بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
سلام على غزة عاصمة الكبرياء العربي، صخرة الصبر، قلعة السباع، خط الكرامة الاخير للكرامة العربية المهدورة.سلام عليها غزة البطولة في زمن النذالة، انشودة المطر عند انحباس الرجولة،لحن الرجوع الاخير الى خنادق المقاومة المهجورة،منذ فضيحة السادات الاولى، مروراً باوسلو الخيانة حتى وادي عربة، وما انطوت عليه المعاهدات الثلاث من افراط في التنازلات وتفريط بالثوابت.سلام على غزة وهي تزف شهداءها الى السماء السابعة على ايقاع الفاقة ودفوف العوز بينما عربان التخمة يسفحون المليارات ذات اليمين وذات الشمال،ويحسدون الغزيين على حفر الانفاق.سلمت غزة العزة، لسان اللهب المستهزئ المستهزي من “لسان العرب” على صفقة العصر لتعليق فلسطين ـ الذبيحة ـ من ارجلها في واجهات العرض و من هرولة الرؤوس الكبيرة الى خط الاذعان، للاستجابة لنباح “الكلب ترمب” لبيع فلسطين في المزاد بانقص مناقصة في التاريخ بمباركة شخوص بشعة كنا نظنها اهرامات عالية،لنكتشف انها مجرد خيام تطير في الهواء من هبة ريح.شخوص بدل ان تجتهد لتحرير عقول ابنائها وتجويد تعليمهم لمواكبة كشوفات العلم وفتوحات الفكر،تجدهم كالحواة يراقصون الثعابين ويتبارون في شراء القصور لمنافسة هارون الرشيد لتكديس الجواري.
غزة صرح ثوري مقدس،منارة لا تنطفيء فضحت بانوارها الكاشفة المنبطحين على عتبات البيت الابيض،و عملاء دهاليز تل ابيب.غزة صفحة النور،الفياضة بالامل، المتسربلة بالبشرى،والمفردة الثورية التي شطبت مفردة التخاذل من شفاه العرب الناشفة، الطافحة بالمخازي كما تطفح مجاري الاعلام بالتطبيع.غزة الطاهرة المطهرة اطاحت بـادعياء القضية و القت ببواريدهم المتهودة في بحرها العميق.كشفت الاقنعة في يوم العودة عن وجوه “جماعة الموساد” و”عملاء الشاباك” البشعة،وما يطبخ العربان لتسليم فلسطين من البحر الى النهر مفروشة ومُشجرة لليهود.فالف الف شكر لغزة الاسلام و العروبة في جمعتها المباركة،و انت غزة هاشم عاصمة الفقراء النبلاء،المفردة الممتلئة بالمعنى والمشبعة بالمضمون،يليق بك ان تكوني فلقة القمر،حورية البحر، اغنية السحر، ما دونك عواء،هراء،ثغاء،رغاء. ـ قَبَحَّ الله انكر الاصوات ـ .
*** غزة صلابة العقيدة، فرادة التضحية،شموخ المواجهة يتحدى طوق المستحيل،طاقة اقتحامية تلامس المعجزة،مجاميع مندفعة تتدافع للموت لتدافع بصدورعارية عن شرف الامة،فرمت باسم الله الرمية اسرائيل بصواريخ من سجيل،هزت قناعتها بامنها و اخترقت قبابها الفولاذية،فيما اسلحة زلم المليارات يضربها الصدأ في المستودعات..فيا لعار العربان المشوربين بشوارب اصطناعية عندما استكانوا للحماية الاجنبية “المدفوعة بالعملة الصعبة”. فهل استنوق الجمل ؟!. ام انها ظاهرة الاستنعاج .
*** غزة الصبية القوها في غيابت الجب واتهموا الذئب،للتخلص من دعهما،فالسلاح والمال العربي،مهمته تدمير العواصم العربية،لكن غزة الصابرة تعودت على ظلم ذوي القربى وكذبهم،وحفظت الدرس جيداً ان عرقوب العربي لا يفي بوعده لانه مفطور على الحنث بايمانه مع اخيه وصادق مع عدوه. الاسوأ ان ـ ذوي القربى ـ تطاولوا عليها وساهموا في حصارها،فلا خبز عند الناس،لا اعلاف للماشية،لا معابر آمنه بل حكموا عليها بالحبس خلف اسوارها لتبقى رهينة للصهاينة.فمن يحمل وزر شعبها المقاوم؟! من يكسر الحصار؟! من يفتح انفاقها حتى تُهرّب حليب اطفالها؟ !.
*** عالم منافق يتباكى على حقوق الانسان و غزة سجن مفتوح لشعب باكمله… لم تدوّنه موسوعة جينس،كما ابو غريب و غوانتنامو فيما خيول الامة خارت قواها في اسطبلاتها، ترهلت اجسادها من الشيكولاته و قلة الركض في الميادين اما الجامعة العربية ليست سوى بغل ميت في بزة الافندية… طربوش احمر وربطة عنق انيقة،وعربان يتكومون فيها كاكوام قش بلا وزن ولا اهمية في بورصة الامم المحترمة وهم مشغولون بكيفية تدمير البقية الباقية من حواضر الامة.
*** افرشوا تحت اقدامها السجاد الاحمر، فلا احد يليق بالتكريم اكثر منها؟!.فغزة ليست حمامة مذعورة كعرب دفع الخاوة للبلطجي الامريكي لكنها طائر الفينيق المتجدد الذي لا يحترق.هي حبل غسيل لنشر فضائح العرب الصهاينة وشنق اهل الخيانة فقد فرزت في يوم العودة الامة الى فسطاطين لا ثالث لهما:ـ الفرقة الناجية من النار غزة و اخواتها، والفرقة الساقطة في النار لعمالتها وكفرها،و اثبتت للدنيا ان الفولاذ المصبوب على رأسها لم يزدها الا استطالة،لذلك لا محالة في ان تقلب المعادلة !!!.
لكل هذا،لا يحق لصبيان السياسة التلاعب بالقضية الفلسطينية.فلسطين لا تباع و لا تشترى،فهي ليست عقاراً قابلاً للمساومة على الطريقة الترمبية ولا لوحة للاقتناء باموال فائضة عن الحاجة لمن لم ينضحوا قطرة عرق في جنيها.فلسطين قضية العرب الاولى و الاخيرة،لا يطويها نسيان،ولا تسقط بالتقادم،انما هي حية في الوجدان كعقيدة راسخة غير قابلة للمناقشة بانها عربية صافية نقية،لا مكان للصهاينة فيها او عليها،وستبقى محفورة في الذاكرة العربية كالدمغة الذهبية غير قابلة للغش والتزوير حسب مؤسسة الموازين العروبية والمقاييس الاسلامية،وعلى صهاينة العرب الذين يودون التلاعب بخارطتها التاريخية والجغرافية ” ان يلعبوا غيرها”،ويفتشوا عن لعبة اخرى لإرضاء سيدهم، سيد البيت الامريكي ومجرمو الكنيست الاسرائيلي .