بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
{{{ استغرب اشد الاستغراب من الذين يستغربون علاقات العربان السرية مع اليهود.تلك العلاقات المستغربة من لدّن الجهلة، كانت وما زالت قائمة باشكال مختلفة،وصور شتى منذ اعلان الكيان عام 1948. كما اعجب شديد العجب من عرب يتعجبون من نقل غواتيمالا سفارتها الى القدس في الوقت الذين هم انفسهم ، يرفعون اعلامها ويتبادلون الانخاب معها بمناسبة انشائها.عجبي،ان هناك علاقات سرية بين اثنتا عشرة دولة عربية و اسلامية مع اسرائيل تجري من وراء حجاب،بانتظار التوقيت الملاءم لاخراجها من الخزانة للعلن لان اليهود ضاقوا من التستر عليها فهي اشبه ما تكون بعلاقة سفاح تمارس في العتمة ، والبقية الباقية آتية رغماً عن اهلها،خصوصاً بعد ان ضم الليكود القدس والضفة الى اسرائيل الكبرى وقالها نتنياهو للمطبعين الفجرة موتوا بغيظكم ـ لا سلام ولا تسوية ـ .لا عجب فمن يقرأ تاريخ علاقة العرب مع دولة العدوان منذ بلفور مروراً بالداهية كسينجر الى ترمب،اما ان يًصاب بكآبة لا شفاء منها او جلطة " قاتلة " تحمله على للمقبرة... }}} .
*** انظمة عربية عاجزة عن القيام باي مبادرة خلاقة او خطوة استباقية.هي كالمسنيين العجزة الجالسين في دور الرعاية الاجتماعية بلا حول ولا قوة تنتظر ما يجود عليهم الخيرون من احسان ومساعدة.الطرفان ـ الانظمة والعجزة ـ ينتطران بفارغ الصبر رصاصة الرحمة العاجلة او الآجلة لانهما عبئاً على غيرهما وعالة. ابرز ملامح الانظمة العربية البائسة، منذ تشكيلها، تحررها شكلاً من الاستعمار،و عودتها اليه من النافذة.اهم ما يلفت النظر اليها رغم القشور الخارجية البراقة،انها لم تبرح الجاهلية الاولى .دول تختلف كالأطفال فيما بينها لاتفه الاسباب و تتذابح على طريقة داحس والغبراء لاسباب اتفه من تافهة بينما تطأطأ رأسها لعدوها .
لا حلول عندها الا بالقطيعة بينها كالنسوان او شن حروب مدمرة كالمجانين . انظمة امورها فالتة،مثل حافلة فقدت كوابحها في منحدر شديد الانحدار،منعطفاته كثيرة ومزالقه خطرة،بينما اعقد مشكلات الدنيا تُحلها الدول المتحضرة بالتحكيم والحكمة، اما عندنا فاصغر القضايا كبيرة و اتفه التوافه مهمة. انظمة انفقت ملايين الملايين على تلميع زعمائها وتبييض وجوههم، لكنها غير مستعدة لبناء مستشفى بمواصفات عصرية او اصلاح مدرسة متهالكة. كأني بهم يتساءلون، لماذا يُشيّدون المستشفيات و الزعماء انفسهم وحاشيتهم يتعالجون خارج بلدانهم،ناهيك انهم لا يؤمنون باطباء ابناء جلدتهم.تراهم كصاحب مطعم رديء يتناول طعامه في مطاعم الاخرين.
و لماذا يُصلحون المدارس المتهالكة وهم يرسلون ابناءهم للتعليم في الدول الاوروبية، لعدم ثقتهم بالتعليم الوطني.كل هذا يجري، فيما وسائل الإعلام العربية لم تبارح ذهنية الخمسينيات في الهزج للقائد الملهم.تتغنى بانجازاته،ترقص على ايقاع بطولاته،مع ان الوطن العربي مغتصب من قاع كعبه الى قمة نافوخه و الكلمة العُليا لاسرائيل رغم الجعجعة. من اجل قرآءة المشهد جيداً،علينا ان نستذكر اطلالة الكاوبوي البشع، جيمس بيكر وزير خارجية امريكا ، ابان الهجوم على العراق عام2003 الذي شاركت فيه غالبية الانظمة العربية عدا ـ الاردن،فلسطين اليمن ـ وما قاله للراحل طارق عزيز:ـ ( سنعيدكم للعصر الحجري ) نضيف و ستدفعون الجزية رغم انوفكم .فهل صدقت نبوءته ام ما زلنا نُكابر ؟!.الاخطر لعبة كيسنجر على زعماء الامة العربية وتصغير القضية الفلسطينية المركزية من عربية وارض محتلة تؤرق الضمير الدولي الى قضية متنازع عليها بين اسرائيل ومنظمة التحرير. لا جدال ان اركان سقوط القضية الفلسطينية ثلاثة كامب ديفيد،اوسلو،وادي عربة التي فتحت باب جهنم على الامة رغم الذرائع والتبريرات الكاذبة ثم حرمت المقاومة و اصدرت قوانين الطواريء و الاحكام العرفية وكممت الصحافة الحرة وزورت البرلمانات،وشلت الديمقراطية ومنعت الحريات عكس ما فعلته اسرائيل تماما من اطلاق للحريات وديمقراطية مثل اوروبا.كلنا يذكر كيف الدول العربية تمنع كتاب وتسجن كاتب وتحظر قصيدة....يا للعيب. كامب دايفيد،وادي عربة،اوسلو، اعطت اسرائيل ما لم يعطه بلفور الانجليزي....بلفور اعطى كمستعمر ما لا يملك الى محتل لا يستحق،بينما اعطت معاهدات العار الاعتراف باسرائيل،وعقدت الاتفاقيات الاقتصادية،الامنية،و قدمت مجاناً كل التسهيلات لاسرائيل مقابل علم على المقاطعة وسلطة بلا سلطة،وكذبة مستقبلية اسمها الدولة.
ترمب لم يات بجديد كل ما فعله انه فعّل قانوناً وافق عليه الكونغرس بالاغلبية المطلقة عام 1995....و جرى تأجيله ليس خوفاً من العربان،انما مراعاة للمصالح الامريكية ذاتها،لكنه ادرك اي ـ ترمب ـ ان العربان لا يزنوا خردلة في الميزان و لا يقفون نداً امام اسرائيل،يضاف لما سلف انهم جعلوا طهران عدوهم لا اسرائيل في الوقت الذي ترفرف اعلام اسرائيل فوق عواصمهم. العرب اولاً و اخيراً مسؤولون عن قضيتهم،وتعليقها على مشاجب الاخرين جريمة معيبة، باعتبارها القضية المركزية للدول العربية،و وقف قضم الارض وطرد الشعب الفلسطيني هي مسؤوليتهم الاهم، من خلال استثمار المناخ الدولي الذي اخذ ينحاز للحق و اهله.
ففلسطين لن تتحرر الا بمحاكمة المطبعين باثر رجعي،و باطلاق الحريات،ترسيخ الديمقراطية،انتخاب برلمانات شعبية لا مزورة،وكف يد الاجهزة الامنية عنها،استقلال الصحافة،فصل السلطات واستقلال القضاء استقلالاً تاماً،تطوير الوعي والمعرفة بنقلة ثورية في المناهج التعليمية من الحضانة حتى الجامعة ، وعودة الروح الى منبر رسول الله لا ان يبقى رهينة للخطب المكتوبة سلفاً....هذه العوامل كفيلة بتشكيل الانسان تشكيلة جديدة و ارجاعه الى طينته الاولى النقية المحصنة بلقاح الدين والعروبة ضد اليهود الذين صلبوا مسيحه وحاولوا قتل نبيه محمد صلوات الله،ولعنوا في قرآنه اكثر من مرة. عدا هذا ستبقى الانظمة العربية مثل النباتات المتسلقة، سيقانها ضعيفة لا تقوى على الوقوف بمفردها من دون الاتكأ على غيرها، وان لم تجد ما تتشبث به تراها تتمدد زحفاً على الارض حيث تكون عرضة للوطء للعابرين.
لهذا على العرب ان لا يلوموا ترمب ولا غواتيمالا الدولة الضعيفة التي تعيض على الرضاعة بل عليهم لوم انفسهم لانهم لم يقرأوا القرآن بتدبر ولو قرؤوه بامعان وعن ايمان لعرفوا ماهية الشخصية اليهودية وتركيبتها الداخلية،اذ انها لا تحفظ إلاً و لا ذمة ولا تكثرت باتفاقية ولا عهدا.الانكي انهم تناسوا ما قاله بن غوريون عام 1948 :ـ انه لا معنى لاسرائيل من دون القدس ولا معنى للقدس دون الهيكل. كلام مدروس بدقة لاحد عتاولة الصهاينة وليس كلاما مرسلاً على منصة خطابة للاستهلاك الجماهيري كما يفعل العربان.تهويد القدس يجري منذ احتلالها عام 67 بازالة ملامحها العربية و الاسلامية نهائياً. المفجع ان من ركضوا وراء المعاهدات وتبجحوا بالسلام لاجل منصب او وسام او وعد بمكسب في قابل الايام.اجزم انهم لم يطلعوا على الفكر اليهودي ولو من باب الاستزادة في الثقافة او اعرف عدوك، ولا كيف ينظر اليهودي للاغراب خصوصاً الاعراب،ولو عرفوا او اطلعوا لخجلوا من انفسهم...
المؤسف ان اكثرهم ما زال يتواقح بفعلته التطبيعية بالدفاع عنها، وبعضهم اخذ يشتم اليهود للتطهر من جريمته النجسة غير القابلة للطهارة. آن الآوان ان يخجل الاغبياء من غبائهم لا ان يتعبقروا فقد كانوا مجرد مماسح زفر مقززة على امتداد المفاوضات العبثية. مفاوضات اهدرت الكرامة وبددت الطاقات العربية وقدمت الخدمات الامنية، وتم ذبح المقاومة و اجهاض الانتفاضه ارضاءً لاسرائيل.مفاوضات ـ ضحك على اللحى ـ نسفها ترمب بجملة قصيرة " القدس عاصمة ابدية لليهود "، ودفنها البارحة نتنياهو بضم الضفة الغربية الى اسرائيل. نسأل ببرآءة :ـ أليس التعاون الامني مع العدو خيانة عظمى عقابها حبل المشنقة ؟!.