أية قمق - عاد الشاب الثلاثيني مهند الطهراوي بعد تسع سنوات وهو يعمل طاه، لوطنه ليستمتع بما جناه، اذ كون نفسه في غربته، ليتفاجأ عند عودته من الوضع الاقتصادي، ومن أخوته وشباب من أقاربه خريجين وعاطلين عن العمل، ملتحقين بعداد البطالة.
ولسان حال الفتى يقول : مهما طالت سنين الغربة للشباب، فإن غربتهم مؤقتة ولابد لهم من العودة إلى مطارحهم وسط الأهل والأحباب، فكم مر أعوام وهم يعانون من ألم الغربة حرموا أنفسهم لذة الحياة ليجمعوا الأموال ويتمتعوا بها بعد العودة للوطن. وهنا نستذكر حالات وقصصا كثيرة وتجارب للعديد من الناس.
فالوطن اولا..
او كما قال الشاعر أبو فراس الحمداني : « بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة / وأهلي وإنْ ضنّــــوا عليّ كرامُ «.
وفي السينما لا ننسى فيلم ( همام في امستردام ) عام 1999 بطولة الممثل محمد هنيدي والذي تدور أحداثه حول محمد هنيدي الذي لعب دور الشاب المجاهد في سبيل لقمة العيش، يبحث عن عمل وينتظر الفرصة ليعمل في بلده ويتزوج، لكنه يفشل في اثبات نفسه ببلده، مما يجعله يفكر بالسفر خارج البلاد، عند خاله الذي اغترب من زمن طويل، سافر إلى ( امستردام ) وعمل في أحد المطاعم وفرجت أموره وتحسن الحال واصبح يملك سلسلة من مطاعم العربات.
الطهراوي، قصة قريبة لقصة الفيلم تمثلت فبل سنوات، وبحكم أنه يعمل طاهيا أحب أن يفتح مشروعه الخاص في بلده بعد عودته من الغربة، « تحويشة العمر» التي جناها، فقرر أن يفتح مطعماً وبسبب التكاليف الباهظة لفتح مطعم، أحب أن ينقل عربة الطعام المتنقلة إلى الأردن وهي تجربة لا تزال غير موجودة في بلدنا لليوم.
حلمي مطعم متنقل
وفي حديث للدستور مع الشاب مهند الطهراوي قال : « أعمل طاهيا للطعام، تغربت عن الأردن تسع سنوات، ولسوء الأحوال عدت إلى بلدي قبل عدة أشهر، تفاجأت بالوضع الاقتصادي وبأعداد العاطلين عن العمل من أقاربي، التحقوا بالجامعات وتخرجوا منها ولم يجدوا وظيفة، عندما رأيت الوضع هكذا، قررت أن أفتح مطعماً منه مشروعا لي ودعماً لهم وتشغيلا للعاطلين عن العمل، كانت متطلبات فتح مطعم مكلفة جداً، فقررت إنشاء مطعم «متنقل» من خلال عربة طويلة فيها ما يحتاج الناس من الطعام ويتنقل دون أن يسبب أزمة أو عائقا مروريا، وعربات الطعام المتنقلة هي موجودة بالدول العربية وحتى الغربية، لكنها لا تزال غير موجودة بالأردن لليوم».
الفكرة
وأضاف الطهراوي : « عربات الأطعمة المتنقلة هي تجربة ناجحة في عدة من الدول العربية، ورأيت أن فكرة المطعم المتنقل موجودة على أرض الواقع بالدول المجاورة، أحببت أن يكون مشروعي عربة طعام متنقلة، واطلعت على الكثير من الأخبار حول عربات الأطعمة ففي أحد الفيديوهات التي عرضها أن هذه العربات ليست محصورة على الطهاة والشباب، وإنما تعمل بها ربات البيوت وتوفر لهم لقمة عيشهم، وتعمل على توفير فرص العمل».
رفضوا عربة الطعام.
أوضح الطهراوي : « العربة هي عبارة عن مطعم داخل «كرفان» متنقل ضمن مواصفات محددة، مثل الباص السياحي الطابقين.
نصفه يكون مطعما والنصف الثاني يكون مكانا للجلوس وللأطفال بشكل منظم وجميل وفيه زرع، بدأت بالسعي لأخذ رخصة وموافقة، طلبوا مني أن تكون العربة بالوزن الذي يريدونه، فمنذ حوالي شهر قمت بالتعاون مع «حدّاد» ليصمم لي العربة، وقمت بالذهاب إلى الجهات المسؤولة لأحصل على رخصة لإقامة «عربة الطعام».
أحد المسؤولين بهذا الشأن رفض الفكرة بتاتاً بحجة أن ليس هناك قانون يسمح في اعطاء رخصة للعمل على عربة، وكل جهة أذهب لها تحولني لجهة أخرى، وذهبت لدائرة السير لأرخصها ضمن رخصة «مجرور» أيضاً رفضوا».
موضحاً الطهراوي : « للآن وأنا أقوم بالمحاولة من اجل الحصول على الرخصة، ففي كثير من الدول الفكرة قائمة و موجودة .. واعني فكرة العربات ويعملون عليها وهذا المشروع يدعم الوطن والشباب، وللأسف قامت إحدى الجهات المسؤولة بالقول لي إن في حالة ايجاد هذه العربة على أرض الواقع سيتم تحويلك على المحافظ بتهمة الـ « تسول «.
طلب
واضاف الطهراوي: « أطالب الجهات المسؤولة بمنحي الترخيص، فأنا قضيت عمري مغترباً، وفي بلدان الخارج يوجد عربات طعام متنقلة ومطاعم متنقلة، فلماذا لا يطبق ذلك لدينا ؟
واشار الى ان احد المتنفذين في احدى المؤسسات الحكومية عرض عليّ مبلغا من المال مقابل ان يأخذ الفكرة له. بحجة انه يستطيع «تدبير» رخصة للعربة المتنقلة.
وقد رفضت بالطبع ذلك العرض.
وزاد «كما انني أرفض بشكل قاطع من يطلب مشاركتي بمشروعي والذي يستخف بي..،،
و تساءل الطهراوي : أين دعم الشباب من الذين يدعون بأنهم يدعمون الشباب، أحاول منذ أربعة شهور أن أحصل على رخصة ولم أجد مساعدة والموافقة على مباشرة العمل بها، أريد العيش بوطني لتأمين لقمة العيش لي وللشباب وكي أستفيد وأفيد الشباب والوطن».
الدستور