في بيت متهالك تعيش أسرة مكونة من ستة أفراد بمنطقة حي العوضات بالظليل أوضاعا متردية نظرا لإقامتها في منزل متهالك من الطين والقصيب لا يصلح للسكن الآدمي حيث تتجول فيه الفئران وتعبث بين قضبان القصيب الكثير من السحالي والديدان والمنزل تجاوز عمره الزمني حسب ذاكرة كبار السن المجاورين بمنطقة الظليل حوالي الستين عاما, وللوهلة الأولى تشعر بفرق كبير بينه وبين المساكن الأخرى, فالعائلة تعيش جنبا الى جنب مع القوارض والحشرات بأنواعها والرطوبة نخرت الجدران واتلفت بقايا الأثاث والتشققات عصفت بالسقوف وسربت الأمطار ليصبح الحال كما لو أنهم في العراء.
ومن خلال جولة لفريق العرب اليوم في المنزل المتهالك لم نستطع ان نميز بين أقسامه وحدوده, فجميعها متهالكة وغير صالحة للسكن, فالشقوق ضربت جميع الجدران واصبح من الصعب تثبيت الأبواب, ويوجد ممر مفتوح يطل على بيت الجيران, وبذلك حتى الخصوصية حرمت العائلة منها.
وأول ما لفت نظرنا في المنزل الطيني المتهالك هي الصلة المشتركة بين البناء والقاطنين فكلاهما صارع الدهر والبقاء والتحدي ورسم جراحات عميقة سجلت في دفتر الايام المظلم, لكنهما ما زالا صامدين رغم قساوة وعنف معركة الفقر وقسوة الزمان والمكان.
تحدثنا الى صاحب المنزل الخمسيني الحاج عطالله سليمان الحجوج (والمصاب بضعف نظر شديد) فأكد لنا أن هذا المنزل تم تشييده أيام والده من الطين والتبن والعوارض السقفية من الخشب والحديد, وبين لنا أن المنزل عمره الزمني تجاوز الستين عاما, وأصبح المنزل يشكل خطرا على أطفالي وكذلك على السكان المجاورين الذين يمرون من أطرافه وأكد أنه قام بمراجعة مكتب تنمية الظليل قبل أربع سنوات حيث قاموا بالكشف من قبل لجنة شكلت من دار القضاء والبلدية والدفاع المدني ومكتب التنمية الاجتماعية ومنذ عام 2007 وهو في رحلة الشتاء والصيف بين المديريات والوزارات علما بأن المنزل مدرج ضمن الحالات الانسانية لا سيما أنه يملك قطعة الارض المقام عليها المنزل والبالغة مساحتها حوالي 500متر مربع.
وبين الحجوج أنهم وفي كل شتوة يتم اخلاءهم من المنزل الى منازل الجيران حيث أن قضبان القصيب والسقف القديم جدا أضحت لا تغني ولا تسمن من جوع وخلال الشتوة الماضية وتحديدا ليلة الجمعة التي صادفت 26/2/2010 تم اخلاؤنا من المنزل حيث حضر الى منزلنا عشرة أفراد من طواقم دفاع مدني الزرقاء بعد أن تحولت غرف المنزل الى برك مائية ومستنقعات وحذرناه رجال الدفاع المدني من عدم الاقتراب من المنزل خلال أزمة الشتاء الماضية
الحاج عطالله الحجوج زودنا بصورة عن تقرير كشف مشاريع أنشاء وصيانة مساكن الاسر الفقيرة التابع لوزارة التنمية الاجتماعية حيث أن تاريخ الكشف كان 7/3/2007 ويقول تقرير الكشف ان المسكن وضعه سيئ ولا يصلح للعيش فيه, و ايل للسقوط وهو متآكل ومتصدع ويوجد تشققات تسرب المياه من السقف.
وحول الحال المتردي للمنزل تقول أم شاكر (والدة الاطفال) لقد زادت فرحتهم بعد ان زارتهم لجنة التنمية للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات, لكنها تناوبت على الزيارة ثلاث مرات لفحص المكان أوالتأكد من بقايا الاطلال وأصبحنا طوال هذه المدة محطة دراسات لانه كلما تغير مسؤول في التنمية يأتي الاخر ويغير اللجان ويشكك في صحة معلومات المسؤول الذي سبقه, وكانت الوعود كبيرة ولكنها لم تلامس الواقع حتى الوقت الحاضر وظل الوضع على ما هو عليه, وبينت أم شاكر أنها غالبا ما تحمل معها عصا (قشاطة) أو سلاحا أبيض عند الذهاب للمطبخ ليلا مؤكدة أنها ستواجه معركة حامية الوطيس مع الجرذان أو الفئران اضافة الى بعض انواع السحالي خاصة (أبو بريص) الذي يعتبر قضبان القصيب مكان أقامة دائمة له بل ويشاركهم احقية الملكية في هذا المنزل.
فيما يؤكد (شاكر) ابن الصف التاسع أنه يخاف الذهاب الى دورة المياه ليلا نظرا لبعده عن مكان الغرف كما أنه في كثير من الايام والليالي يؤجل قضاء حاجاته الملحة في الاوقات المتأخرة ليلا ويلغي رحلة الذهاب الى الحمام حتى يطلع علية النهار.
وفي تعليق على الموضوع قال رئيس بلدية الظليل نضال كريم العوضات ان منزل المواطن عطالله الحجوج مدرج من ضمن الحالات الانسانية والمستعجلة في وزارة التنمية الاجتماعية لان المسكن قديم جدا وواكب ولادة مدينة الظليل وهو من الطين الترابي لا يصلح العيش فيه وفي كل شتوية يتم اخلاء العائلة الى منازل الجيران حيث أن سقف المنزل الذي هو من القصيب أصبح لا يحتمل كميات المياه التي تتدفق على السطح حيث تنفذ المياه الى الغرف الداخلية, مؤكدا أن البلدية أطلقت تحذيراتها للعائلة وتم توجية مكتب التنمية الاجتماعية حول هذا الامر لكن هناك تقاعس وبطء في تنفيذ الاجراءات.
وتمنى العوضات على وزيرة التنمية الاجتماعية زرع الابتسامات الانسانية على شفاه هذه الاسرة وحل مشكلة المنزل المتهالك لان المواطن بالاصل يملك قطعة الارض الموجود عليها البناء الترابي القديم.
أما ما يخص دور التنمية الاجتماعية في محافظة الزرقاء فحصلت العرب اليوم من الحاج الحجوج على الكتب الموجهة من المديرية للوزارة التي تبين الحاجة الملحة لازالة المنزل المقام حيث كان الكتاب الاول الذي حمل الرقم ا/31/5461 تاريخ 29/10/2007 والموقع من قبل مدير التنمية السابق عدنان الخزاعلة, وكذلك الكتاب الثاني الذي يحمل الرقم ا/31/1824 تاريخ 8/3/2010 والموقع من قبل مدير التنمية الحالي د.عبد السلام الخوالدة.
حاولنا الحصول على اجابة شافية من مدير تنمية الزرقاء د.عبد السلام الخوالدة عن حالة المنزل المذكور الا اننا لم نستطع الحصول على الاجابة ولمدة يومين متتالين بحجة ان المدير منشغل بأمور عملية بالوزارة.
غادرنا المنزل الطيني الايل للسقوط وعوارض القصيب والحديد تقول انها لن تصمد كثيرا, وحيرة مرسومة على وجه الاب وعلى وجه الام والاولاد الصغار وقد لا يدرك البعض منهم الخطر المحدق بهم والمشكلة القادمة نحوهم فهل تتحرك طواقم الابنية في وزارة التنمية الاجتماعية قبل أن تنطلق صفارات الانذار في الدفاع المدني صوب المنزل الطيني...ربما! – العرب اليوم