صحيفة العرّاب

القضاة: أعدنا 1.2 مليون دينار والمسؤول الذي يبذر أموال المسلمين خائن

كشف سماحة الدكتور نوح سلمان القضاة المفتي السابق للملكة أن مجموع المبالغ التي ردتها دائرة الإفتاء إلى وزارة المالية، كفائض على ميزانية الدائرة بلغ حوالي مليون ومائتي الف دينار، وانه لم يستكثر رد والهدايا التي قدمت له أبان تسلمه المنصب، لان هذا هو سلوك المؤمن.

وشكر سماحته، في لقاء مع إذاعة “الحقيقة الدولية”، على خلفية إحرازه المركز الثاني في الاستفتاء الذي قام به مركز الدراسات والبحوث في مجموعة “الحقيقة الدولية” الإعلامية، جميع الذين منحوه ثقتهم.
وأضاف: كنا نتعامل بالمحبة واللطف خلال جميع المواقع التي عملنا بها، وان المفتي كلامه فتوى وفعله فتوى وسكوته فتوى ولا يجوز للمفتي ان يسلك مسلك يؤاخذ عليه شرعا.
ولفت الشيخ القضاة إلى أن دائرة الإفتاء خلال الفترة التي عمل بها مفتيا عاما كانت تصدر 700 فتوى يوميا، وفي شهر رمضان تصل إلى 1300 فتوى يوميا لمواطنين أردنيين ومن دول مجاورة للأردن، وهذا يدل وهذا يدل ان الشعب الأردني متدين وتعلقهم في دينهم تعلق صحيح.
واضاف سماحة الشيخ القضاة أن الجميع يثق في دائرة الإفتاء، وكنا انا وزملائي الذين بلغ عددهم 30 مفتياً نجيب على أسئلة المواطنين وكنا نراجع هذه الفتاوى بكل دقة وموضوعية، وزاد: مكثت في دائرة الافتاء 1000 يوم وهذا يعني ان الدائرة أصدرت حوالي 700 الف فتوى، وهذا يعني تواصل منقطع النظير مع المواطنين وسوف تستمر دائرة الافتاء في عطاءها لان أي مؤسسة لا يجوز ان تستند إلى عمل شخص إنما تستند إلى قواعد وجذور ثابتة وتكون محل ثقة الناس.
وحول سؤال إلى أين يتجه الشباب العربي في ظل الانفلات الإعلامي الذي يسهل الرذيلة؟، قال سماحة الشيخ: نحن نشهد صحوة إسلامية وكل صحوة تقابلها ثورة مضادة، فهناك من يحسد المسلمين على تمسكهم في دينهم ويقومون بجهود لإعاقة هذه الصحوة من خلال المسلسلات الهابطة والأغاني المرذولة، ولو أردنا ان نحصي عدد الفضائيات الملتزمة وغير الملتزمة نجد ان هناك كثرة في المحطات الهابطة، ولكن نقول ان الله غالب على أمره، وأقول ان الصحوة الإسلامية هي عارمة وتحتاج إلى ترشيد من أناس عقلاء بحيث لا نصل إلى حالة الندم على أفعالنا، ونحن نؤمن ان الله لن يتركنا وحدنا.
وعن قصة إعادة دائرة الإفتاء لمبالغ مالية إلى خزينة الدولة قال الشيخ القضاة: أن الدائرة ردت إلى الخزينة مبلغ 500 الف دينار في السنة الأولى وحوالي 700 الف دينار في السنة الثانية، والسبب ان الموازنة ترصد لجميع الظروف بما فيها الظروف الحرجة، وعندما لا تحدث هذه الظروف يجب ان ترد هذه الأموال إلى خزينة الدولة أي إلى بيت مال المسلمين، وأنا أقول ان الذي يبذر من ماله مبذر، اما الذي يبذر من مال المسلمين هذا خائن وغال، وقال الله تعالى "وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" وسوف يأتي يوم القيامة يحمل الأموال التي غلها.
وحول إعادة الهدايا التي أرسلت إلى منزله وقدمت إليه أبان عمله مفتيا للملكة، بعد انتهاء عمله الرسمي، قال الشيخ القضاة أن هذه الهدايا مقدمة من بعض الشخصيات والسفارات، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقبل الهدية، وهي قدمت إلى منصب المفتي وليس إلى نوح سلمان القضاة، لذلك يجب أن نميز بين الشخص وبين المنصب وعندما ننادي دائما بالأمانة فيجب ان نطبقها، ولم استكثر رد الموازنة والهدايا وهكذا يجب ان يكون المؤمن. الحقيقة الدولية