أعلن راديو إسرائيل أن صاروخا جديدا من طراز كاتيوشا اطلق من جنوب لبنان سقط قبل قليل على بلدة شلومي شمال إسرائيل، فيما دوت صفارات الإنذار في نهاريا ، ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من اطلاق مجموعة من الصواريخ على شمال دولة الاحتلال مما أسفر عن اصابة خمسة اشخاص، فضلا عن سيطرة حالة من الهلع على السكان.
وبدأت مقاتلات اسرائيلية في التحرك باتجاه الشمال ، خشية حدوث اي تصعيد جديد ، فيما أعلنت الجبهة الداخلية الاسرائيلية فتح الملاجئ شمال اسرائيل، وتعطيل الدراسة اليوم وحثت الاسرائيليين على البقاء في غرف امنة ، فضلا عن اطلاق قذائف مدفعية على موقع اطلاق الصواريخ.
ولم يفصح الجيش عن مكان سقوط الصواريخ الا ان تقديرات ترجح ان تكون قد سقطت في مناطق مفتوحة في مدينة نهاريا الساحلية ومنطقة شلومي حيث احدثت الصواريخ اصوات انفجارات هائلة.
وقال جيش الاحتلال إنه يفحص ما اذا كان حزب الله قد اطلقها أم لا وانه استنفر قواته على الحدود مع لبنان في الوقت الذي عقدت فيه الجبهة الداخلية الاسرائيلية اجتماعا لمناقشة التطورات الجديدة.
ومن جانبه ، قال الجيش اللبناني إن جهة مجهولة قامت باطلاق صواريخ كاتيوشا سقطت شمال الناقورة ، وانه مع القوات الدولية (اليونيفيل) يقومون بتأمين المنطقة ومعرفة ملابسات الحادث ، فيما تنفي حركة حماس مسئوليتها عن اطلاق الصواريخ ، وحزب الله يرفض التعليق حتى الان.
وصدر بيان مقتضب عن الحكومة اللبنانية جاء فيه "انها عازمة على تحديد الجهة التي قامت باطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل ، مجددة التزامها بالهدنة ".
وكانت قوات الاستخبارات اللبنانية قد ضبطت قبل نحو اسبوع صواريخ كاتيوشا منصوبة على الحدود اللبنانية مع اسرائيل، ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الصواريخ في وقتها الا ان الاستخبارات فككتها حينها.
وعبر الامن الاسرائيلي عن اعتقاده ان صواريخ الكاتيوشا ليس من فعل حزب الله في لبنان مرجحة ان تكون من احدى المنظمات الفلسطينية في لبنان او منظمة الجهاد العالمي.
وسارع الاحتلال الإسرائيلي باتهام الجبهة الشعبية - القيادة العامة بالوقوف وراء اطلاق الصواريخ ، إلا أن أ نور رجا القيادي في الجبهة تأكيد أو نفي مسئولية حركته عن اطلاق الصواريخ ، قائلا :" اسرائيل هي التي تطلق النار على رؤوس الاطفال وتحاول أن تضغط علينا لهذا ليس من حقها أن تسأل عن من يقف وراء الصواريخ".
وتابع في اتصال مع قناة "الجزيرة" الإخبارية :" هذا عدوان مفتوح في جسد الأمة ولا يجب أن نسأل من هو خلف هذه الصواريخ ، إذا استطعنا الدفاع عن شعبنا بأي طرقة ومن اي مكان فسنفعل ..نحن نُسأل امام شعبنا عن دورنا".
اشتعال الحدود على الجبهة الشمالية
كان مصدر سياسي إسرائيلي ذكر في وقت سابق إن المخاوف من اشتعال الحدود على الجبهة الشمالية تتزايد على خلفية العدوان المستمر على قطاع غزة.
وبحسب المصدر نفسه فإن هناك مخاوف من أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة تخطط لتنفيذ عملية على الحدود الشمالية، ولم تستبعد أن يكون ذلك من خلال إطلاق الصواريخ على البلدات الشمالية.
وادعت المصادر ذاتها أن القيادة العامة تنشط في لبنان تحت رعاية حزب الله، وأن الأخير ينوي إظهار التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة عن طريق القيادة العامة.
وجاء أن الأجهزة الأمنية تخشى من أن حزب الله قد يقوم بالرد على عملية اغتيال القيادي عماد مغنية، خاصة مع اقتراب الذكرى السنوية لاستشهاد في الرابع عشر من شباط/ فبراير.
وتخشى الأجهزة الأمنية من أن تؤدي المواجهات في قطاع غزة إلى تعجيل رد حزب الله على اغتيال مغنية.
نصر الله يدعو للاستعداد
ويأتي إطلاق الصواريخ بعد ساعات من خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر ، والذي دعا فيه إلى الاستعداد لأي طارئ في ظل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدًا أن كل الاحتمالات تبقى قائمة ومفتوحة مع الاحتلال.
وخلال كلمة في ذكرى عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال نصر الله: "يجب أن نتصرف على قاعدة أن كل الاحتمالات قائمة ومفتوحة، ويجب ان نكون واعين وحذرين وجاهزين لاي طارىء".
وأضاف: "ما يجري اليوم يعنينا جميعا، نحن في مرحلة تاريخية دقيقة وحساسة، ولا نعرف حتى الان حجم المشروع وابعاده وحجم التواطؤ القادم، وكنت امل من كل الاصوات التي انطلقت من لبنان لطمانة اسرائيل وحلفاء اسرائيل ان اسمع صوتا واحدا يرد على تهديدات اسرائيل للبنان وحزب الله بالتحديد"، واصفا ذلك بالطمانة المجانية في الوقت الذي يذبح اهلنا في غزة ويهدد اهلنا في لبنان.
وردا على تهديدات رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي ايهود اولمرت، قال السيد نصر الله: اقول لاولمرت الفاشل والخائب والمهزوم في لبنان، لن تستطيع القضاء على حماس ولا على حزب الله، مؤكدا ان ان "الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز/يوليو 2006 هي نزهة اذا ما قيست بما اعددناه لهم في حال قاموا بعدوان جديد".
وأضاف: نحن هنا ثابتون، لا يمكن أن نضعف ولا يمكن أن نخاف، لن ترعبنا طائراتكم ولن تخيفنا تهديداتكم، نحن ها هنا مستعدون لكل احتمال. وتابع: نحن هنا لن نترك الساحة ولن نسقط السلاح وستبقى مقاومتنا عنوانا لتاريخنا وتضحياتنا وتاريخ شهدائنا.