صحيفة العرّاب

13% من العمال "غير الشرعيين" في اسرائيل أردنيون

أفادت دراسة حديثة صادرة عن أحد مراكز الدراسات المصرية، أن سبعة آلاف مصري طالبوا بالهجرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، منذ عام 1989 حتى أيار 2010.

 وأوضحت الدراسة أن 80 بالمائة منهم من الشباب في المرحلة العمرية ما بين 20 إلى 40 سنة، والقسم الأكبر من خريجي الجامعات، وكانت المفاجأة أن من بين هؤلاء سيدات عجائز، وفق ما كشفت الدراسة استنادًا إلى مصدر مسئول بالسفارة الإسرائيلية.
 
ويتساءل الدكتور عادل عامر رئيس مركز الجبهة للدراسات السياسية والاقتصادية في دراسته عن الظروف التي تجعل امرأة عجوزا تجاوزت السبعين من عمرها تتمنى الهجرة إلى (إسرائيل) وترحل من بلدها.
 
وأشار إلى السيدة هناء محمد السيد عفيفي التي تقطن ناحية قرية شوبر مركز طنطا كنموذج على ذلك، حيث دفعتها ظروفها المعيشية السيئة إلى التفكير بالهجرة إلى (إسرائيل)، حيث أنها وزوجها يحصلان على معاش لا يتجاوز 500 جنيه ينفقانه على الطعام والحاجات المعيشية الأولية.
 
وتقول: "أنا وزوجي مريضان ونحتاج إلى أكثر من ألف جنيه علاج شهري فكيف لي أن أدبر هذا المبلغ"، وتؤكد أن إقدامها على هذه الخطوة كان بدافع المعاناة الشديدة من الألم والمرض في ظل غياب دور الدولة ورفع يدها عنا وعن علاجنا.
 
وأضافت: "مع العجز عن توفير ثمن العلاج، لم نجد أمامنا سوى أن نتوسل، ونقوم بالاستدانة لكي نوفر ثمن العلاج، فنحن نصبر على ألم الجوع لكن كيف نصبر على ألم المرض، خاصة وأن علاج التأمين الصحي لا يصلح سوى للاستخدام كمُسكّن".
 
عبد السلام محمد محجوب من قرية ترسا مركز طنطا، وهو أحد الشباب المصري الذي تقدم بطلب الهجرة إلى (إسرائيل) يقول إن ما دفعه إلى ذلك هو اليأس من العثور على وظيفة، ويضيف: "أنا حاصل على بكالوريوس علوم بتقدير عام جيد جدا، وكان ترتيبي الأول على دفعتي بالكلية، إلا أنه في سنة تخرجي لم تطلب الكلية معيدين، وبالتالي لم يتم تعييني، فأصبت بالإحباط، وإلى الآن لم أجد عملاً، ولم أحصد ثمار تفوقي طوال السنوات الأربعة في الكلية".
 
ويتم التقدم بطلبات الهجرة إلى (إسرائيل) غالبًا من خلال البريد أو عبر البريد الإلكتروني الخاص بالسفارة الإسرائيلية، ووفق الدراسة فإن عدد المصريين الذين حصلوا على الجنسية الإسرائيلية يتجاوز أكثر من 30 ألف.
 
بينما تقول رابطة المصريين بـ(إسرائيل)، إن هناك 1200 مصري يعيشون في إسرائيل، أغلبهم بأوراق رسمية أو ما يطلق عليه "هويات زرقاء" وهناك آخرون يقيمون بشكل غير قانوني، ومن بين هؤلاء 360 يملكون جواز سفر إسرائيلي، و23 متزوجين من يهوديات.
 
فيما تشير وزارة الخارجية المصرية إلى أن عدد الشبان المصريين في (إسرائيل) لا يتجاوز 600 شاب فقط وفقا للتقديرات الرسمية، و1000 شاب وفقا للتقديرات الإسرائيلية، مؤكداً أن من بين الـ600 شاب سجل 140 شاباً فقط أنفسهم في القنصليتين المصريتين بتل أبيب وإيلات.
 
وتذكر الدراسة أسماء عدد من المتقدمين بطلبات الحصول على تأشيرة السفر إلى (إسرائيل)، الذين مثلوا عينة البحث الميداني في أغلبهم من محافظات الدلتا، والقسم الأكبر ينتمون لمحافظتي الدقهلية والغربية، وجميعهم من ذوي المؤهلات عليا ومتوسطة، وكثير من هؤلاء الذين تجمعهم الرغبة بالسفر تجمعهم قرى مشتركة.
 
وأشارت الدراسة إلى العديد من الاستجوابات البرلمانية حول قضية هجرة المصريين إلى (إسرائيل)، والتي استند بعضها إلى تقرير دائرة الإحصاء المركزية في (إسرائيل) في تقريرها السنوي الذي أكد علي أن عدد العمال المصريين يمثل 13 في المائة من نسبة العمالة المدنية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، يليهم الأردنيون.
 
وحسب التقرير فإن هناك آلاف المصريين يعيشون داخل (إسرائيل) وتزوجوا من إسرائيليات وأنجبوا أطفالاً، ويتوزعون في مدينتي بئر سبع وحيفا، ونسبة قليلة تقيم في تل أبيب.
 
وأوضح التقرير، الذي نشر في عدد من الصحف العبرية والفرنسية، أن العمال الأجانب بـ(إسرائيل) تم استقدامهم من 100 دولة، وفي مقدمتها تايلاند التي يمثِل عدد عمالها 28 في المائة من إجمالي العمال، تليها الفلبين 20 في المائة والصين 10 في المائة.
 
وأشار إلى أن 300 عامل فقط تم استقدامهم من دول غربية في حدود 1 في المائة، وهم من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وهناك 23 في المائة من العمال الأجانب غير القانونيين في "إسرائيل" تم استقدامهم من روسيا وأوكرانيا و13 في المائة من الأردن، والباقي من المكسيك والبرازيل وكولومبيا ومصر وتركيا والتشيك.