الحجارة. فعدا علينا قومنا ليردونا الى عبادة الاوثان من عبادة الله وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، ثم قرأ عليه سورة مريم فبكى النجاشي حتى ابتلت لحيته وقال :ـ ” ان هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ”
{ الملعون….}
*** اختزل الملعون العيوب كلها،منذ إكتنزت اردافه لحماً وشحماً حتى اصبحت كقطعة حلوى الـ “ جيلو” تتراقص يمنةً ويُسرةً كلما مسها مسُ.مذاك لم ينقطع إيمانه اليقيني بأن ذروة العيب ان لا تمارس العيب.فعقيدته الشخصية الراسخة ان اكبر الكبائر عدم إقتراف الكبائر اناء الليل و اطراف النهار. معيار متانة الشخصية وتألقها عنده ان يرتقي صاحبها صعوداً الى اعلى درجات سلم النذالة،وهبوطاً الى قاع السفالة،عملاً بالقاعدة التربوية التي ترعرع عليها :ـ إن لم تكن جسوراً في الوقاحة مشاعر “الندامة”.فالقيم، المبادىء،المُثل ،في مناهج مدرسته لا تصنع سوى الضعفاء،و لا يتشبث بها الا النساء الساذجات،ودراويش الرجال. القيم الفاضلة مجرد اكذوبة يضحك بها العجزة ادعياء الحكمة على الشباب المتوقد رجولة،والمشتعل فحولة،لثنيهم عن فعل ما يرغبون فعله من قباحات،و يودون كسره من موروثات.
الأصل في الاشياء الاباحة ، لذلك فكل شيء مباح في عُرفه حتى لو حرّمه الشرع و نهى عنه السلطان او منعه القانون…لا يهم ان تستفز الناس في نظره ونظريته، فهم يشتموك لفظا ويحبوك سلوكاً.فالانحراف عن جادة الاستقامة لا يقوم به الا مستقيم حطم النواميس و الاعراف البالية المتعارف عليها،فالالتزام طوال العمر بسلوك طريق مستقيم لا يحيد عنها صاحبه هي سلوكيات حمار يمشي على قدمين لانه لا يعرف طريقا غيرها لقلة حيلته و حمرنته،بينما الذكي هو دائم التفكير بالتغيير والبحث عن طرق جديدة .ففي عُرفه الملتوي ان سلوك طريق مخالفة لسلوك الآخرين شأن خاص،وحرية شخصية، لا تعتبر تفلتاً من القيود الاجتماعية والالتزامات الاخلاقية،”.
القانون السلوكي المعمول به خلف البحار :ـ “دعه يفعل ما يريد ” هو الذي يجب تطبيقه هنا…فلا يجوز ان تلعب كرة القدم بالقمباز او ان تذهب الى نوادي العراة بالبنطال. لذا عليك ان تتعرى لتتساوق مع الحضارة الغربية ومتطلبات العصر،وتتحرر من الدين فهو احد اهم اسباب المعوقات. فالتمسك بالاخلاق لا اخلاق،بعد طغيان المادة على ايقاع الحياة.من هنا حلل الرشوة والترويج للعنصرية وركوب الطائفية،ورفع شعاره الذهبي في حقبة الفساد الذهبية:”اذا لم اقبض من”ذهبي ” فسيقبض غيري.اذن من باب أولى ان اقبض انا. فجحا أولى بلحم ثوره، و أنا أولى الناس بلحم وطني،خاصة انني عراب الفتنة و استاذ اثارة الاحقاد بعد ان اصبحت التجارة بالاوطان تجارة رابحة تدر الملايين، واكبر دليل تجارة المعارضة العراقية التي نهبت المليارات باسم الوطنية.
فلسفته الحياتية،أن لا ضير في ان تحرف بوصلتك المنحرفة اصلاً، الى حيثما تهب رياح مصلحتك،خصوصاً اذا تطابقت مع نزواتك. عندها يكون واجب الوجوب،ان تكون السفالات على رأس الاولويات.فماذا يُعيب الرجل اذا باع ضميره؟!. وماذا ينقص منه اذا وجد صفقة يسيل لها اللعاب…بهذا المنطق يتحدث الى مُجالسيه في مجالسه متحدياً موازيين قياس الذرّة، ان تثبت ان من باع ضميره فقد ذرةً من كيانه،عكس الفقير المحتاج الذي باع كليته فقد خسر عضواً من جسده،وشتان بين الاثنين.،لهذا رفع لافتة بالخط العريض الفسفوري اللامع :نعم لبيع الضمائر،لا لبيع الكلى
في هذا الطرح اللا اخلاقي فهو يشبه طرح رجل الاعمال المصري نجيب ساويرس الذي اطلق مبادرة في مقالة بعنوان ” كيف تتخلص مصر من المديونية” تصوروا ان عبقرية ساويرس تفتقت عن مطالبة الحكومة المصرية بـ ” قوننة الحشيش” وفرض جمارك عليه و اباحة تعاطيه كما فعلت امريكا بـتعاطي المارجوانا.هذه الخطوة ستدر المليارات على الحكومة المصرية وستشجع سياحة الحشاشين…وليس بعيداً او مستبعداً ان يطالب لاحقاً بفتح اسواق للدعارة اسوة بهولندا.
هذا الفاجر اكثر وضوحاً في حقل المرأة،فهي بنظره مشروع استثماري ناجح اذا ما تم استغلالها،من دون اللجوء الى بهدلة قروض البنوك او صداع رهن العقارات،فقط ما على “المرأة المشروع التجاري”،الا ان تتجرد من غلالة حيائها الرقيقة. فلن تخسر شيئاً سوى فقرها.اذ إن جسدها من تراب والى تراب؟ ولن يضيرها شيءُ إن أعطت المتعة،وأخذت “الذهب والفضة” على طريقة يهوذا الاسخريوطي الذي باع معلمه بقليل من فضة؟ العملية مجرد مسرحية قصيرة من فصل واحد بين رجل و امراة،تدور احداثها في غرفة ذات انارة خافتة و اجواء بالغة التكتم والسرية ،و ما على البطلة الا رفع الستارة في مفتتح اللعبة و إسدالها في المنتهى وهكذا دواليك ؟.
فكره يقوم على ان:”السفالة كنز لا يفنى”،أما تعاليمه لكي تكون الذي يجب ان يكون،ما عليك إلا قطع حبال الوصل والتواصل مع القيم،وإِدراج المبادىْ والمُثل في أَدارج رطبة،والتحفظ عليها حتى تتعفن ثم تبلى.وحينما تبلغ مرحلة متقدمة من الانحطاط ،والغطس في الرذائل حتى تصل الى مستوى يخجل فيه الخجل من نفسه حين يسمع عنك،ويذوب في ثيابه ساعة يلتقيك…بذلك تكون انت انت…مواقف مقلوبة اقترنت بالملعون حاملة انتهازية مفرطة،وخيانة للضمير الوطني،وتلفيق للحقائق الجلية…كل هذه التصرفات والسلوكيات مدعاة للريبة والارتياب.
هناك كاتب يشعل قنادل المعرفة في دروب الناس حتى لا يَضلوا او يُضلوا.هذا الصنف يستحق الثناء وتُرفع له القبعات،وتُعلق على صدره الاوسمة بصفته كاتب تنويري.تقف له اجلالاً واحتراما،على تميزه فكرياً وجرأته في مواجهة الانحراف وقول الحق ورسم معالم الطريق للتائهين.وهناك كاتب ظلامي يدعو الى الانقسام وتفتيت الوحدة الوطنية،ويجرجر الناس الى التلهكة. لاشك انه كاتب يستحق اللعنة فعليه اللعنة حيث كان ولم يزل اشهر باعة الوطنية الملغومة،و صاحب أقدم بسطة إقليمية،وأقذر الاسماء لمن اساؤوا للابجدية المقدسة،ولوثوا بياض الورق الطاهرة بسواد ما كتبوا. فضيحته المزلزلة ان قلمه “ذهبي”،ودواة حبره “مبولة” حتى عُرف بين الجميع انه كاتب إحترف الأنحراف،وأسرف في النطنطة من مرتزق لحرامي في العصر الذهبي الى احد منظرين الهلال الشيعي.
قبيح يذكرنا بالسناتور الامريكي القبيح مكارثي،في الخمسينيات من القرن الماضيالذي اطلق إتهامات باطلة ضد خصومه واتهمهم بمعاداة امريكا،والانتساب لعضوية الحزب الشيوعي،،وقاد ما عرف بمصطلح “المكارثية” ضد ابناء جنسه،حتى اصبح بطلاً قومياُ امريكياً لشدة تعصبه الى امريكا حتى افتضح امره، وانكشف سره،وتبين ان باعثه الرئيس ليس حب امريكا،و لا معاداة الشيوعية بل حب السلطة وشهوة المال،عندها تحول الشعب الامريكي ضده ووصفوه بالرجل الصغير و اصبح اسمه رمزاً عالمياً في الانتهازية. مكارثي انتهى به الامر ان سقط اخلاقياً،ومات معزولاً ومذموماً…والواقع انها نهاية حتمية لكل من هو مثله او يسير على نهجه.
السفيه لغة له عدة تعاريف لكنني ارى افضلها على الاطلاق هو ذلك الوضيع الذي خُلق على هيئة انسان ويتجرأ على الله قولاً وفعلاً،ويغلب على احاديثه التفاهة والسطحية…وهنا ترن في اذني الآية الكريمة ” أولم ير الانسان انّا خلقناهه من نطفة فاذا هو خصيم مبين” صدق الله العظيم ثم استذكر وصية حكيم العرب قس بن ساعد لابنه :ـ ” يا بني عندما ترى الجبان شجاعاً والشجاع جباناً فاصعد الى تلة فان هناك خيانة في مكان ما”