جدد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني اليوم الأربعاء هجومه على الموقف المصري الرسمي بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، مشيرًا إلى ان هناك مخطط لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل وليس فصيل بعينه .
وقال نصر الله في كلمة القاها اليوم في ذكرى عاشوراء :" لطالما تسامح الحكام مع إسرائيل لكن شعوبنا لا يمكن ان تتسامح مع إسرائيل .. إن مسئوليات الحكومات العربية اليوم ان تكون مع شعب فلسطين وتساعد المقاومة في وقف العدوان وليس وسيطًا ولا الضغط على المقاومة لقبول شروط إسرائيل".
وأضاف نصر الله:" بالأمس قال مسئول مصري كلام جيد .. وقرأ كلام المسئول المصري الذي قال فيه " هل يحتاج مجلس الأمن إلى أكثر من 650 شهيدًا و2500 جريحًا ليحسم أمره ويتصرف بمسئولية".. وانا أسال هذا المسئول المصري هل يحتاح النظام المصري إلي أكثر من هؤلاء الشهداء والجرحى ليفتح معبر رفح بشكل كامل ونهائي لمساعدة أهل غزة؟".
وأشار نصر الله إلى الدعوة القضائية التي رفعها عدد من المحاميين المصريين ضده جراء اتهاماته الأخيرة لمصر في خطابه الاسبوع الماضي قائلا" هناك مجموعة من المحاميين المصريين من "ازلام" الحكومة رفعوا ضدي دعوى إلي المحكمة الجنائية الدولية بسبب خطابي في الليلة الاولي عندما طلبت من القيادة المصرية ان تفتح المعبر ومن شعبها الآبي الباسل ان يفرض عليها ذلك واعتبروا ذلك دعوة إلى انقلاب وهو بتواضع دعوة لفتح معبر".
وتابع الأمين العام لحزب الله " انا اعتز بهذه الدعوى وخصوصًا من هؤلاء الذين لم تهتز مشاعرهم لكل المجازر الإسرائيلية وحتى المجازر الصهيونية بحق الجنود المصريين الاسرى . وعندما ترفع علىّ دعوى لموقف تضامني مع أهل غزة فأنني افتخر بها في الدنيا واعتز بها في الاخرة بين يدي الله ".
واضاف :" نحن لم نخاف ولم نعادي من تواطأ علينا من العرب في حرب تموز لكننا سنخاصم ونعادي من يتواطىء على غزة واهلها ، ومن يسد عليها ابواب الحياة والخلاص".
وأكد نصر الله ان "هناك مخطط صهيوني لتصفيه القضية الفلسطينية بالكامل وليس ضد فصيل بعينه" ، داعيا الفصائل الفلسطينينة، حماس وفتح والجهاد ،الى الوحدة الوطنية.
واستطرد قائلا " المقاومة اللبنانية جاهزة لكل احتمال ، ان تجربة حرب تموز 2006 وتجربة المقاومة الفلسطينية في غزة حتى الان من خلال الصمود والاعجاز الذي يقدمونه قد حسمتا كل النقاش الدائر حول الاستراتيجية الاندفاعية هنا او هناك ، فالجيش الجبار الذي يمتلك اقوى سلاح يقف عاجزا امام تحقيق اهدافه امام المقاومة ،مما يؤكد ان خيار المقاومة الشعبية المستندة للايمان هي الخيار الافضل والابقى لمواجهة اقوى جيوش في العالم".
ووصف نصر الله مجلس الأمن بانه يقف عاجزا عن حماية الشعب الفلسطيني بل ويقف عاجزا ايضا عن ادانة مجزرة ارتكبت في احدى المدارس التابعة للأمم المتحدة ، في إشارة الى سقوط أكثر من 130 شهيدا في القصف الإسرائيلي على مدارس تابعة للأونروا في غزة، متسائلا "فكيف يستطيع مجلس الامن ان يحمي شعبا أو ينصف قضية؟.
وقال :" نحن في مرحلة تاريخية ودقيقة وحساسة ولانعرف ماهو حجم المشروع والتواطؤ القائم على المقاومة ويجب ان نتصرف على قاعدة ان كل الاحتمالات قائمة ومفتوحة ويجب ان نكون جاهزين لاي طارئ".
وعلق نصر الله على ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثناء زيارته الاخيرة لتل أبيب عن ان "الجيش الاسرائيلي سيقضي على حماس اليوم وحزب الله الغد" بالقول :" ياأولمرت "الفاشل" و"المهزوم" أقول لك انك لن تستطيع القضاء على حماس ولن تستطيع القضاء على حزب الله".
واضاف :" نحن تسمع التهديدات من قبل الاعتداء على غزة" ، "المقاومة لايمكن ان تتضعف او تخاف او تستسلم ولم ترعبنا طائرتكم ولن تخيفنا تهديدتكم".
واكد نصر الله "ان المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات وجاهزة لكل عدوان ، حزب تموز كانت بالنسبة للصهاينة نزهة ، قائلا:" ما اعددناه لاي عدوان جديد علينا اكبر بكثير مما وجده الاسرائيليين في حرب يوليو/تموز 2006".
وتابع قائلا:" نحن لن نترك الساحة ولن نسقط السلاح وستبقى مقاومتنا عنوانا لتاريخنا وتضحياتنا".
وختم حديثه قائلا " في يوم العاشر من محرم وامام كل هذه التحديات نحن بحاجة الى روح الامام الحسين وبصيرته وحكمته ورضاه الذي هو برضا الله والى صبره وصموده وجهاده، ونحن كنا على مر العقود الماضية مع الحسين في كل موقع مستعدين نقدم انفسنا وروحنا شهداء ومستعدين أن نقدم ابناءنا شهداء للدفاع عن حياة كريمة عزيزة"
وكان نصر الله، استغل التطورات في غزة لشن هجوم على مصر، متهما القاهرة بالشراكة مع اسرائيل في حربها على القطاع، للقضاء على حركة حماس.
ووصف حسن نصر الله في خطاب عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الأحد الماضي ، الموقف المصري بأنه حجر الزاوية في ما يجري في غزة، مضيفا أن "لا أحد يطلب من مصر أن تفتح جبهة أو أن تذهب إلى القتال، وإنما أن تفتح المعبر ليصل الدواء والماء والغذاء وحتى السلاح لأهلنا في غزة".
وقال مخاطبا القيادة المصرية "إن لم تفتحوا معبر رفح فأنتم شركاء في القتل والحصار والمأساة الفلسطينية"، مشددا على أنه "لا يطلب من مصر إلا أن تفتح المعبر وبشكل نهائي وللأحياء وليس للجرحى أو الشهداء"، باعتبار أن "مصر ليست هلالا أحمر".
وأكد أن "هذا الخطاب يجب أن يسمعه المسؤولون المصريون من كل شعوب العالميْن العربي والإسلامي، ويجب أن يعرفوا أنهم موقع إدانة الأمة والتاريخ والأنبياء والشهداء إن لم يسارعوا من الآن إلى موقف إنساني وتاريخي بهذا الحجم".
وأضاف نصر الله، أن النظام المصري "مطلوب منه سياسيا ألا يستغل الحرب ليضغط على حماس وفصائل المقاومة في غزة للقبول بالشروط الإسرائيلية لوقف الحرب أو للتهدئة كما فعل البعض معنا في الأيام الأولى لعدوان يوليو/ تموز 2006".
وانتقد نصر الله تصريح وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط، من دون أن يسميه، والذي حمّل فيه الفلسطينيين مسؤولية ما يجري في غزة، مشيرا إلى تهديده سابقا بكسر أقدام من يدخل إلى أرض مصر من معبر رفح. ودعا نصر الله الجماهير العربية والإسلامية إلى التظاهر للضغط على الحكام لإيقاف الهجوم على غزة.
وخص الأمين العام لحزب الله بهذه الدعوة الشعب المصري، داعيا إياه إلى أن ينزل إلى الشوارع بالملايين للضغط على القيادة المصرية كي تفتح معبر رفح الحدودي.
وحث نصر الله العسكريين المصريين على أن يضغطوا بدورهم على القيادة السياسية كي تتخذ قرارا حاسما ينهي معاناة فلسطينيي غزة، مؤكدا أن دعوته هذه ليست تحريضا لهم على القيام بانقلاب.