قال مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية جي نوت ان حجم المساعدات التي تقدم للأردن بحسب التوقعات قد تصل إلى 360 مليون دولار, ولكن لم تقر حتى الان من الكونغرس الامريكي وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد الجولة الاعلامية التي قامت بها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID) .
وبين نوت أن الاردن يتصف باقتصاد قوي يشارك به الاردنيون في بنائه, ونحن نشارك الاردنيين هذه المسؤولية ونعمل معهم برؤية الملك عبدالله الثاني الذي يؤمن بقدرة الشباب على العمل والتخطيط والنجاح, والوكالة الامريكية للتنمية الدولية تؤمن بهذه الرؤية وتعمل مع شركائها لتطوير هذه الرؤية واستغلال الفرص والمسؤوليات ولا يتحقق ذلك الا بالعمل كفريق واحد, مشيرا اننا نعيش في عالم تنافسي ونعلم إن التنافس يجب ان يعمل به الجميع للوصول للأهداف المطلوبة.
وأضاف ان هناك تطورا للسياحة في الاردن عن العام الماضي, معتقدا إن فرص الترويج السياحي تكون في تقديم الخبرات وتوظيفها بالشكل الامثل من خلال الاشتراك ببرامج جديدة لها منفعة كبيرة كالسياحة العلاجية.
وأشار ان الايرادات من السياحة العلاجية تعتمد على المرضى الاجانب الذين يأتون لتلقي الخدمات العلاجية بالمملكة حيث ان الاردن يحتوي على الكثير من المصادر الطبيعية بالدرجة العالية في الجودة, وبالتالي المرضى سوف ينفقون المال ومقابل هذه الاموال يحتاجون لمن يقدم لهم هذه الخدمات, فكلما كانت الخدمة أفضل كان عدد المرضى العلاجيين أكثر.
وكانت ال¯ "USAID" قد اقامت جولة للصحافيين والاعلاميين على مشاريع الوكالة الامريكية في عمان حيث تعمل الوكالة مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص للمساعدة في مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة وقد توسعت المشاركة مع مزودي الخدمات من القطاع الخاص, مما أدى إلى زيادة الايرادات بمعدل ثلاثة إضعاف منذ ,2006 وجاء الاردن في المرتبة التاسعة عالميا في عام 2009 على مؤشر خدمات المواقع العالمية بعد ان كان تصنيفه غير موجود في الماضي.
وعملت المساعدات الامريكية المقدمة للأردن على استقطاب أكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي لأكثر من 64 معاملة مالية.والشراكة ما بين القطاعين العام والخاص في مشروع توسعة مطار الملكة علياء الدولي التي استقطبت وحدها أكثر من 640 مليون دولار أمريكي.
وبين مدير مكتب الفرص الاقتصادية ستيف غونييه ل¯ العرب اليوم ان هذه الجولات هي برهان على نجاح مشاريع التنمية بالاردن وتذليل الصعوبات والقدرة على مواجهة التحديات ضمن معايير محددة تقود إلى النجاح.
وابتدأت الجولة بزيارة إلى مدرسة رغدان الثانوية للبنين حيث تم عرض برنامج انجاز الذي استقطب الكثير من طلابها والذي يقدم لفئة الشباب كيفية الدخول إلى سوق العمل والتي تفيد الشباب والاقتصاد الوطني ككل إذ يعمل البرنامج على تدريب الشباب الاردني ليحصل على التأهيل والانتاج والاحتراف سعيا لإحداث التغير الاجتماعي والاقتصادي المثمر.
وبين القائمون على برنامج انجاز انهم يعملون بشكل مباشر مع أكثر من 100 ألف طالب في 27 جامعة و161 مدرسة ثانوية حكومية وترتكز مساقات التدريب على نموذج القيادة الشابة الدولي ويتم تعليمها من خلال شبكة تضم نحو 1600 شخصية ورجال اعمال متطوعين يخصصون ساعة واحدة أسبوعيا من أوقاتهم على مدى فترة تمتد لعشرة أسابيع كما يقوم البرنامج برعاية وتنظيم معرض سنوي لفرص العمل وقد استقطب المعرض الاخير أكثر من 80 شركة أردنية.
وفي المحطة الثانية من الجولة تمت زيارة موقع تطوير جبل القلعة الذي يعتبر من أهم عناصر التطوير والتأهيل لمنطقة وسط المدينة عمان, والذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية فيها بإنعاشها من خلال تحويلها إلى منطقة جذب سياحي مع تعزيز النشاط التجاري فيها بتوفير فرص استثمارية جديدة.
مديرة تطوير المواقع السياحية ميساء الشحاتيت بينت أن الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ومنذ فترة طويلة تقوم بتقديم الدعم لتطوير السياحة في المملكة, من خلال العمل مع عدد من الهيئات والمؤسسات السياحية الرئيسية من بينها وزارة السياحة والاثار ودائرة الاثار العامة وهيئة تنشيط السياحة, حيث تم تقديم الدعم لإعداد الاستراتيجية الوطنية للسياحة, مشيرة ان تطوير الموقع يعمل على إيجاد بيئة حيوية تتناسب وتليق بوسط المدينة ومكانتها التاريخية والتراثية, دور ومكانة موقع جبل القلعة الاثري كمقصد سياحي مهم لزوار مدينة عمان, عبر إيجاد نظام خدمات متكامل يوفر للسائح جميع متطلباته, ليكون الموقع متنفسا حيويا لسكان عمان, ورابطا مهما يصل تاريخ عمان القديم بالمعاصر.
وأضافت ان جبل القلعة الاثري يعد من ابرز المناطق السياحية في المملكة بصورة عامة وبالعاصمة على وجه الخصوص, وقد أنجزت الامانة مشروعها في الموقع لغايات تطويره, ليكون نقطة جذب للسياحة الداخلية والخارجية, وليكون أيضا متنفسا حيويا لجميع سكان عمان والذي يضم جملة من العناصر الرئيسية والمهمة, كإنشاء بوابة وصول ومركز لزوار جبل القلعة بهدف تأمين الخدمات العامة لجميع السياح والزوار, كما تم إيجاد ساحة للاستراحة لتشكل نقطة عرض لتاريخ القلعة الاثرية من خلال ساحات وممرات مزودة بإنارة مختارة تناسب طبيعة الموقع, وذلك لإتاحة الفرصة لجميع الزوار للوصول إلى جميع المواقع الاثرية المتفرقة.
وتعد السياحة في الاردن القطاع الاكبر من حيث التصدير وخلق فرص عمل لدى القطاع الخاص في المملكة وتأتي في المرتبة الثانية من حيث توفير العملة الاجنبية,وساهمت السياحة في عام 2009 بأكثر من 206 ملايين دينار أردني في الاقتصاد الوطني وتعادل ما نسبته 14 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي.
وفي المحطة الثالثة من الجولة تمت زيارة المستشفى التخصصي وهو مستشفى عام شامل يقدم الخدمات العلاجية والتشخيصية, وقد أنشئ على مستوى المستشفيات الرائدة في أوروبا وأمريكا.
مديرة الجودة /مديرة الصيدلية بالمستشفى د. سحر المصري بينت ان المستشفى التخصصي بدأ أعماله عام 1993 بقدرة استيعابية 88 سريرا, وقد تم افتتاحه تحت الرعاية الملكية, ونظرا للإقبال المتزايد من المرضى المحليين وغير المحليين عليه, وما يتمتع به من سمعة متميزة في مجال تقديم الخدمات الطبية فقد دعت الحاجة إلى زيادة سعته ليصبح 209 اسرة, كما تمت إضافة أقسام جديدة, وتوسعات مختلفة لمعظم أقسامه الموجودة.
وأضافت ان المستشفى التخصصي مؤسسة اقتصادية ناجحة تقوم على إدارته مجموعة كفؤة ملتزمة بمبادئ التميز وتسعى باستمرار لتحسين الخدمات ومواكبة آخر التطورات, والتي تعود بالفائدة على المريض والمستشفى والعاملين مشيرة أن المستشفى يحقق أرباحا سنوية جيدة, وان من أعظم النتائج التي حصدها المستشفى حصوله على جائزة الملك عبد الله الثاني للتميز مما زاد من إقبال المرضى من داخل وخارج الاردن على تلقي العلاج, وكذلك إقبال الاطباء حيث ساعدت الجائزة في تسويق المستشفى وزادت من قدرتنا التنافسية, مبينة ان حصولنا على الجائزة قد نشر ثقافة الجودة في المؤسسة حيث أصبح كل موظف يشعر أن المحافظة على جودة الخدمات وسلامة المرضى هي مسؤوليته الشخصية, وأصبحت من ضمن أعماله اليومية مما زاد الانتاجية ونمّى التركيز على العمليات وعلى العميل ورضاه سواء كان مريضاً أم طبيبا أم مراجعا أم موردا, وأصبحت العلاقة فيما بيننا علاقة تشاركية كما نما عند الجميع العمل بروح الفريق واتخاذ القرارات المبنية على البيانات, وأصبحت اغلب العمليات بالمستشفى تقاس باستمرار وبشكل دقيق بحيث أصبح اتخاذ القرارات دوماً مبنيا على معلومات, وكذلك ساهمت بتحسين بيئة العمل وزيادة مشاركة المستشفى في نشاطات وفعاليات المجتمع المحلي.
وفي المحطة الرابعة من الجولة تمت زيارة مركز شركة ألستنسيا وهي شركة أردنية رائدة في مجال اعمال التعاقد الخارجي لحلول إدارة الاتصال والمزود لخدمات التعاقد الخارجي وتركز على إطلاق القدرات والارتقاء بالاداء من خلال تمكين شركائها من خلال حلول إدارة الاتصال الذكية والتفرغ للتركيز على إدارة أساسيات اعمالهم وتحقيق المزيد من النمو.
وبين المدير التنفيذي لشركة اكستنسيا وائل الداود أن دعم (USAID) لقطاع الخدمات من خلال برنامجي سابق ومهارات في توفير الايدي البشرية المدربة إضافة إلى تسويق الاردن كمنطقة قادرة على تقديم الخدمة يعمل على زيادة التنافس في السوق العالمي المعتمد على البنية التحتية الجيدة للاتصالات التي يتمتع بها الاردن والمستفيدة من الدعم الحكومي, مشيرا ان تعزيز قطاع الخدمات يأتي من خلال التعاقد الخارجي وان الدعم الامريكي لقطاع التعاقد الخارجي يأتي من خلال توصيات المقارنة لمواءمة الاطار التنظيمي الاردني والحوافز الضريبية مع الطلب العالمي.
وكان مركز تدريب المشاركين ببرنامج مهارات لتوظيف وتدريب حديثي التخرج المحطة الخامسة للزيارة ويذكر انه ممول الوكالة الامريكية للتنمية الدولية والمدار من قبل مركز تطوير الاعمال بالمشاركة في نشاطات وفعاليات مبادرة ذكرى التي تم إطلاقها في آذار 2007 بهدف ترويج فكرة السياحة التبادلية وتوطيد العلاقات بين العائلات الاردنية.
وبين الرئيس التنفيذي لمشروع تطوير نايف استيتية ان برنامج مهارات يعد أحد مبادرات مشروع تطوير الاعمال والصادرات للشركات الاردنية - تطوير والممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية والذي يدار من قبل مركز تطوير الاعمال, وهو مركز وطني أردني تنموي لا يهدف إلى الربح.
وبين ان البرنامج يهدف إلى تزويد الشركات والمؤسسات الاردنية بموظفين على مستوى عال من الكفاءة والمهنية من مختلف التخصصات. ويساهم في زيادة فرص اعمال جديدة من جهة ورفد سوق العمل الاردني بموظفين ذوي كفاءة عالية من جهة أخرى, مشيرا ان البرنامج وفر حوالي 4850 وظيفة للأردنيين خلال أربعة أعوام ماضية.
ومن أهم الانجازات التي تحققت من خلال الشراكة مع الوكالة الامريكية للتنمية الدولية, الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة مما ساهم في زيادة التنافسية وزيادة حجم الصادرات إلى الاسواق العالمية, والعمل على تحديث التشريعات الاردنية في مجالات الاوراق المالية والاتصالات وحقوق الملكية الفكرية والاستثمار.
ومنذ بداية المساعدات الامريكية في قطاع خدمات تطوير الاعمال في عام 2002 نمت الصادرات الاردنية بشكل ملحوظ لتزيد قيمتها على 7 مليارات دولار أمريكي في عام ,2009 وعملت الشراكة على رفع كفاءة سوق عمان للأوراق المالية مما أدى إلى نمو سوق رأس المال من 5 مليارات دولار في عام 2001 إلى أكثر من 30 مليار دولار أمريكي في شهر شباط ,2010 والعمل على استحداث قطاع مستدام لتمويل القروض الصغيرة في الاردن حتى شهر كانون الاول 2009 حيث قامت مؤسسات تمويل القروض الصغيرة بتقديم نحو 407 آلاف قرض بقيمة إجمالية تصل حوالي 302 مليون دولار أمريكي مع معدلات سداد تزيد على 98 بالمئة, وإتاحة الفرصة لإيجاد نحو 20 ألف فرصة عمل من ضمنها فرص في قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي يعد الاسرع نموا في المملكة وازدياد عائدات السياحة بحدود 66 بالمئة منذ عام 2005 وازدياد فرص التشغيل المباشر في قطاع السياحة بنسبة 35 بالمئة منذ عام 2005 وخفض مبلغ الحد الادنى المطلوب من رأس المال لتسجيل الشركات من 30 ألف دينار إلى ألف دينار مما زاد من عدد الشركات المسجلة بنسبة 17.5 بالمئة في الربع الاخير من عام 2008 وإنشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي عملت على استقطاب الاستثمارات بمليارات الدولارات.