أكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الصحة أمس، صرف الوزارة مكافآت تزيد عن 2500 دينار لأطباء قطاع خاص، تم التعاقد معهم للعمل بشكل جزئي في مستشفى الأمير حمزة.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن "فترات الدوام الخاصة بهؤلاء الأطباء، لا تتعدى اليومين في الأسبوع".
ويأتي قرار التعاقد مع أطباء الاختصاص، في ظل الحديث عن الإقبال الضعيف من قبل المواطنين على مستشفى "حمزة"، بحسب تصريحات سابقة لمدير مستشفى البشير الدكتور عبد الهادي بريزات.
لكن مدير "حمزة" الدكتور علي حياصات، رفض الحديث لـ"السبيل" عن الأمور المالية المتعلقة بمكافآت الأطباء المذكورين. قائلاً: "موضوع الرواتب الشهرية والمكافآت المالية لا تهم الصحافة والإعلام، الأطباء الذين تتحدثون عنهم هم أصحاب خبرة طويلة، وهدفهم الرئيس تقديم خدمات مميزة للمواطنين".
ويضيف: "لا تحضرني أعداد الأطباء الذين تعاقدنا معهم ولا تخصصاتهم، لكنها بالتأكيد ليست فلكية".
وكانت الوزارة قد تعاقدت جزئيا مع عدد من الأطباء للعمل لمدة يومين أسبوعيا في المستشفى، ضمن اختصاصات جراحة العظام، والأعصاب والدماغ، والتخدير والإنعاش، والكلى والمسالك البولية، والأنف والأذن والحنجرة، والعيون، والدم، وأمراض قلب الأطفال، وأمراض أعصاب الأطفال، وجراحة عامة، وجراحة الأطفال.
ويؤكد حياصات أن نسبة الإشغال للأسرة في مشفاه بازدياد. وفيما يتعلق بالأعداد التي تؤم قسم الطوارئ والأقسام العلاجية الأخرى، يؤكد حياصات عدم توفر أرقام دقيقة لديه حول المراجعين، مضيفاً: "يمكنكم الحصول عليها من خلال المكتب الإعلامي التابع للوزارة".
وينفي مدير المستشفى الاتهامات التي تتحدث عن تدني نسبة المراجعين، لافتا إلى أن "آلاف المواطنين راجعوا قسم الفحص الخاص بانفلونزا الخنازير في وقت سابق".
لكن جولة ميدانية قام بها مندوب "السبيل"على عدد من الأقسام في المستشفى، شككت في التصريحات الرسمية المتعلقة بنسبة إشغال الأسرة.
فجميع أسرة الأطفال الخاصة بقسم الطوارئ، كانت فارغة ظهر يوم أمس من أي مراجع.
كما أن العديد من الأسرة في "إسعاف الجراحة" كانت هي الأخرى بانتظار المراجعين. ولم يراوح الحال في قسم جراحة الرجال والأطفال ما كان عليه في قسم الإسعاف والطوارئ.
اللافت أيضا، غياب الكوادر الطبية والتمريضية، في العديد من الممرات والأروقة القريبة من غرف علاج المرضى، وحتى في داخل الغرف، وانحصر تواجد الكوادر الطبية بأوقات محددة، بحسب مرضى ومراجعين التقتهم "السبيل".
وخلت مقاعد السجل الطبي من أي موظف أثناء جولة "السبيل"، في الوقت الذي كانت مقاعد المرضى والمراجعين خاوية هي الأخرى.
وكان مدير مستشفى البشير عبد الهادي بريزات أكد لـ"السبيل" في وقت سابق، ارتفاع نسبة المراجعين لقسم الطوارئ والإسعاف في المستشفى إلى أكثر من 1400 حالة يوميا، نتيجة "تطبيق النظام الخاص لمستشفى الأمير حمزة، الذي يتقاضى المستشفى بموجبه رسوما أعلى من المرضى غير المؤمنين عما كانت عليه في السابق، بنسبة 20 في المئة".
وفي المقابل تؤكد إدارة "حمزة"، أن "أسعار المستشفى مناسبة بعد التخفيض الذي أقره مجلس الوزراء من 80 في المئة إلى 20 في المئة، بحيث أصبحت الأسعار الحالية مقاربة للأسعار السابقة بفارق بسيط تدفعه فئة معينة وليس كل المراجعين".
وتقسم إدارة المشفى المراجعين لعدة أقسام، إما مريض مؤمن يعالج مجانا بالكامل، أو مريض غير مؤمن، وهذه الفئة تنقسم لمجموعتين: الفقراء الذين يستطيعون الحصول على إعفاء من الديوان الملكي يعالجون مجانا، والفئة غير المؤمنة "المقتدرة" ونسبتها 15 في المئة، إذ تقوم بدفع أسعار مخفضة مقارنة مع القطاع الخاص، وفقا للوزارة. السبيل