{{{ نهاية الرئيس علي عبد الله صالح البشعة كالرئيس القذافي كانت متوقعة لعدة اسباب فاقعة. حكم فرد لشعب بالقبضة الحديدية.شل الارادة الشعبية.الامساك بكل خيوط الدولة بيده.اللعب على حبال السياسة كمهرج سيرك عجوز امضى في الرقص السياسي اربعين عاماً.قناعتي ان موته سيكون جزءاً من الحل لان وجوده كان مشكلة…اللهم لا شماتة على سوء هذه الخاتمة }}}.
يعيش الوطن العربي مخاضات عسيرة و احداث دراماتيكية. بالتوازي مع تلك ، نشطت ولادات تبحث عن معناها وسط حواضن طاردة وبيئات غير سوية.منها ما أُحبط في الداخل ومنها قرر الهجرة من دون رجعة.ذلك يعني ان الفضاء العربي ملبد بغيوم داكنة،تُنذر بايام شؤم قادمة.المتابعون للطقس السياسي يتوقعون انفجارات مجتمعية عنيفة و امطار حمضية تتساقط على كامل الخارطة العربية.مخاطرها لا حدود لها، وعواقبها لا يعلم مداها احد سوى الله.المواطن الذي ذاق قسوة ظلم انظمته،وشاهد بام عينيه فظائع فساد كبرائها،وهو مغلوب على امره لا يستطيع التنفس من سطوة الاحكام العرفية و قوانين الطواريء،لن يبقى على صمته، وهو يرى صفقة التجارة بالاوطان والمزايدة عليها تجري امامه.اوطان تدمر وتسلم مفاتيحها لاعدائها.اما ام القضايا فلسطين المحشورة في زنزانة صفقة العصر في ذروة الخراب العربي، ليست بقعة جغرافية بل قطعة من روحه.همزة وصل بين الارض والسماء في معراجه لربه كل صلاة.فمنذ احتلالها تركت جرحاً غائراً في نفسه،واحتلت مساحة واسعة من عقله حيث شكلت عامل ضغط على ضميره،تُشعره بالإثم لانه مشلول الارادة نحوها.ما زاد الطين بلة انه لم ير من الساسة إلا لغواً إنشائياً يعلكه الكذبة بافواههم للمزاودة.كلام فارغ لا يختلف عن ثرثرة النسوة في مجالسهن لا معنى له، يطير في الهواء كالنشارة او يطفو على الماء كجثث حيوانات نافقة.
في الحديث الشريف “ان اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”…في جحيم دانتي ان اسوأ مطارح جهنم محجوزة سلفاً لإولئك الساكتين عن قول الحق. { خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه }. من يقرأ التاريخ ويسبر كتاب التوراة المحرف ويتمعن تلمودهم المدون بالفاظ بذيئة من لدنَّ حاخامات بني اسرائيل، او يتابع التراث العبري، ثم يراقب مشروعهم المعاصر في تهويد فلسطين،يدرك مدى خبثهم و مهنية احترافهم فن الهدم،القتل،المكر،الخداع،خلق الفتن.يكفيهم نقيصة ومنقصة برتوكولات حكماء صهيون التجسيد الامثل للشر ونكث العهود والمواثيق. هؤلاء لو لم يكن عندهم سوى شعارهم القائل :ـ ” كل ما عدا اليهود حيوانات سخرها الرب لخدمة اليهود “،لكان كافياً لطردهم من الحظيرة البشرية.ناهيك عن احتكارهم للرب فلا رب في عقيدتهم الا لليهود.لذا يجب عدم تجاهل سعيهم، للاستحواذ على الارض والتحكم بالبشرية عن طريق الماسونية والحلم بإنشاء مملكة اسرائيل.
منذ سيرورة القضية الفلسطينية الاولى الى صيرورتها اليوم ،وما تقلبت عليه،وما آلت اليه بعد انقلاب العربان عليها حتى اصبحت خبراً ثانوياً في الاخبار و اثراً بعد عين في نظر ولاة الامر .وثائق ويكيليكس، اوراق بنما،التقارير الصحفية الاستقصائية كشفت المخبوء من طباع اهل الباطن،مزدوجي المواقف،متعددي الوجوه، وما فطروا علية من نفاق وخيانة. ما اطلقته الـ B.C.C مثالاً لا حصراً عن دور الرئيس المخلوع مبارك في تقديم اعظم هدية في التاريخ لليهود باخراجهم من مأزقهم الوجودي بتوطين الفلسطينين في سيناء وحل القضية على اكتاف الاردن و اسقاط حق عودة اللاجئين،وتجنيس الملايين من اهل الشتات لم يكن مفاجأة فكثرة خونة القضية افسد الاثارة في المفاجأة. منطق التاريخ والجغرافيا علمنا ان لا حل الا بانتهاء الاحتلال اما شرعنة الاحتلال على طريقة مبارك،فانه يخلق مشكلة اعقد واكبر من المشكلة الاساس، لكن الله غالب على امره .فكانت نهاية مبارك وعائلته شنيعة وفضائحية قبل ان يُنفذ وعوده للصهاينة ومن لف لفهم.
المخلوع مبارك يمتلك سجلاً ضخماً من الكوارث القومية والجرائم الوطنية .سلوكياته تنم عن وقاحة وسياساته تنطوي على خبث وقذارة.في عام 2003 جرَّ اعضاء الجامعة العربية باستثناء الاردن وفلسطين واليمن لتأمين غطاء عربي لتدمير العراق،وحارب العراقيين تحت العلم الامريكي.فرط في غاز سيناء حيث باعه لاسرائيل باسعار رمزية بواسطة صديقه الملياردير حسين سالم في وقت كان المصري لا يجد غازاً يملء به قداحة. ثم جاءت الفضائح تترى تلاحقه الواحدة بعدالاخرى.وثائق بنما فضحت الثراء الفاحش لابنه علاء بامتلاكه شركة عملاقة للاستثمارات.وضع اليد على القصور الرئاسية.تضخيم فواتير انفاقها.فضيحة الهدايا الصحفية لمبارك والبالغة 18 مليون جنيه مصري. التهرب الضريبي،الاستيلاء على اراضي الدولة،تلزيم العطاءات،الارصدة الفلكية المودعة في الخارج له ولأنجاله.تدخل العجوز الشمطاء سوزان مبارك في سياسة البلاد من وراء حجاب ،و تهديدها كبار المسؤولين المتعاونيين مع C.I.A بكشفهم ان لم يدعموا تنصيب ابنها جمال رئيساً خلفاُ لوالده.خيانات الرئيس لم تشفع له.اسقطه اوباما بركلة من طرف حذائه مع توبيخه هاتفياً كأنه عامل نظافة لم يُحسن تنظيف حمامه.فقد كنا نحسبه شاهنشاه في وطنه،لكنه ثبت انه بيدق صغير لا قيمة له على رقعة الشطرنج الامريكية.
على الضفة الاخرى،كان يجلس ذو الوجه النوراني،والعيون اللامعة ، المجند العشريني ايمن حسن على الحدود الفاصلة بين مصر العربية وفلسطين المحتلة. بكل بساطته،غنى روحه،وايمانه بان فلسطين عربية حتى النخاع وان قائده مبارك خان الامانة حين غازل الصهاينة.انتظر المجند ايمن الفرصة المناسبة. ذات صباح والشمس تبسط نورها على ارض فلسطين المحتلة، لمح عسكريا يهوديا يمسح حذاءه بالعلم المصري.فقد صوابه وثارت ثائرته حين سمع ان مجزرة وقعت في الاقصى ذهب ضحيتها عدد من المصلين والشيوخ المرابطين.كاد الحزن المشتعل في داخل ان يقصم ظهره.المجند ايمن حسن لم يحتمل ضربتين على الرأس،وهو الذي يمكن تلخيص شخصيته على الطريقة الأردنية بجملة واحدة ” اخو اخته “. ما زاده ثقة بنفسه انه افضل رماة فرقته…. يعرفه اقرانه عزيز نفس وصاحب كرامة.الصعيدي مثله صعيدي صاحب كرامة لا يفرط بشرفه العسكري ولا تحلو له حياة ان لم يأخذ بثأر اهله ويرد للعلم المصري مكانته على راس السارية لا ممحسة للصهاينة. لمعت بذهنه بندقيته…وبلا نقاش القمها الذخيرة الحية،ثم اسلم طائعاً للموت نفسه….قرأ الفاتحة عابراً الحدود وهو يتمتم بقرآنه :ـ { اذا جاء نصر الله والفتح }… .اختار زواية مطلة…ربض فيها مثل نمر ينتظر فرائسه.وبلمح البصر جندل (12) ضابطاً وعسكرياً اسرائيلياً وجرح (21) .نفذ عتاده فانسحب الى كتيبته وسلم نفسه سليماً الا من جرح سطحي في فروة رأسه. لم ينل الشهادة لكنه نال البطولة و.اطلق عليه المصريون لقب بطل سيناء.
فرق شاسع بين المُجند ايمن حسن الذي باع نفسه ابتغاء مرضاة الله،وبين مبارك الذي باع نفسه للشيطان.مجند غَلبَّ مصلحة امته وطلب الشهادة،وحاكم عربي ” آثرعبادة ذاته والبقاء في الرئاسة فوق كرامة بلاده “. ازلام مبارك حكموا في السادس من نيسان لعام 1991 على البطل ايمن حسن بالسجن ( 12 ) سنة. وفي الـ (11) شباط عام ( 2001) اسقطت الجماهير الرئيس مبارك وحكمت عليه محكمة مدنية بالسجن المؤبد بتهم القتل،سرقة المال العام،خيانة الامانة.اليست هذه مفارقة فارقة وعبرة مذهلة بين رئيس يخون وطنه وعسكري يطلب الموت دفاعاً عنه ؟!