أكد مدير مركز علاج المدمنين التابع للأمن العام المقدم عماد الشواورة أمس أن المركز قام بمعالجة 355 مدمنا على المخدرات العام الماضي.
وأوضح أن العام الماضي سجل ارتفاعا في أعداد المقبلين على العلاج في المركز منذ نشأته عام 1994، حيث بلغ عدد المقبلين على العلاج ذلك العام 85 مدمنا فقط. ووصل عدد المدمنين الذين تلقوا علاجا في المركز منذ نشأته إلى 2493 مدمنا.
وعن تفصيل أعداد المدمنين الذين تلقوا علاجا في المركز منذ العام 1994، وحتى نهاية العام الماضي، قال الشواروة مثلت الفئة العمرية من 20 – 30 عاما الأكثر ارتيادا للمركز وتم علاج 1270 مدمنا، فيما كانت الفئة العمرية أقل من 20 سنة الأقل بين مراجعي المركز وتم علاج 140 مدمنا فقط. في حين تم علاج 27 مدمنا فوق سن 50 سنة.
وبين مدير المركز أن السعوديين هم الأكثر إفادة من خدمات المركز العلاجية بين الوافدين. حيث تم علاج 31 سعوديا، و9 لبنانيين، و3 سوريين، ومدمنن واحد لكل من الكويت وقطر وتركيا.
وعن المواد الأكثر رواجا بين المدمنين أفاد الشواورة أن مادة الهيروين تعتبر أكثر المواد تناولا، حيث بلغ عدد المدمنين على الهيروين والذين تم علاجهم في المركز 1259 مدمنا، تليها مادة الحشيش 348 مدمنا، والحبوب 731 مدمنا، أما أقل المواد رواجا بين المدمنين فهي الكوكائين حيث بلغ تعدادهم 11 مدمنا.
وقال الشواورة إن المركز التابع لمديرية الأمن العام يشكل بارقة أمل لعلاج مدمني المخدرات في سبيل علاج ضحايا الإدمان وتعاطي المخدرات، ويعمل المركز على إنقاذ المدمنين من براثن المخدرات بعد إخضاعهم لبرنامج علاجي يساعدهم في الخلاص من الآثار السامة التي يُخلفها تعاطي المخدرات داخل الجسم من خلال إقامة برامج تدريبية وتأهيلية لدمجهم فيما بعد في المجتمع.
وعن آلية إحضار المدمنين أكد الشواورة أن جميع نزلاء المركز يطلبون تخليصهم من براثن المخدرات بتسليم أنفسهم للمركز أو يقوم ذووهم بتسليمهم، مضيفا أن القانون الأردني يُساعد المدمن على تسليم نفسه بإسقاط العقوبة عنه وتأمين العلاج المجاني له، لافتا إلى أن العلاج يتم بسرية كاملة.
وأشار إلى أن المركز يتابع حالات المتعافين بعد قضائهم مدة العلاج المكثف في المركز ولمدة سنتين من خلال زيارات المتعافي الأسبوعية للمركز وإجراء الفحوصات الطبية للازمة له التي تكشف عما إذا كان عاد للتعاطي مع تحديد زمن التعاطي وقدر الجرعة، مشيرا إلى أن برنامج المتابعة تؤهل المتعافين بالاندماج داخل المجتمع وتحويلهم إلى إنسان صالح حتى لا يتعرضون إلى الانتكاسة والعودة إلى طريق المخدرات. ويتابع: يعمل قسم العلاج وفق قوانين وبنود إدارية يتم قراءتها وشرحها والتوقيع عليها من قبل النزيل وأحد أقربائه، مبينا أن المركز يشترط على النزيل الالتزام بإرشادات الفريق العلاجي لدفعه إلى المشاركة واتباع البرامج المقدمة.
وأضاف الشواورة أن الضباط العاملين يقومون بإعطاء النزيل مقدمة عن المركز وأقسامه وقوانينه عند دخولهم لأول مرة، ويتم فحص النزيل من قبل الطبيب المختص للكشف ما إذا كان يُعاني من أمراض أخرى. إضافة إلى فحص النزيل من قِبل طبيب نفسي للاطلاع على أوضاعه النفسية.
وبين أن الضباط يقومون بملاحظة النزيل بدقة في اليومين الأوليين من الدخول للمركز لمعرفة الأعراض الانسحابية لديه ومساعدته للتخلص منها. لافتا إلى أن كل خمسة نزلاء يُشرف عليهم ضابط مختص يقدم عن كل نزيل تقريرا يوميا مفصلا بحالته النفسية والأعراض الانسحابية.
ويضع الضابط خطة الرعاية بناء على احتياجات المريض النفسية والصحية وتحديد الأهداف المتوقع تحقيقها من تلك الرعاية، مؤكدا أن الضابط يبقى مشرفا على المريض لمدة سنتين بعد خروجه من المركز وهي مدة الرقابة على الريض.
وفي سبيل العمل على عدم الشعور بالغربة يُشير إلى أن الضباط يتواصلون بشكل دائم مع النزلاء ويشجعونهم على التوقف عن التعاطي، ويحدد الضابط احتياجات النزيل وأسرته من التثقيف الصحي والنصح والمشورة.
ويقول الشواروة إن البحث الاجتماعي وجمع قاعدة بيانات مفصلة عن النزيل من الأمور الأساسية التي تعتمد عليها الخطة العلاجية لمعالجة الأمور الاجتماعية والنفسية للمرضى، ويتم ذلك عن طريق التواصل مع المرضى والأهل للمشاركة في وضع حلول للمشكلات الأسرية والاجتماعية والعملية التي قد تنتج عن التعاطي.
وعن توفير المقر المناسب للعملية العلاجية الخاصة بمدمني المخدرات يقول الشواروة إن إدارة مكافحة المخدرات انتهت من إنشاء مبنى مؤهل لاستقبال المدمنين بكلفة مليون ونصف دينار ويضم 64 سريرا.
ويشير إلى أن المنظومة العلاجية تعتمد أيضا على أفراد متطوعين للعمل من دعاة ووعاظ واخصائيين مدربين يقومون بدور هام في تقوية الوازع الديني وإكساب الثقافة الدينية والاجتماعية السليمة وحث المدمن على ترك أصدقاء التعاطي والبحث عن أصدقاء جدد، وكذلك حثه على البعد عن أماكن التعاطي وتجسيد القدوة الحسنة. مؤكدا أن مدمنين سابقين تلقوا علاجهم في المركز وأقلعوا عن الإدمان يُشاركون في علاج المرضى.
وطالب الشواروة أسر وعائلات المدمنين بالقيام بواجبهم تجاه أبنائهم المتعاطين وإقناعهم بضرورة وأهمية العلاج، والبحث عن أصدقاء جدد للابن بعد التعافي لاحتمال فشل الابن بإيجادهم، والحوار الهادف والجلوس مع الابن المتعافي لأوقات طويلة، وإدماجه في بعض الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية بالمؤسسات ذات العلاقة، وحل المشاكل التي تعترض الابن المتعاطي والبحث في الأسباب الحقيقية للتعاطي، وإجراء التحاليل الطبية الدورية الخاصة بتواجد المخدرات في جسم الابن. مشددا على أهمية الإفصاح عن كل ما يعانيه الابن لأعضاء الفريق الطبي بالمركز.