بقلم الاعلامي بسام الياسين
{{{ الحياة ليست عربة تحركها المصالح والمنافع بل هي قيم و اخلاق و مباديء.مرضى العظمة، يشحنون عربتهم بطاقة الشهوة،متعة الامتلاك،حب السيطرة ، جنون السرقة للوصول لاهدافهم المرسومة في كهوف عقولهم المعتمة.هم على استعداد لدهس من يعترض طريقهم. مشكلة هؤلاء انهم لم يكبحوا غرائزهم الحيوانية ، بل غَلبّوا عن سابق اصرار ، جوانبهم الحسية المادية،فسقطوا شر سقطة ، بعد ان راكموا الاموال في جيوبهم،وتربعوا على اكوام عالية من متاع الدنيا الهشة.ظنوا وبعض الظن خدعة، انهم حققوا ذواتهم،وفي حقيقة امرهم، ما جنوا سوى الخيبة. ارتفعوا فوق فراغ الركام ،ثم لم يلبثوا ان وقعوا في شر اعمالهم.فما قام على باطل باطل، وان تغلف بقشرة مموهة.في قمة نجاحاتهم الخادعة ، نُكسوا الى وراء الوراء،و جرفتهم دوامة الكآبة الحادة عاشواعزلة خانقة ووحشة موحشة ، لا تبددها احدث العلاجات النفسية من مهدئات ومنومات.المرحلة الأشقى انهم يبحثون كالغرقى عن قشة النجاة، ولا قشة سوى فقاعات تموت من لمسة.هؤلاء " العباقرة " كانوا يستهزؤون بالحقيقة الدامغة :ـ ان السعادة بالاستقامة ، ولا نجاةٌ الا بحبل الله }}}.
*** ابو خيبة...ممطوط القامة كقصبة تعيش على حافة بركة آسنة.مخترق في اكثر من موقع مثل شبابة مبحوحة، خرجت من الخدمة لكثرة النفخ فيها.ملامحه ماكرة.نظراته زائغة.كلماته مختارة من قاموس اراذل السوقية.إبتسامته المصطنعة تذكرك بالورود البلاستيكية.هو بلا تاريخ يذكره،وبلا ذاكرة يتذكر بها.لم يُسجل موقفاً يُحسب له في حياته بل مواقفه تُحسب عليه كلها، على راسها شغفه باللذة المنكرة،و اللا عطف على الحفاة الباحثين عن الارغفة الحافية،لكن فيه نفخة فارغة تجبرك مرغماً على النفور منه ومن حكاياه البالية .
وصل بالدحرجة،ككل الواصلين بالكراسي المتحركة . دفشة من هنا و دفشة من هناك. حين تراه للوهلة الاولى ، تدرك انه عشبة ضارة من الواجب قلعها من شروشها،لانها تمتص الخصوبة ولا تعطي سوى الاشواك الدامية. عشبة ضارة مضرة هو لا مقارنة بينها وبين السنبلة المتواضعة التي تحني رأسها بسبب امتلائها، المعطاءة غذاءً للانسان وعلفاً للحيوان.ذلك يثبت نظريتنا ان ابا خيبة كصرصار صيف ليلي مزعج،لا يهدأ عن الصفير حتى انبلاج الضوء،وضفدع نهاري نقاق، لا يهنأ الا بالنقيق على " مراق الطريق ". اللافت فيه لا فكرة اصيلة لديه،لا ومضة لامعة عنده، لا تحليل تركن له، فطوبى لمن لا يعرفه او استمع اليه. تُرى اي مخلوق يكون من يحمل الضرر والضجيج و الاذى .صديق لصيق وصفه ذات فلتة لسان :ـ ما رأيت في حياتي اجرأ منه على الحرام،ولا اشجع منه على آتيان المحرمات.
لم تعتب عليه موبقة من الموبقات السبع . اقترفها وحلمه ان يبتدع الثامنة ليدخل سجلات غينيس العالمية في اقتناص المحظورات. اضاف الراوي فيما روى انه يتغذى ليل نهار على شجرة جهنم الملعونة، يتفيأ ظلالها ، يتدفأ بحطبها، ولشدة ولعه بها وـ العياذ بالله من الشيطان الرجيم ـ ، ينام تحتها حتى يتنفس حراماً ويزفر حراماً.لم يكتف بكل ما سلف في الحياة بل اوصى :ـ حين اموت ادفنوني الى جانب شجرة الزقوم "حتى تُرّوي عروقي جذورها / لانني ان مت اخاف الا اذوقها".
ابو خيبة ...لا يُشق له غبار في علم النفاق.هو الترياق المفضل عنده،والكذب على خلق الله حقنته الصباحية الحريص على تعاطيها قبل الافطار. في حقل الإفساد لا يدانيه شاعر متكسب او مخبر يعمل بالقطعه،ولا وصولي دون مؤهلات يحلم بوزارة سيادية.في احاديث الافك لا يباريه احد،و في إتهام اهل الصلاح بابشع الصفات،هو ماركة مسجلة حتى تظنه انه شريك الفاجر " مُسطح بن أثاثه " الذي نزلت فيه آية من السماء في فن تلفيق الاحاديث وهندسة قصص رمي المحصنات.
وبزَّ الحطيئة في احتقار الذات وهجاء نفسه ان لم يجد ما يهجوه.ولا يسكت عن القدح بالآخرين الا بشراء لسانه،او تهديده بجز راسه. ابو خيبة ... مفطور على الرذيلة.مفطوم على الوقيعة.متعته الكبيرة الارتماء في مواطن السوء و الاماكن الموطوءة .لذلك تراه مع رفاق السوء دائم البحث عن المواقع الموبوءة،والاغتسال في مستنقعات تفريخ الحشرات،الناقلة للأوبئة لان فيه اجتمعت العلل النفسية،واستوطنت العُقد الاجتماعية .فلا غرابة ان انتصرت في نفسه الخبائث وانهزمت الفضائل. في التقييم العلمي والعملي انه من وزن الذبابة،حسب تصنيفات لعبة الملاكمة،لكنه لا يحمل ذرة من الروح الرياضية و اخلاقيات فرسان الرياضة.جبان ينطوي على ذاته، ليس اختياراً على طريقة المنقطعين للعلم او العبادة،بل خوف من المواجهة،.فقد احصت دائرة الاحصاء نقائصه،فاكتشفت ان فيه الف سلبية وسلبية.لذا غالباً ما يختار الاختباء في الزوايا الرطبة المظلمة...
هذه المرة اخطأ الحساب،ففي بلادنا ، لا تخفى خافية.اذ ان الشخصية العامة يتم النبش عليها وكشف اوراقها منذ طفولتها المبكرة حتى شهقة الرحيل الاخيرة. رحل غير مأسوف عليه.لم يترك رصيداً محترماً خلفه ، سوى كومة من اعمال سلبية وتصرفات رعناء .فقد كان ـ المرحوم ـ من النخبويين الذين ينظرون للناس كالماشية ، وكان الناس ينظرون اليه مجرد نكتة مرذولة يخشون تداولها علانية خوفاً من الهرواة .عندما مشى، ازاح العالمون ببواطن الامور،وخفايا المستور الستارة عن الحقائق ،ورفعوا الغشاوة عن الابصار،حينها راى الناس كافة بام اعينهم حجم الكارثة.فظهر المذكور على حقيقته المجردة بلا رتوش او مكياج.واجمع الجميع بالاغلبية المطلقة ان صاحبنا مريض بحاجة الى مصحة نفسية لإعادة تأهيله نفسياً،إجتماعياً،إنسانياً ليعود شخصاً سويا...اقول قولي هذا واستغفر الله.