صحيفة العرّاب

جزائري لم ينم منذ 22 عاما وهندي لم يأكل منذ 70 عاما

عرض تلفزيون MBC أمس أغرب ظاهرتين خارقتين، إحداهما لجزائري لم يذق طعم النوم منذ 22 عاما، والأخرى لهندي لم يتناول الطعام منذ نحو 7 عقود.وفي الوقت الذي استطاع فيه الأول التخلص من أزمته المزمنة عبر اللجوء إلى الرقية الشرعية والأعشاب، فإن الحالة الثانية لا زالت مثار جدل طبي كبير في الهند.

وقال الجزائري أحمد بوزيان إنه بدأ يعاني من هذه المشكلة منذ عام 1988م، وذلك إثر تعرضه لحادث سيارة خلال حضوره حفل زفاف أحد أقاربه.وعلى رغم مشكلته، فإن بوزيان -الذي يعول 6 أطفال وأمهم- يعيش حياة اجتماعية عادية وهادئة، سواء داخل البيت عند استقبال ضيوفه أو خلال علاقاته مع أصدقائه خارج المنزل.

وفي الوقت الذي لم تفلح فيه الأدوية المنومة والمهدئات في معالجة حالة بوزيان، لجأ الأخير إلى ما يسمى بالطب البديل، لعله يجد حلا وعلاجا بالأعشاب الطبية لمعالجة أزمة عدم نومه.اللافت أن الرقية الشرعية والطب الشعبي -كما يقول بوزيان-: ساعداه في تخليصه من المشكلة التي تمنعه من النوم طيلة 22 عاما، وقال: إنه اكتشف في معدته أشياء سوداء خرجت بعد العلاج بالأعشاب.

أما الحالة الخارقة الثانية، فهي لمسن هندي توقف عن تناول الطعام وشرب الماء منذ أن كان عمره 8 سنوات، أي أنه لم يأكل ولم يشرب منذ أكثر من 70 عاما، وتعد هذه الحالة مثار جدل طبي وعلمي بين المختصين المشرفين عليه.

ويخضع المواطن الهندي المقيم في مدينة أحمد آباد حاليا لفحوصات طبية تستمر لمدة 15 يوما، في محاولة لتفسير حالته وكيفية بقائه حيا طيلة هذه السنوات الطويلة دون طعام أو شراب.ووصف الأطباء بقاءه على قيد الحياة بـ"المعجزة"، حتى إنه لا يقوم بدخول المرحاض أبدا، إلا أنه في الوقت ذاته تفرز كليتاه البول على الرغم من عدم شربه الماء.

وأضاف الأطباء أن الأغرب في حالة المواطن الهندي، أنه عند إجراء فحوصات طبية على رأسه ودماغه، تبين أنه يمتلك طاقة شاب في عمر 25 عاما.بينما أشارت الفحوصات الأولية إلى أن هيئة المريض قد شهدت تحولات بيولوجية بسبب ممارسته تمارين اليوجا، وأنه ما زال في صحة جيدة؛ حيث إنه لا يزال يفضل الصعود على السلالم بدلا من المصاعد.

من جانبه، قال جي إيلافازغان -الخبير بمعهد الدفاع لعلم وظائف الأعضاء والعلوم-: إن الوصول إلى سرّ هذه الحالة من شأنه أن يساعد في وضع استراتيجيات لكيفية مساعدة الناس على البقاء أحياء لفترات طويلة، خاصة خلال الأزمات والكوارث الطبيعية والحروب.العقل الباطن.. صدمة وراء عدم النوممن جانبها، قالت الدكتورة مها هاشم -اختصاصية العلاج بالطاقة-: إنه من المفترض أن يفقد الشخص حياته إذا لم ينم لساعات طويلة، إلا أنها خلال رحلتها الطبية والعلاجية قابلت حالتين مشابهتين للمواطن الجزائري الذي لم ينم منذ 22 عاما.

وأرجعت مثل هذه الحالات إلى احتمال التعرض لصدمات أو حوادث كتلك التي وقعت تماما للجزائري بوزيان، مؤكدة أن مثل هذه الصدمات قد تؤثر على العقل الباطن للإنسان الذي يدفع صاحبه إلى اتخاذ قرار البقاء مستيقظا، خوفا من أن يصيبه مكروه بفعل الآثار النفسية المترتبة على مثل هذه الحوادث.وأوضحت أن ما يحدث في مثل هذه الحالات أن هناك مراكز طاقة في جسم الإنسان تنشط في أسفل الظهر وفي منطقة الضفيرة من الأمام والخلف، ونشاط هذه المراكز يعطي أصحابها طاقة عالية وقوة وتعطيهم قدرة على البقاء لفترات طويلة دون نوم، كما أن زيادة نشاط هذه الطاقة يجعل جسم الإنسان لديه قدرة أكبر على الترميم السريع لخلاياه.

فيما فسرت الدكتورة مها حالة الهندي الذي لا يأكل قائلة: إن هذا الأمر قد يكون معقولا، خاصة في الهند؛ حيث يوجد حالات كثيرة مشابهة يطلق عليها لقب "المحدقون في الشمس".وأضافت أن الفقراء يتربون في الهند على عادة التحديق في الشمس في الصباح وقبل الغروب والسباحة كثيرا في المياه؛ ما يجعل لأجسامهم أكبر قدرة على امتصاص المياه عن طريق الجلد.وقالت إن المحدقين في الشمس يشربون كأس ماء من منقوع الأرز بين كل شهر والآخر، مشيرة إلى أن كمية النشا الموجودة في هذا المنقوع يترتب عليها تعويد الجسم على الاكتفاء بهذه الكميات.