تقع قرى الحلابات... حوالي 25 كم شمال شرق الزرقاء, وهذه القرى اكتسبت من حياة البادية بساطتها, فهي لا تزال تلبس حلتها القديمة من الاصالة حيث تقطنها مجموعة كبيرة من أبناء قبيلة بني صخر خاصة عشائر العثمان والخلف والنويران والدهيثم والمحمد والعلوق والمجحم وغيره من العشائر الاردنية الاخرى.
والحلابات اسم أرتبط بوجود قصر أثري بناه الرومان لمراقبة قبائل الصحراء حسب أهم الدراسات التاريخية, وجاء تفسير اسم الحلابات وفق ما يتداوله كبار السن في المنطقة من وجود حلبات للخيل تتبع للقصر الاثري ونتيجة لوجودها سمي بقصر الحلابات, لكن في المقابل يشير آخرون من الرعيل الاول أن هذه المنطقة كان يطلق عليها اسم قصور عبيدان وذلك لان الشيخ عبيدان الخلف هو أول من سكنها حيث كانت تعرف عند أهل البادية بهذا الاسم الذي جاء نتيجة للموقع الجغرافي الذي أختاره الشيخ عبيدان بالقرب من القصر الروماني.
هذه التجمعات السكانية تضم مناطق الحلابات الشرقي والغربي والمزارع والدهيثم وقرى الطافح الشرقي والغربي وسايح ذياب وتتبع اداريا الى قضاء الظليل / قصبة الزرقاء فيما تتبع خدماتيا الى بلدية الحلابات.
يقول محمد الزبن (ناشط بيئي) أن الحلابات تعتبر من المناطق الحيوية في المملكة التي كانت مصدرا رئيسيا لانتاج الخضروات بكافة أنواعها من خلال مشروع ري وادي الظليل والوحدات الزراعية الخصبة بإنتاجها الوافر بالاضافة لوجود اكثر من 54 بئرا أرتوازية موجودة بالمنطقة الى أن غزت المنطقة الشركات والمصانع ومزارع الابقار والدواجن والمقالع والكسارات ومصنعا الكلورين والبروتين الحيواني ومكب النفايات بالاضافة الى الضيف البيئي الجديد وهو خلاطات الزفتة التي تستعمل البيسكورس بدل المياه
ويضيف الزبن في الصباح الباكر تلف منطقة الحلابات الغيمة البيئية الضبابية والكسارات الجديدة تقوم بعمليات التفجير بشكل يومي, وهذه الاحمال البيئية لوثت هواء المنطقة العليل وهيمنت على أرضها المعطاء وهددت إنسانها وماءها العذب,والطامة الكبرى أن شركات الالبان خلفت البرك المائية الوبائية على غرار الاحواض الموجودة بمحطة الخربة السمراء علما بأن وزير البيئة السابق أطلع على أوضاع الحلابات البيئية لكن الاوضاع من سيئ الى أسوأ وطالب الزبن الجهات المعنية خاصة الجمعية العلمية الملكية عمل دراسة بيئية عن المنطقة وتحديد مواضع الخلل والامراض التي ربما تلحق بالاطفال والنساء
ويرى الاهالي أن المنطقة رغم معاناتها من الثالوث البيئي الخطير فهي بالمقابل تعاني من نقص في الخدمات الاساسية خاصة في مجال التعليم والصحة والبنية التحتية والطرق الزراعية, ويقول رئيس البلدية خلف هليل العثمان أن منطقة الحلابات تعتبر من أهم المناطق الجاذبة للاستثمارات الوطنية والعربية والاجنبية في القطاعين الصناعي والزراعي والتي أعطت المنطقة أهمية استثمارية خاصة, حيث نمت بسرعة مضطردة في السنوات الاخيرة بفضل الاهتمام والرعاية من قبل الجهات الحكومية المختلفة وأضاف العثمان أن المنطقة تحتاج الى جملة من الخدمات أبرزها فيما يتعلق في مجال الاشغال توسعة الطريق الرئيسي في الحلابات الشرقي ورفع منسوب الشارع وانشاء عبارات صندوقية لتلافي اخطار السيول واعادة انشاء طريق الطافح الغربي والشرقي وبحاجة لفتح بعض الطرق الزراعية
وفيما يتعلق بالخدمة التعليمية بين العثمان ان المنطقة بحاجة الى انشاء مدرستين اساسيتين في مناطق حي الخلف ومنطقة الدهيثم وترفيع مدرسة سايح ذياب للصف التاسع علما بانها مختلطة لغاية الصف السادس ونوه ان مدرسة المزارع بحاجة لايصال التيار الكهربائي والمياه ومدرسة الحلابات الشرقي الثانوية ذكور بحاجة لزيادة غرف صفية
وحول المشاكل البيئية العالقة التي تلف المنطقة أكد العثمان أن المنطقة بحاجة الى دراسة بيئية شاملة لتقييم الاثر البيئي وكذلك الحاق مهندس بيئي مختص من مديرية البيئة بحيث يكون متواجدا بالبلدية أو بدار القضاء, واستحداث قسم مختص بالتفجيرات في المركز الامني لمراقبة التفجيرات التي تقوم بها المقالع والكسارات في المنطقة
وفي المجال الصحي طالب العثمان ترفيع مركز صحي الحلابات الشرقي الى شامل وانشاء مركز صحي في الحلابات الغربي كون المبنى الحالي مستأجرا ولا يصلح.
بدوره قال عضو مجلس بلدي الحلابات نهار صباح أن مدرسة الدهيثم مدرجة ضمن خطط الوزارة منذ عام 1995 لكن للاسف ظلت الانجازات والطموحات (حبرا على ورق), وأضاف أن الاهالي طوال هذه السنين وهم ما بين رحلة الشتاء والصيف يراجعون الوزارة والمديرية ولو أن المسؤولين كل سنة قاموا ببناء غرفة لتم الاحتفال بمدرسة الدهيثم منذ عشرات السنين, وأوضح صباح أن عطاء المدرسة ما زال حبيس أدراج المسؤولين مؤكدا أن فريقا من الديوان الملكي العامر زار المنطقة خلال عام 2008 وأوعز الى وزارة التربية انشاء المدرسة الا أن رد الوزارة كان أن مدرسة الدهيثم مدرجة ضمن الخطط وعلى حساب مشاريع المنحة الالمانية وسيتم انشاؤها نهاية عام 2008 وحتى هذه اللحظة الاجراءات على أرض الواقع غائبة ومعاناة الطلبة الصغار من كلا الجنسين مريرة خاصة في فصل الشتاء حيث يفرض عليهم الواقع التعليمي الصعب والشاق الذهاب الى مدارس الحلابات الشرقي والغربي البعيدة عن الدهيثم حوالي 3 كيلو مترات
وتمنى صباح على وزارة التربية ايلاء موضوع مدرسة الدهيثم العناية والرعاية ومعرفة سبب تأخير عطاءات هذه المدرسة. من قرية الدهيثم انتقل فريق العرب اليوم الى قرية المزارع حيث مطالبات الاهالي بتوصيل المياه والكهرباء للمدرسة المختلطة التي تعاني الامرين علما بأنها مسجلة من ضمن (المدارس العطشى) ولكن منذ حوالي 30 عاما, مناشدات الاهالي كانت موجهة لوزير التربية والتعليم والتدخل لانهاء مأساة (92) طالبا وطالبة في مدرسة المزارع المختلطة التي تنتظر الكهرباء والمياه طوال هذه المدة, وحسب الاهالي أن المدرسة أصلا جاءت بتبرع سخي من أحد المواطنين الذي توفاة الله وهناك مشاكل تلف المدرسة لاسباب تتعلق بالورثة.
ويقول الاهالي ان غياب التيار الكهربائي عن المدرسة منذ سنوات طوال واكب عمر المدرسة الزمني منذ عام 1972 وهذا الامر ترك في نفوس الطلاب والاسرة التربوية تحديات كثيرة لا بل حرمهم من منظومة مواكبة التطور التكنولوجي الذي تدعيه وزارة التربية والمسؤولون على مستوى محافظة الزرقاء وللاسف ان الطلاب حتى الصف الثامن لا يستطيعون استخدام الحاسوب حتى الان لانهم لم يشاهدوه وهو غير متوفر بالمدرسة نظرا لغياب الكهرباء.
تحديات التلاميذ لا تقل عن معاناة المعلمين كون المدرسة تحتاج الى اضافة غرفتين لاستخدامهما من قبل المعلمين وغرفة للسكرتير وغرفة للآذن لان الجميع يجلسون حاليا في غرفة المدير وكذلك ربط المدرسة بخدمة الهاتف ومختبر الحاسوب الغائب عن الاسرة التربوية والتلاميذ.