أكد جلالة الملك عبدالله الثاني الاحد ضرورة قيام المجتمع الدولي بخطوات فورية وفاعلة لحماية الأماكن المقدسة في القدس الشرقية من الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تستهدف تغيير هوية القدس وتشكل استفزازا خطيرا يهدد كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة.
وحذر جلالته، خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من التبعات الخطيرة للخطوات الإسرائيلية الاستفزازية والاعتداءات على المسجد الأقصى التي يدينها الاردن، مؤكدا جلالته أن الاردن سيستمر في بذل كل ما بوسعه لحماية الأماكن المقدسة في مدينة القدس.
كما شدد جلالته على رفض الاردن وإدانته لإجراءات إسرائيل الأخيرة بإعلانها ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم إلى قائمة المواقع التراثية الإسرائيلية.
وتناولت مباحثات جلالته مع الرئيس عباس، التي حضرها رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة ورئيس شؤون دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات والسفير الفلسطيني في عمان عطا خيري، الجهود المستهدفة تجاوز العقبات التي تعترض استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية على أساس حل الدولتين، وفي إطار برنامج زمني محدد، ووفق المرجعيات المعتمدة، خصوصا مبادرة السلام العربية.
وجدد جلالته خلال اللقاء التأكيد على دعم الأردن للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها الرامية إلى استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصا حقه في إقامة الدولة المستقلة والقابلة للحياة على ترابه الوطني.
وأطلع الرئيس الفلسطيني جلالة الملك على نتائج جولته الأخيرة التي شملت عددا من الدول الأوروبية والعربية لدفع جهود تحقيق تقدم ملموس في العملية السلمية.
وقال الرئيس الفلسطيني في تصريحات صحافية عقب لقائه جلالة الملك "استجدت خلال الأسبوعين الماضيين أحداث وأمور لا بد أن نتشاور بسرعة حولها مع جلالة الملك، وأبرزها ما يجري الآن في القدس، وما جرى من تصريحات من الجانب الإسرائيلي بضم واعتبار الحرم الإبراهيمي وقبة راحيل وغيرها ممتلكات إسرائيلية،" واصفا القرار "بالمستفز".
وتابع الرئيس عباس "أعلنت بصراحة في أوروبا، كأن إسرائيل تريد أن تشعل حرباً دينية في المنطقة".
وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى اجتماعات جامعة الدول العربية الأخيرة، قائلا "أنا وعدت الدول العربية أن أي شيء يتعلّق بموضوع المفاوضات من استئناف ووقف وأي شيء أن يعرض على لجنة المتابعة العربية لأن القرار عندها، وبالتالي أيضاً ننسق مواقفنا مع بعضنا البعض من أجل أن نذهب ونرى ماذا يقرر الأشقاء العرب بهذه القضية".
وفي رده على سؤال حول عدم وجود إدانة دولية واضحة بشأن الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، أكد الرئيس الفلسطيني أن المطلوب من المجتمع الدولي والولايات المتحدة إيقاف إسرائيل وعدم الاكتفاء بالإدانة، خصوصاً أن أميركا هي التي تقوم بجهد الوسيط.
واضاف "بالتالي إذا لم تكن نزيهة، وإذا لم يكن موقفها قوي يدين الطرف الذي يعطل المفاوضات فلا تستطيع أن تؤدي مهمتها في المستقبل.
وقال "من جهتنا نحن، لا يوجد علينا أي ملاحظات، الملاحظات كلها على الجانب الإسرائيلي، وبالتالي ليس فقط أميركا بل أوروبا وكل العالم يجب أن يدين إسرائيل".
بترا