{{{ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله "...في وطننا الجميل قدوات يجب ان تُكّرم بحفر اسماءها كعناوين في الذاكرة الوطنية التي لا تَبْلى اوراقها ولا تُمحى وقائعها.هؤلاء هم نقيض الشخصيات المزورة من الباحثين عن بوليصة تأمين مدى الحياة مسروقة من مال الدولة.... في هذا الوطن الصابر المرابط ايضاً...عاهات اضعفت جهاز الدولة المناعي،وجعلته عُرضة للامراض المستوطنة " اولئك جزاؤهم ان عليهم لعنةُ الله والملائكة والناس اجمعين }}}
النيابة ليست لُهاثاً لاستجداء اعفاء طبي،ولا ترؤس جاهة او خطبة... ليست مشيخة للتفاخر امام العشيرة، ولا نمرة حمراء للزهو اثناء المرور بطوابير الغلابا، ممن ينتظرون ساعات طويلة، حافلة ركوب في ايام البرد القارسة .النائب الوطني الاصيل لا "الصيني التقليد"، ليس بدلة وربطة عنق ولا لساناً للجعجعة ، انما هو ضمير الناس.عينهم اليقظة لتصّويب المسار.صرختهم المزلزلة اذا راى منكرا. في تاريخنا ـ للأسف، نواب حضروا وغابوا...عاشوا وماتوا...باعوا قواعدهم خطابات رنانة فلم يغيروا ولم يتغيروا،حتى برامجهم كانت حبراً على ورق،لم يستفد منها الا باعة الهريسة في المطاردين في الازقة من الصحة والبلدية لان بضاعتهم مكشوفة.هؤلاء إنتهوا كأنهم ما كانوا.
في حضورهم لم يشعر بهم احد...في غيابهم لم يفتقدهم من كان بقربهم او مقرباً إليهم...هم خُشبُ مسندة ...لم تعتمر وجوههم غضباً على انكشاف عورة الوطن و إذلال المواطن برفع الاسعار.لم ينتفضوا على سراق المال العام،بلعوا السنتهم عند توقيع الاتفاقيات المذلة مع عدونا الازلي اسرائيل...لم يتركوا بصمة وراءهم بل رموا سلالأً من طلبات ابناء مناطقهم في الحاويات...امضوا اربع سنوات نيابية لم يعرفوا ان المهمة التي انتخبوا لاجلها هي " رقابة و تشريع"، فادروا ظهورهم لها، وركضوا خلف الغنائم على حساب المهمات الاساسية....لا خير في جُلهم يُرجى...مهما نافقوا او ادعو...يبقوا ظلالاً خارج حسابات الدولة لا وزن لهم،وهذه احدى كوارثنا السياسية والبرلمانية.... لانهم من وزن الذبابة او الريشة حسب التصنيفات الدولية للملاكمة...ما نريده نائبأً من الوزن الثقيل الذي لا ينصاع لـ " الآلو" خوفاً. ولا تدير راسه اغراءات الحكومة...نريده ان يبقى من الناس وللناس...ان يتقي الله في كل صغيرة او كبير،في كل واردة او شاردة.
الانباء المتسربة من موقع عربي شهير تقول :ـ ان عضو البرلمان الاردني البارز من ـ الوزن الثقيل ـ ثامر بينو نائب مختلف...اجبر الجميع في جلسة بيان الثقة على الانصات لكلمته، حكومة،نواباً ومشاهدين. نشر تغريدة له على وسائل التواصل،تحدث فيها عن عمليات فساد كبيرة تورط فيها مسؤولون كبار من وزن حوت وفك قرش.النائب بينو لم يفصح عن الاسماء،فظلت مبهمة.هو ذاته النائب الشجاع الذي وصف اتفاقية وادي عربة ذات مرة بالعاهرة. وهو نفسه الذي طالب بجلب وليد الكردي للمحاكمة.بينو الغيور على هيبة المجلس و مكانته فجر قنبلة إنشطارية طالت النواب الذين يصفقون للحكومة نفاقاً،ووجه صفعة على قفا من يهز رأسه بالموافقة بمناسبة ومن دون مناسبة كأنه دمية على تابلو سيارة متهالكة في طريق وعرة. بينو استصغر النائب الذي يُصّغر نفسه،وبالتالي يفقد كرامته حين يتمسح بالوزراء لا ليراقبهم في القضايا الكبرى.الحق اقول ان بينو نائب محترم...يحترم دوره ولم يتاجر بقاعدته،لهذا تُرفع له القبعة.
احترامه سيزداد اكثر،اذا كشف الملفات التي ادعى انها بحوزته،وحولها الى قضية راي عام حتى يعرف المسؤول ان مال الامة ليس داشراً،و ان الحق المغتصب لا يمكن ان يكون حقاً مكتسباً.بينو ستتسع دائرة احترامة ان فضح طوابق ثراء النخبة على حساب الخزينة في حين قلَّ ان تجد مواطناً الا و يحمل مظلمة منهم او يشكو بلية.مفارقة عصية على الفهم و الافهام :ـ لماذا تسرق النخبة وطنها وهو على شفا الافلاس ؟!. ولماذا نفجع بين الفينة و الاخرى بنخبوي أؤتمن على المسؤولية عندما تتكشف اوراقه.
مات بالامس فيدل كاسترو احد اهم اربعة قادة القرن العشرين:ـ عبد الناصر،تيتو،نهرو.كان ثائراً وزعيماً من ابرز زعماء عدم الانحياز.قارع امريكا العظمى ببندقية قديمة.صمد بدولة تعتاش على السيجار الى جانبها كمعجزة لا تصدق بالاعتماد على الذات.سأل صحفي اجنبي ايام الحصار الخانق مواطنا كوبياً :ـ لما لا تثورون عليه. فاجاب بهدوء وبساطة :ـ نأكل مثلما يأكل ونلبس مثلما يلبس. كاسترو لم يلبس البدلة الاوروبية الا مرة واحدة عندما حضر اجتماع دول عدم الانحياز،ولا يملك اسطول سيارات.كانت وصيته ان يُحرق جسده العملاق.بالفعل احرق كاسترو وتحول الى رماد ولا نعلم هل نثر رماده في الهواء مع الريح ام حُشر في زجاجة ورميت في البحر،لكنه سيقى في التاريخ !.
من باب العصف الذهني نسأل و نتسآءل :ـ لماذا يُفجعنا النخبويون بسوء افعالهم ؟!. اهكذا يكون الوفاء للوطن. لذلك نهيب بالنائب الجسور ان لا يخلد الى الصمت حتى يعود مال الوطن لإهله ويأخذ المتهم جزاءه لان النائب لسان حال الامة و محصن وليس كاتباً من السهل جرجرته من محكمة لإخرى او الاعتداء عليه كما حدث في احيان كثيرة...النائب محامي دفاع، و ليس صندوق بريد لإيصال الرسائل للسلطة التنفيذية.ومن مهماته الاساسية نبش الملفات الدارسة ، الاضاءة على الادراج المقفلة المختومة بالشمع الاحمر لمعرفة بلاويها...كما ان المطلوب منه اشعال شرارة الكشف في كومة القش الكبيرة للعثور على الابرة المفقودة.
سعادة النائب هل أُذكّرك و انت المسلم الحنيف الملتزم دينياً، بقول الصديق ابي بكر رضي الله عنه و ارضاه،حين وقف ايام الردة و اطلق صرخته المدوية حين قال للمترددين في قتال المرتدين :ـ " والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه....وهل أذكّرك بمواقف العادل عمر وغيرته على الامة.... امانة المسؤولية جعلت من ابن الخطاب " ديوان محاسبة " يحاسب نفسه بنفسه،و مؤسسة رقابية يحاسب غيره بمنتهى الصرامة حتى اصبح الهمَّ العام وسواساً يؤرقه خوفاً من يوم الحساب.
لإجل هذا الزم نفسه عمر رضي الله عنه، من على منبر رسول الله امام الناس،ليكون الناس شهوداً عليه،بقاعدة اخلاقية تعلو على القانون بالالتزام بها وعدم القدرة على خرقها ، تربط بين الطهارة الوظيفية وحساب الذات...تصلح ان تكون شرعة دولية ،ولوحة الكترونية مضيئة، تُعلق في صدر مجلسنا النيابي :ـ { حاسبوا انفسكم قبل ان تُحاسبوا،وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم.....} فلا عجب ان يتحمل مسؤولية الدابة العجماء ايضاً :ـ لو ان بغلة عثرت في العراق لسألني الله عنها ؟!.... فهنيئاً للبغال ايام عمر.
{{{ الرقيب محمد الهزايمة ! }}}
*** اكسرعظم اللغة لإستخرج نخاعها...افتح اصداف البحر للبحث عن لآلئها...احفر ارض الله الطيبة بحثاً عن اثمن كنوزها...لاهديك اياها يا ـ محمد ـ ...الابجدية تمشي على رؤوس اصابعها احتراماً لك.الكنوز تنصهر تاجاً يضفي جمالاً على جبينك.الانسان النقي الودود خليفة الله.حجر الاساس في الكون.منزلته اعلى من الملائكة. قهر شهواته،لجم رغباته وفاض حباً على الناس كافة.من يمتلك الحب مثلك ـ يا محمد ـ،يمتلك ترنيمة تطرب الدنيا وتهزها هزا... ضميراً حياً يشع نوراً على مملكة بإسرها.
الانسان الطاهر حقل مغناطيس جذاب بذاته وجاذب لما حوله من قيم ايجابية. تتضاعف ذبذباته الروحية في المواقف الانسانية،تزداد شفافيته في اعمال الخير، تتسع دائرته عند دفع الاذى عن غيره...انت حارس الجودة الاخلاقية في زمن الاخلاق الفالتة.اعطيت زناة الوطنية درساً لا يُنسى، باننا امة التكافل ، التعاضد ،الايثار.كنا وسنبقى رغم جنوح الاكثرية .ذروة الخير ان يجمع واحدنا بين الصلاح و الاصلاح.انت جمعت بينهما وزدت،بان قدمت دمك لانقاذ انسان لا تعرفه.ما فعلته هو الاحسان بعينه.الاحسان:ـ "ان تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك"...هنيئاً لك فانه كان يراك من فوق سماواته و انت تنتخي لوالد يبكي على فلذة كبده،وهو يتأرجح بين الحياة والموت...وهو الله الذي { لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض }.
في اللحظة الحرجة،انكشفت قيمك الداخلية المخبوءة في اعماقك.ظهر طيب اصلك.نقاء معدنك.الناس معادن منها الخسيس ومنها النفيس لكنك من انفسها.شع ضوؤك كالبرق الذي يشق ظلمة ليلة تشرينية مدلهمة العتمة بسيف ضوءه.اجمل ما فيك ان خزانك مايء بوقود روحي مبهر.عندما رٌفع عنك الغطاء عرفنا ذلك، واثبت انك انسان استثنائي.السر في عِرْقِكَ الطيب، في حليب امك الطاهر. هنيئاً لك بها وهنيئاً لها بك."تخيروا لنطفكم فان العرق دساس" قالها الرسول الكريم قبل اكتشاف علم الجينات بقرون. وقالها نابليون :ـ " حين تهز الام سرير ابنها بيدها اليمنى تهز العالم بيدها اليسرى.إتنصارك للحياة هز مشاعرنا...ادمع عيوننا بعد ان تحجرت دموعنا، لكثرة ما نرى من جرائم.انت شكلت انعطافة لافتة ـ لو صغيرة ـ في تاريخنا المعاصر الذي يتشح بالسواد.فتحت الشارة الخضراء لعبور الناس الى انسانيتهم المفقود،.اشرت بيدك للطريق المفضي الى حب الله. الخلق كلهم عيال الله و احبهم الى الله انفعهم لعياله فطوبى لك و لزملائك الذين هرعوا معك.
هل تعرف ما هي العظمة يا محمد ؟! انها ليست حمل النياشين على صدرك،ولا كثرة الخدم والحشم من حولك ...ليست بامتلاك العمارات الشاهقة والاطيان الواسعة.العظمة ان تقف موقفاً انسانياً من دون ان تنتظر اجراً او شكراً من احد.ان تمسك بيد عجوز وتقطع بها الشارع.ان تمسح بيد حانية على راس طفل يتيم.ان تمد يد العون لجائع مهما كان المبلغ زهيداً.العظمة ان تقول الحق وتتراجع عن الخطأ...التراجع عن الخطأ فضيلة والتمادي جريمة مضاعفة.العظمة المغلوطة هي المنفخة ،الاستعراض الكاذب، الابهة الفارغة كالطاووس الذي ينفش ريشه. ذهب شاه ايران.سقط ايوانه وهو الذي اتخذ من الطاووس رمزا. المسكين لم يجد له مساحة قبر في الكرة الارضية. تنكر له الجميع لولا ان تعاطف معه السادات لمات مثل مشرد الزرقاء الذي لم يجد من يدفنه.
ما انقى واصفى حليب امك يا محمد.هي مدرسة في التربية الاخلاقية و التربية الوطنية.انت، انت الشرطي الذي جسدّ فلسفة جديدة { دم الشرطي لانقاذ حياة المواطن }.فكرة كانت عائمة غائمة،صارت حقيقة واقعة تمشي على قدمين،بفضل ايثارك . يا محمد طرحت للبحث اخطر قضية تواجهنا اليوم،اعادة تعريف واجب الدولة. هي ببساطة تأمين مظلة العدالة الاجتماعية للجميع ، ردع الظلم والظالمين.سيادة مطلقة للقانون .توفير الامن الشامل الشرطي والغذائي والوظيفي.إعطاء كل ذي حق حقه بلا زيادة ولا نقصان..هذا لا يكون ولن يكون الا بارادة سياسية حازمة تُكافي المبدع وتُعاقب سارق المال العام،وتطرد المدير الذي يتلاعب بالادارة بابعاد ذوي الكفاءة و الخبرة،لتقريب محاسيبه الجهلة.فصلاح الجهاز الاداري مرهون بموظف يملءُ كرسيه بعلمه،معرفته،اخلاقه ،امانته...عندها سنضاهي سنغافوره و ماليزيا في سنوات قليلة....طريق الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة ...وضع الرجل المناسب في المكان المناسب !!!.