بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
{{{ شيخنا الجليل : ـ اقول لك و انت العارف بالله و الاعرف مني بعباده. خاصة تلك النخبة، متورمة البنية ملتوية السلوك :ـ اننا في بلد الحشد ، ننفرد ايضاً عن كل دول الارض قاطبة ، في بروز شريحة مستجدة،تُعرف بشريحة ” الحردانيين ” الطالعة من رحم النخبة الباغية التي لا تُبالي الا في نفسها،و استأثرت بكل شيء تطوله يدها حتى استفحل خطرها على البلاد والعباد. هؤلاء ” الحردة الجُدد ” يعتقدون انهم يملكون قيد تسجيل ” قوشان ” بالوظائف العليا، لان المملكة في اللاوعي الكامن في اعماقهم،منذ طفولتهم المبكرة ، اقطاعية ورثوها عن ” ابائهم” رغم مثالبهم التي لا تُحصى،وانك تُفجع حين تقرأ تاريخهم وتاريخ ” إلي خلفوّهم” .فعندما تُنقب سجلاتهم وتَقلّب ملفاتهم السرية، تكتشف انهم لم يقدموا للوطن لو شعرة،ولم يتصّدقوا على الفقراء لو بشطر تمرة حتى في اعوام الرمادة الكاوية بل انهم لهفوا حقهم وحقوق غيرهم.فوق كل هذا،تراهم يمنّون علينا و على الوطن انه لولاهم لعصفت به العواصف،وذهب مع الريح مع انهم عناوين العفن والخراب .
هؤلاء ” البررة المُبشرين في جنة الحكومات المتعاقبة “، ما ان يبرحوا مواقعهم،تجدهم يتصدّرون صالونات النميمة،وجلسات المناكفة،وهم انفسهم الذين كانوا بالامس، يتربعون اعلى درجات النفاق…غريب امر هؤلاء ان وجوههم لا ” تتمعر ” خجلاً من ذبذبة مواقفهم ، ولا تندى جباههم بقطرة “غيرة ” على الوطن و اهله عندما يقع في ضائقة. ” الحردة الكذبة ” احاطوا انفسهم بهالة زائفة من الابهة ، وارتدوا عمائم زعامة منتحلة بسلطة السلطة لا بمقوماتهم الشخصية .لذلك فإنهم يعضون على الوظيفة بالنواجذ عضاً لإنهم خارجها صفرا… فيا الله كم تنتهك الوطنية من لدن شخصيات منقرضة ،ذوات ثقافة ضحلة،هي اقرب ما تكون الى ثقافة رواد المقاهي الذين لا يجيدون سوى الثرثرة،ونفخ الدخان في الهواء واللعب بالشدة ورقتهم الاخيرة في الحياة لانهم لا يملكون غيرها.يا الله،لقد بلغت الحيرة مداها في زمن الرويبضات ؟!.
سيدي الشيخ :ـ كفكف دموعك الغالية. إن واجب الوجوب ـ قبل البكاء واللطم على الوطن ـ رفع بصمات الجناة باثر رجعي للتعرف على اللصوص ، وتمزيق الاقنعة لكشف الوجوه المستترة البشعة،وسبر اغوار النفوس المشوة التي دفعت الشعب الاردني العظيم الى هذا المأزق الخانق والمنزلق الخطر.فحين تغيب المُساءلة عن ارقام الارصدة الفلكية ، والسؤال المقدس من اين لك هذا عن القصور الفخمة التي شُيدت بين ليلة وضحاها،و اساطيل السيارات الحديثة المركونة على ابوابها.ان ما يجري مع سبق الاصرار مخالف للمنطق والعقل. الحقائق تطمس و يسود التضليل ،عما يدور من شبهات تصل الى حدود اليقين بالقرائن الدامغة التي تدين ” الشخصيات المثالية ” التي أئتُمنت على مقدرات البلد،فخانت الامانة.هنا يكون السكوت على هؤلاء جريمة قاتلة وتورية مدروسة للتغطية عن الفساد و اهله ليستمر الى ما شاء الله.هذه ليست سقطة اخلاقية او تجاوزاً قانونياً فحسب بل كارثة وطنية كبرى تهدد كيان الوطن .
نجأر باعلى اصواتنا ،ليس من تحت قبة البرلمان كما يفعل النواب المحترمون،ولا من على البوابة مثلما يصرخ المحتجون بل من فوقها و امام المارة كما يفعل عشاق الوطن الانقياء الذين لا يبحثون عن شهرة او مغنم الا عن كلمة خالصة لوجه الله تعالى،وما ينفع الناس كافة :ـ فلا خيار امامنا الا محاكمة الفاسدين واسترداد الاموال المنهوبة و اما الانهيار.في ذات السياق اسأل شيخنا الجليل في اي بلد في الدنيا “يتبغدد” الكبار بالاموال ،ويتنّعمون بالقصور ولا في الاحلام و اساطيل السيارات الفخمة…بينما لا يجد المواطنون وسيلة للركوب،ويقاتلون قتال الصناديد لدفع اجرة منازلهم حتى لا يجرجروا للمحكمة،و يكون مصيرهم الارصفة.
سماحة الشيخ : ـ اسوأ ما في المسؤوليين احتكار الثروة،تغييب العدالة،استغلال السلطة،تعطيل الارادة الشعبية من خلال تضييق مساحة الحرية،تقزيم الديمقراطية.في هذه الاجواء المكفهرة تبرز الحاجة المُلحة الى معارضة ايجابية حريصة على الوطن و امينة على حقوق الناس،لان اي حركة من دون قاعدة شعبية منزوعة النجاح سلفاً.لذلك فان جوهر الانسان يتطهر ويظهر معدنه حين يحمل جذوة الحق كي لا تنطفي ء لهيبها،ويتخندق في خندق الناس.” فالخلق كلهم عيال الله و احب الناس الى الله انفعهم لعياله. ان تطهير البيت من الفاسدين اولاً شرط اساس حتى يَقْبَلَ بنا و يُقْبِلَ علينا الاخرون و الا كانت دعوتنا صرخة في برية.و انني مع تغيير بوصلتك لتغيير الداخل وتقريع المنحرفين حتى تفقدهم توازهم في السياق السياسي بل الشرعي الذي برعت فيه لانه اشد اثراً وتأثيراً ،فحكم السارق شرعاً فرم اصابعه وقطع يده ناهيك عن تعزيره. فقف في صف الناس يكن الناس معك وفي صفك.
سيدي الشيخ :ـ العلماء،الدعاة،المفكرون،الاقربون الى الله وخاصته من اهل الصلاح و الاصلاح لا يتقاعدون.فلماذا لا تكون شيخ الاصلاحيين،ولك في الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري سُنةُ وقدوة.هو اول من حرك الجماهير في الاسلام ضد استغلال السلطة، ووقف شاهراص سيف لسانه السليط، لكل من حاول نهب خزينة المال وسلب اراضي الدولة.فالعمر ومضة،والحياة وقفة عز،وقد كرّمك الكريم بلسان طلق كالسهم الذي لا يخيب مرماه،و حاد كحد السيف القاطع،وحجة مقنعة،ولغة بليغة باسلة ومستبسلة ذات مخالب جارحة،لا تفلت منها طريدة. يا شيخنا المسؤول :ـ كلنا مسؤول وستسأل انت وسيسألون هم يوم يقوم الميزان،فلماذا لا تسأل اليوم على مسامع العامة، اؤلئك الذين لم يكونوا قبل الوظيفة شيئاً مذكورا،كيف اصبحتم بهذا الثراء الفاحش وانتم لم تعملوا بالتجارة ،وما انتم وارثون . لا يسعنا الا ان نقول :ـ ” حسبنا الله ونعم الوكيل على من ظلمنا،ونختم بالآية الكريمة التي تقول:ـ ” ولكم في رسول الله اسوة حسنة “. رسول المحبة و نبي الرحمة الذي كان يمر عليه الشهر والشهران،لا توقد نار في بيته،ولم يكن له من الطعام الا التمر والماء. مات ودرعه مرهونة ؟! }}}.
((( كل الأردن )))
صحيفة ” كل الاردن ” الالكترونية،منارة باسقة تهتدي بها السفن التائهة الباحثة عن ملاذات آمنة في الليالي المدلهمة السواد.زيتونة مخضوضرة معطاءة على مدار السنة في صحراء قاحلة،تُعطي أُوكلها كل حين…جاءت اضافة نوعية وجريئة للاعلام الاردني المرعوب،فتحّلق حولها من ينشدون الحقيقة.اولئك الذين كفروا بالتعابير الانشائية الرخوة المندرجة تحت باب التضليل والمراوغة المغلوطة. ” كل الاردن” علامة فارقة في الصحافة الالكترونية،جادة،جاذبة وجذابة وذات مصداقية عالية . ما ان تتصفحها مرة واحدة حتى تدمن عليها وتقع صريع حبها.لا مكان فيها لنفاق او كذب، اما التسحيج،التطبيل،التزمير، كلمات مشطوبة من معجمها الناطق بلسان صدق فصيح، ليس فيه عوج ذميم او تورية ملغومة لانها صلبة كسنديانة، تدافع عن موقفها بكل بسالة وعنفوان الى حدود الاستماتة. وهذه شيم بواسل العسكر،وخصال ربع الكفافي الحمر الذين سيّجوا الوطن بصدورهم في الملمات الخطرة.
لهذا فان ” كل الاردن ” ليست حيادية بل هي منحازة بالمطلق للاردن و اهله.هي الذاكرة الطاهرة لتأريخ الحدث اليومي الاردني بامانة.هي كتيبة من المغاوير الذين يتمتعون باعلى اللياقات الفكرية،النفسية،الثقافية،الوطنية،القومية و الانسانية…لهذا تراها تطرح القضايا الحساسة بمنتهى الجرأة طالما انها في خدمة الرأي العام ودائرة الوعي الجمعي…من هنا اختارت المسلك الصعب،والمرتقى الاعلى غير عابئة بمخاطر الربح والخسارة بل بمصلحة الوطن العليا.ولهذا اسجل اعجابي المطلق بالثلة الكريمة من الكُتاب الذين كشفوا بمقالاتهم الرصينة وتحليلاتهم العميقة، سطحية الكتبة وتفاهة ما كتبوا،اولئك الذين فرضوا علينا وجلسوا على اكتافنا ردحاً طويلاً من الزمن،لم يجيدوا خلالها سوى الردح باقلام معبأة بحبر التضليل والتهويل،ونفخ الفارغين وتنفيس المعارضين، لقاء رواتب ضخمة وشرهات تحت الطاولة.
تحية كبيرة بحجم الوطن، لكل صاحب قلم مشرط يجثت الخلايا الميتة، لبعث الحياة في خلايا جديدة…للقلم الصدمة الذي يسعى مخلصاً لاخراج المصابين من غيبوبة الخدرهم الى رحابة الوعي…للقلم الذي يبعث الامل في نفوس القانطين من الاصلاح…القلم الموهوب الذي يكرج على الورق الابيض الابيض ليكشف الزيف ويعري الفاسدين…تحية كبيرة لربان الموقع خالد المجالي ورئيس التحرير الجسور سليمان الحراسيس وللشاب المهذب الودود والمثقف الحارث الحباشنة .هؤلاء الذين صرخوا صرخة البطل المدوية ساعة المواجهة :ـ ” لا نقبل الهزيمة في وضع كل ما فيه مهزوم ” .آملين من الخيرين في بلد الخير من اهل الحل والربط فك اسار ” كل الاردن ” ، ورفع الحجب ليعود كما كان بدراً مكتمل الاستدارة.