{{{ برقية الى دولة الرئيس :ـ مهاتير محمد رمز النهضة الماليزية،عاد للحكم على رأس تحالف المعارضة ، بعد ان بلغ من العمر ارذله،وبلغ الفساد ذروته.اول خطوة خطاها،القبض على حليفه السابق نجيب بسبب تورطه باختلاسات، تُقدر بالمليارات.خلال خمسة ايام قبض على المتورطين و اعاد شولات الدولارات وحقائب المجوهرات للخزينة.دولة الرئيس :ـ فرصة ذهبية تقرع بابك،وسُلّم المجد بانتظارك للصعود عليه، في ظل مناخ شعبي ساخط، على اوضاعه يقف الى جانبك.ما يزيد موقفك قوة،اعترافك بعظمة لسانك ان الملك منحك الضوء الاخضر،لملاحقة الفاسدين،اياً كانت مواقعهم ومهما كانت اسماؤهم.ملفات الفساد لا تحتاج الى كبير عناء.يكفي العودة الى دائرة الأراضي لكشف التفويض المجاني لكبار المسؤولين ،والرجوع الى وزارة المالية لمعرفة الاعفاءات الضريبية للمتنفذين،ثم اكوام الملفات المركونة.لا شك ان المافيات النخبوية،نجحت في الحصول على امتيازات كبيرة جعلها ـ كما يقول واقع الحال ـ تأمر ويؤتمر بامرها وتشكل دولة موازية.إفعلها،وستدخل التاريخ الوطني من اوسع ابوابه،وقيل من شابه اباه ” المنيف ” فما ظلم. الله معك،الملك معك،القانون معك،الشعب معك فماذا تنتظر؟!. }}}
((( النخب لهفت مال العرب )))
*** ليس ابلغ حجة على النُخب، و اهل القرار في الوطن العربي من الوقائع الماثلة امامنا، على تردي واقعنا.ولا من الاحداث البائسة، دليلاً الى ما وصلنا اليه من حالة مزرية،حتى ان اعتى الرجال لا يطيق معنا عيشاً ،”بعد ان اسقط ولاة امرنا من قاموسهم،ركائز الدولة العصرية :ـ التنمية،الانتاج،الثقافة العامة.التنمية التي تقوم عليها النهضة معدومة،و الانتاج الضروري لإستقلالنا حتى لا نظل رهينة التبعية،صار نكتة سوداء بعد ان صارت الامة معدة شرهة و كتلة استهلاكية، تتنافس عليها الدول المنتجة كما تتنافس ” الأكلة على قصعتها “.اما يحصل في حقل الثقافة،فاكثر سوءاً.ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولات دراماتيكية،وقفزات نوعية في الوعي وفتوحات مذهلة في الادب والفن و اختراعات علمية اقرب الى الخيال يصرخ العربي:ـ من المسؤول عن تخلفنا،ومتى تنتهي مهزلة الانظمة العربية.
كلمة السر هي الفساد ” ومفتاحها التطهير،ومشكلتنا الكبرى،سجن العقل داخل جمجمة عظمية،وقصقصة اجنحته لمنعه من التحليق،يوازيها، تجاهل منطق المنطق لتلمس طرق الاستدلال الصحيحة،فمن المعلوم ان العلوم كافة، هي نتاج فكر سليم قائم على قاعدة :ـ ان ” المقدمات الصحيحة تقود الى نتائج صحيحة”. من هنا كان ضرورياً اطلاق سراح العقول من اقفاصها،والحد من هروبها ،بتوفير بيئة مناسبة للبحث العلمي، حرية التعبير،ديمقراطية كاملة الدسم،تنمية الروح النقدية،وقف تقزيم المعارضة.ركائز ـ كلها ـ كفيلة بوقف حالة الانهيار العربي،و تفكيكه الى دويلات ممسوخة.
لا تنمية ،لا انتاج ، ولا ثقافة توعوية في وطننا العربي وان وجدت فهي مستوردة هجينة،ما انعكس شقاءً على الاوساط الشعبية والطبقات الفقيرة التي تعيش حالة غبن ومعاناة لا يعلم مداهما الا الله. اوضاعنا،ولدت ثقافة هزيلة فرسانها كُتاب متصالحون مع حكوماتهم،هم بحق ينتمون الى زمن ” صندوق العجايب ” و ” الحكواتية ” ،فمن اجل مكاسب ضيقة،يُسوقوّن ثقافة التسلية،ويكتبون بلغة انشائية مريضة، كأنهم حملة مباخر في محطة تنقية.رحم الله مفكرنا الكبير زكي نجيب محمود الذي قال في كتابه ” تجديد الفكر العربي ” :ـ ليس كل نطقٍ من اللغة فكراً، فمن النطق،ما هو هراء وخلط “.
الامة في أَمس الحاجة الى عملية تحديث ثقافية شاملة،تستخدم الشخص الكفء،المبدع،الخلّاق،وتعمل جاهدة على دفع المجموع للانخراظ في البناء من خلال مشاركة سياسية صادقة لا مزورة،فانخفاض مستوى الثقافة عند العامة،يرفع من قدرة النخب الفاسدة ـ الحرس القديم ـ،على تعويق التجديد كي يبقوا قابضين على الدفة ،وامتلاك السلطة للنهب و الانتقام من المتنورين الطامحين الى رسم مستقبل افضل للامة، و الابقاء على الكسالى والمنافقين الذين جاؤوا بالصدفة،اولئك الذين يؤثرون السكينة ويدعون للسلاطين بطول العمر على مدار الساعة،بمناسبة وبلا مناسبة .
نخبنا الوصولية،مستعدة لحرق غابة لـ ” شي سيخ لحمة” و حرق مدينة لاشباع هواية الاذى، كما فعل نيرون في روما.بهؤلاء بلغنا الهوان و اصبحنا خارج الزمان. د.محمد جابر الأنصاري صور حالتنا الراهنة بشجاعة نادرة.في كتابه ” تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها ” بالقول :ـ ( كانت اسبانيا تملك ذهباً كثيراً.لكن اثرياءها استخدموه في الزينة ،وسبك حدوات ذهبية لخيولهم بدل استخدامه للصناعة والبناء. بريطانيا لم تملك آنذاك الذهب بل كانت تملك ” الفحم الحجري “،والى جانبه تملك الرؤية البعيدة والقدرة على التنظيم،فخلقت من الفحم نهضة صناعية،واستطاعت ان تهزم اسطول اسبانيا الشهير ” الارمادا ” لتصبح سيدة البحار.انتصر اصحاب الفحم ـ الانجليز ـ على سادة الذهب ـ الاسبان ـ لانهم جمعوا مع الفحم قوة الارادة و الإنتاج بينما سادة الذهب بددوها باللذة والزينة ،التبذير ،والاستهلاك ) حالنا الان كحال الاسبان ايام زمان في تبديد ثرواتنا الخرافية. نسأل نُخب العرب اين ذهب ذهب العرب ؟!.ولانهم كسالى نعفيهم من عناء الاجابة :ـ اموالنا، ذهبت على تفاهات النخب،السرقات،حروب العرب على العرب،الكرم الحاتمي على الثالوث الصهيوني ايفانكا،جاريد كوشنر،والعم ترمب