ابدت فرنسا حماسًا كبيراً في دعم جهود الاردن الرامية إلى تحقيق برنامج نووي سلمي، مؤكدة استعدادها على تقديم الخبرات اللازمة لذلك.
كان الاردن حاضرا في اللقاءات التي جمعت مسؤولين فرنسيين مع صحافيين من عدة دول يزورون فرنسا للاطلاع على تجربتها في مجال الطاقة النووية السلمية.
واستذكر المسؤولون الفرنسيون الذين مثلوا مختلف المؤسسات الفرنسية العاملة في مجال الطاقة التعاون الثنائي الاردني- الفرنسي، مبدين استعداد بلادهم تزويد الاردن بالخبرات الفرنسية في مجال بناء المفاعلات النووية التي تنتج 78 بالمئة الطاقة الكهربائية المولدة في فرنسا.
وعرض المسؤولون خلال لقاءات منفصلة دور مؤسساتهم في تطوير قدرات فرنسا في مجال انتاج الطاقة واليات تقديم خبراتها للدول الراغبة باقتناء الطاقة النووية المدنية، مشيرا الى ان برنامج التعاون مع الاردن في مجال استكشاف اليورانيوم والتحول قريبا من مرحلة الاستشكاف الى مرحلة الانتاج التجاري.
واثنى المسؤولون الفرنسيون على التعاون بين البلدين في مجال الطاقة النووية، حيث عرض مدير الوكالة الفرنسية النووية الدولية فيليب بالي لخبرات الوكالة التي تقدم المساعدة للدول الراغبة باقتناء الطاقة النووية المدنية، وتشمل اعداد البنية التحتية اللازمة للبدء بالمشروعات بما في ذلك الاعداد للبرنامج النووي وتاهيل وتدريب الكوادر الفنية.
يذكر أن الاردن وفرنسا ينسقان جهود التعاون الخاص بالبرنامج النووي الاردني من خلال لجنة مشتركة اجتمعت للان ثلاث مرات منذ التوقيع على بروتوكول التعاون الثنائي الأردني الفرنسي في مجال الطاقة النووية خلال زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى العاصمة الفرنسية في آب عام 2008.
وتاتي اللقاءات في اطار زيارة لصحافيين من (الاردن ومصر وروسيا وجنوب افريقيا وفيتنام والهند والصين وفنلندا) هدفها الاطلاع على التجربة الفرنسية في مجال الطاقة النووية خاصة مفاعلات الجيل الثالث التي ستدخل الخدمة في فرنسا عام 2013.
واطلع المسؤولون الفرنسيون الصحافيين على مشروع الجيل الثالث من المفاعلات النووية من خلال زيارة لموقع بناء المفاعل الثالث في منطقة (فلامينفيل) الواقعة على البحر الابيض المتوسط والذي من المتوقع ان يدخل الخدمة عام 2013 بقدرة 145 ميغاواط.
وعرض المسؤولون في الموقع ميزة مفاعلات الجيل الثالث ، مبينين انها اعلى جودة من الاجيال السابقة واكثر امانا واقل كلفة، وان فرنسا تنتج حوالي 78 بالمئة من طاقتها الكهربائية من الطاقة النووية من خلال 90 مفاعلا نوويا تملكها بلادهم.
واكد المسؤولون الفرنسيون ان الطاقة النووية عادت لتكون خيارا اوليا للعالم لانتاج الطاقة الكهربائية وان الجيل الثالث من المفاعلات الفرنسية يقدم الحلول للدول الراغبة بامتلاك الطاقة النووية من خلال مفاعلات تمتاز "بجودة عالية وتكلفة اقل واكثر امانا".
وعرض المتخصصون الفرنسيون تجربتهم في بناء المفاعلات في منطقة (فلامينفل) التي تحتضن ثلاثة اجيال من المفاعلات النووية وتعد من اكثر المناطق الجغرافية صعوبة لتنفيذ مثل هذا العمل مقدمين الحلول لجميع التحديات البيئية والامنية والجغرافية المحتملة التي قد تواجه اقامة مثل هذا النوع من المشاريع.
كما عرض المسؤولون الفرنسيون للتجربة الفرنسية في مجال المفاعلات البحثية ودورها في انتاج النظائر المشعة التي تستخدم في الاغراض الطبية والصناعية والبحث العلمي.
وتستضيف فرنسا يوم غد الاثنين مؤتمرا عن الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، دعت اليه 700 متخصص للبحث في اليات تمكين الدول المقبلة على استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية من بناء قدراتها.
وتسعى فرنسا من خلال المؤتمر الى توسيع قاعدة الدول المستفيدة من البرامج النووية من خلال التاكيد على حق هذه الدول بامتلاك الخبرات النووية السلمية شريطة الالتزام بالمعايير الدولية ومنع انتشار الاسلحة النووية.
ويراس رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان الوفد الاردني للمؤتمر الذي يعقد بمشاركة 65 دولة تمتلك الطاقة النووية واخرى صاحبة توجهات بهذا الخصوص.
ووفق جدول الاعمال يراس الدكتور طوقان جلسة حوارية خاصة بكيفية دعم الدول الجديدة الساعية نحو استخدام الطاقة النووية للغايات السلمية التي تعقد بمشاركة وزراء ومدراء الطاقة النووية في فرنسا وبولندا وتونس ونائب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويسعى الاردن من خلال توجهه نحو الطاقة النووية السلمية لسد احتياجاته من الطاقة التي يستورد منها حوالي 94 بالمئة من احتياجاته ولغايات زيادة رصيده من المياه الصالحة للشرب خاصة وان المملكة تعد من الدول الفقيرة بالمصادر المائية.بترا