لم يعد الفأر البعبع الذي تخاف منه المرأة, فها هو حيوان مستكين, يربض في اقفاصه داخل محلات حيوانات الزينة, سعره خمسة دنانير, تشتريه البنات, بخلاف الصبيان, وهو بحقيقة الامر, حيوان هادئ, ودود, ذكي, بطيء الحركة, يتعرف على صاحبه بسرعة, بلا دليل, هذا ما يفرقه عن الفأر المنزلي المعروف اسمه فأر الهامستر اصله اوروبي ولم يمض على وجوده بالاردن سوى ربع قرن, لذلك لم يعد غريبا على بعض فئات المجتمع الاردني التي بدأت بتربيته في اقفاص ذات صناعة معقدة مزودة بممرات يدخل الفأر خلالها عارفا طريقه تماما. صاحب المحل طارق محمد الذي يبيعه.. مع سلاحف وافاع وطيور واسماك مفترسة حدث العرب اليوم قائلا:
اصبحت العائلات الثرية وعلى الاخص, بناتها الصغيرات تقبل على شراء وتربية الفئران, المهم ليس ان تشتري فأرا, بل ان تعتني به خلال فترة ما بعد الشراء, وهذا الفأر, رقيق اليف وذو عاطفة جياشة, يجب ان يعامل كالطفل الصغير, يجب حمايته من تقلبات الجو, حرا وبردا وتقدم له تغذية جيدة, وتوفير العاب خاصة به خصوصا العجلة الدوارة التي يجب ان يلعب بها, وادوية مناسبة في حالة المرض خصوصا الفيتامينات.
ويضيف:
من سلبيات هذا الفأر ان الذكر يأكل الصغار حال ولادتهم لذلك يجب فصله عن الانثى حالما تلد, كما ان الانثى احيانا تبلع صغارها اعتقادا منها بأنها تحميهم بارجاعهم مرة اخرى الى بطنها.
ولانه صغير يجب التعامل معه بكل رفق عندما يتم حمله بالكف, وحتى يتعرف على هذه الكف يجب مدها اولا الى القفص عدة مرات حتى يطمئن اليها, ويتعرف عليها, واذا كان عصبيا باخراجه اصوات معينة, فيجب سحب الكف فورا على ان يتم ادخالها مرة اخرى, عندما يكون اكثر هدوئا, وخروج اصوات خاصة نحن نعرفها يدلل بان الحيوان خائف, او يلعب, او ينادي صاحبه, وهو من الذكاء, ما يجعله يخبئ قسما من طعامه الذي يقدم له صباحا ليتناوله على ثلاث وجبات او اكثر.
وعن انواعه قال:
في الاردن, نوعان, الاول بفرو ورمادي اللون والاخر بشعر قصير وابيض, وهو لا يؤكل كما يظن البعض وانا اربي في المنزل انواعا مختلفة من الحيوانات, منها طيور غالية الثمن الزوج منها ب¯ (1500) دينار. ان تربية الحيوانات فن لا يعرفه اي احد, انها تقضي على الوحدة والفراع.