اشاد الرئيس الليبي معمر القذافي بالعلاقات الاردنية الليبية مستذكرا وقوف الاردن الى جانب بلاده ايام الحصار ومناصرة فعاليات شعبية اردنية لها الامر الذي كان له اطيب الاثر في نفوس الليبيين الذين يحملون الود والاحترام والتقدير للاردن ملكا وحكومة وشعبا.
وقال الرئيس الليبي لدى لقائه مساء الجمعة الوفد الشعبي الاردني الذي يتراسه رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي وبمشاركة شخصيات وفعاليات سياسية واقتصادية ونقابية واعلامية وعشائرية ان الهاشميين وباخلاص الاردنيين وجدهم وتعبهم بنوا دولة عصرية متقدمة.
واضاف ان الاردن رغم انه يعاني من شح الامكانيات ومحدودية الموارد وقلة ذات اليد صمد وثبت واقام الاردنيون دولتهم التي كان يتوقع كثيرون ان الاردن وبسبب المؤامرات والضغوط التي كانت تقع عليه يمكن ان يستسلم او ينتهي ولكنه بقي واقفا قويا عزيزا.
وقال الرئيس القذافي الذي يتراس ايضا الاتحاد الافريقي ان الامة كلها يجب ان تعترف بشجاعة الاردن وصموده وتضحياته عبر عقود من الزمن كونه يعيش حالة مواجهة تاريخية مستمرة وبقي الصمود الاردني شاهدا على تضحياته الكثيرة لصالح الامة ولصالح قضيتها المركزية فلسطين.
وخاطب الرئيس الليبي الاردنيين من خلال الوفد "انتم كنتم معنا في اوقات الشدة وليس في اوقات الرخاء كما هي الان وعليه فان ليبيا ستكون معكم"، معربا عن تقديره وشكره للوفد على زيارته لبلاده.
وخاطب الوفد "انتم شخصيات بارزة ومهمة نعرفها ونعرف تاريخها النضالي العسكري والسياسي والثقافي وان كل واحد منكم قد بذل وقدم تضحيات من اجل هذه الامة وليس من اجل الاردن فحسب وليس من اجل فلسطين فقط بل من اجل الامة جمعاء" .
وكان رئيس الوفد رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي نقل تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني الى القائد الليبي.
وقال المجالي "نتشرف نحن وفد المملكة الاردنية الهاشمية ، بان نكون هنا اليوم على ارض ليبيا العروبة والتحرر والسيادة وفي رحابكم الفاضلة رحاب الكرامة وطيب الوجدان نحمل وبشرف لا يدانيه شرف تحيات حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين قائد الاردن ورمزه الاصيل وعنوان كرامته وتحيات شعبنا العربي الاردني الكريم لكم حضرة القائد الجليل ولشعب الجماهيرية العظمى الكريم".
وقدم المجالي التهنئة للرئيس القذافي على رئاسة الاتحاد الافريقي واعلان قيام سلطة الشعب وميلاد اول جماهيرية في التاريخ .
واضاف " نعبر عن خالص التقدير والاعجاب بالنهضة الشاملة التي تشهدها الجماهيرية العظمى في عهدكم الزاهر الميمون ونشارك الاهل في هذا البلد العربي الاصيل وانتم في الطليعة منهم فرحهم واحتفالهم المهيب بهذا التميز وهذه الزيارة المعبرة ونقف بزهو وفخار امام سمو الانجاز وقد تحقق لبلدكم العربي الشقيق وفي الميادين كافة ويثير فينا مشاعر الاعزاز هذا التطور المشهود..
فالجماهيرية العظمى اليوم تاخذ مكانتها المرموقة بين اقطار العالم كافة وتمارس دورها الطليعي في اطار عالمها العربي والاسلامي من جهة وعلى صعيد اقليمها ومحيطها الافريقي واسرتها الدولية من جهة ثانية".
واضاف ان الجماهيرية العظمى اليوم تشكل الانموذج المتقدم لدولة الحرية والديمقراطية المباشرة والمشاركة الشعبية الكاملة في صنع القرار وادارة شؤون الدولة، مشيرا الى ان الجماهيرية سجلت اعلى نسبة للمتعلمين في شمال افريقيا وهي اول دولة عربية ينضبط فيها التشريع بصدور اول قاعدة بيانات تشريعية تاريخية على مستوى الوطن العربي .
وقال المجالي ان لدى ليبيا اليوم ثلاثا وعشرين جامعة مزدهرة واربعة عشر ميناء بريا وعشرة موانىء بحرية فاعلة وتاخذ مؤشرات التنمية البشرية طريقها صعودا مستمرا في ليبيا الانجاز والتقدم اضافة الى ان ازدهار منظومة العلم والعدل في اي مجتمع هي المقياس الاميز لمدى ازدهار تلك الدولة وذلك المجتمع مؤكدا ان ما تحقق للجماهيرية العظمى بعطاء شبعها العربي الاصيل وقيادتكم المظفرة على هذا الصعيد دليل ساطع على رفعة الاخلاص للوطن وسمو النظرة لقدسية الوجود والحياة.
واضاف "يدرك الوفد الشعبي الاردني الذي يمثل مختلف الفعاليات الوطنية وسائر القطاعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المملكة الاردنية الهاشمية نبل تاريخ الجماهيرية العظمى".
وقال "نعتز نحن الاردنيين كثيرا بان اول شهيد عربي على ارض ليبيا الحبيبة كان اردنيا فلقد خضب دم الشهيد الاردني نجيب البطاينة ثرى الجماهيرية العظمى ابان النضال ضد الغزاة والمستعمرين ليكون اول شهيد عربي يسيل دمه هنا على هذا الثرى العربي الحبيب".
واعرب المجالي عن تقدير الوفد لقيادة وحكمة الرئيس القذافي ووضوح مواقفه ازاء هموم العرب والعروبة والاسلام وبخاصة في هذا الوقت العصيب من حياة الامة "حيث تشتد المخاطر من حولنا جميعا وحيث تتعدد التحديات والمطامع والتطلعات وحيث تتعقد القضية الفلسطينية ويستمر الاحتلال وتستمر معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق وحيث يتردد في الارجاء بين الحين والاخر همس المؤامرات والمخططات المعادية التي تتوهم امكانية حل القضية على حساب دولة المنطقة مثلما تتصاعد في المقابل حمى الخلافات العربية ويستشري الانقسام العربي بصورة مرعبة وفي هذا الزمن الصعب تحديدا".
واشار المجالي الى ما تحمله الاردن عبر العقود قائلا "نشارككم في ليبيا العرب والعروبة صادق الاخلاص للعرب والعروبة والدين ،فلقد تحملنا في اردن الكرامة والرباط القسط الاكبر من التبعات والتضحيات من اجل العرب وقضايا العرب وظل الشعور بشرف الواجب هو هاجسنا وما زال فلم نمارس المنة لاقدر الله حتى وان ظلمنا طويلا ولم نتردد وبقيادة الاحرار من ال هاشم الكرام عن الجهود بما نجد واكثر وكنا وما زلنا ونبقى نسابق الزمان والمكان في نيل شرف نصرة الشقيق ومساندة الحق والتضحية على هذا الدرب المشرف النبيل حتى وان كان السبق على حساب مصالحنا وحاضر ومستقبل بلادنا".
وتابع " فلقد رضينا بالقدر وعشناه شرفا وعطاء ولم نياس ولم نتقاعس وانما طوعنا الصعب والكرب من اجل النهوض بالمهمة واعتقدنا ومازلنا اننا قد نهضنا بها كما يجب واكثر قانعين بان ما نؤدي وما نفعل ليس سوى جزء يسير من واجب مقدس وكريم نحو ارض عربية كريمة وشعوب عربية شقيقة اكرم".
واضاف "بين هذا الوفد الكريم رجال كرام كان لهم شرف الخدمة في صفوف الجيش العربي/ القوات المسلحة الاردنية الباسلة / ومقارعة الاعداء في ميادين الشرف والنزال ومنهم من كان لهم شرف الخدمة هنا في بلادكم الكريمة واذكر في هذا المقام شرف مرافقتي لجلالة الراحل الكبير الملك الحسين رحمه الله وكرئيس لهيئة الاركان انذاك في حضور احتفالات العيد العاشر للثورة الليبية هنا عام 1979 ".
واضاف "لقد قدم الاردن جل التضحيات على درب الوفاء المشرف للامة وبالذات على صعيد القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق ،واستقبل الاردن موجات المهجرين بقوة السلاح والاحتلال وظلم الاحتلال وتطورات الاوضاع في المنطقة وتصدى الاردن بامكاناته وقدراته المادية المحدودة لتلك الاستحقاقات الهائلة ومخرجاتها ونال وبحمد الله شرف الموقف المشرف تضحية من اجل القضية ودعما للاشقاء وكان ذلك مصدر ضغوط هائلة واجهت قدراته وامكاناته على محدودية تلك القدرات ومن ذلك النقص الهائل في المياه ومصادرها الطبيعية".
وزاد "واليوم يسعى الاردن جاهدا لان يحظى بدعم ومساندة الاشقاء والاصدقاء لتمكينه من مواجهة هذا الخطر ،والجماهيرية العظمى في طليعة هؤلاء الاشقاء، حيث يستعد الاردن لتنفيذ مشروعين مائيين كبيرين الاول هو مشروع جر مياه الديسي الى العاصمة عمان لغايات الشرب والثاني هو مشروع قناة البحرين الاحمر - الميت وذلك بهدف مواجهة كارثة بيئية حقيقية ستترتب على توالي انحسار منسوب المياه في البحر الميت وبصورة تهدد هذا المرفق المائي المهم بالاندثار تماما ان لم تكن هناك معالجة سريعة".
وقال المجالي "ومن هنا، من على هذه الارض العربية التي انبتت كرامة من قبل ومن بعد والى يوم الدين، يعلن الوفد الشعبي الاردني وقد نلت شرف رئاسته كل الاعتزاز بهذا الحضور العربي الراقي الذي تمثله الجماهيرية العظمى بقيادتكم المخلصة وبعطاء شعبها العربي الاصيل، فكل التقدير للدور العربي المميز الذي تنهض به ليبيا ذات المكانة المحترمة بين الاوطان وكل الامل بان تكون هذه الزيارة سببا وجيها ومبررا ساميا على طريق تعظيم التواصل والتعاون بين بلدينا العربيين الشقيقين، وليكن الجميع على يقين من ان لكم في نفوسنا نحن الاردنيين بقيادة سبط رسول الله الكريم صلوات الله وسلامه عليه الملك الهاشمي المفدى مكانة خاصة، فنحن نحب العرب كل العرب ونحن نقدر العرب كل العرب ليس لسبب مصلحي زائل وانما فقط لان ولادة دولتنا الفتية ابتداء كانت من رحم ثورة جاءت من اجل العرب كل العرب ولا احد غير العرب" .
وختم لمجالي كلمته قائلا" واذا ما كنا في الاردن نطلق وبالفطرة وصف العروبة والامة على اهم مؤسساتنا العسكرية والبرلمانية انسجاما مع ثابت ولائنا للعرب والعروبة والاسلام فان لدى الجماهيرية العظمى من هذا التراث الحضاري المبادر ما يثير الاعجاب والتقدير والثناء ،فالعلم الليبي ذو اللون الاخضر رمز للاسلام دينا وللعروبة قيمة ونسبا".
وكان الوفد الشعبي الاردني زار عددا من المواقع المائية والمشاريع الحيوية والنصب التذكاري والمدارس والتقى شخصيات وفعاليات ليبية رفيعة المستوى .
وتناول المجالي والوفد المرافق له طعام العشاء على مائدة الرئيس الليبي الذي قضى قرابة ثلاث ساعات مع الوفد الذي استقبل لدى دخوله خيمة الرئيس بنحر الجمال تعبيرا عن الاحترام والتقدير. بترا