مع تسجيل إصابات بالحمى النزفية في العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية، أُعلن في كركوك عن تسجيل أول حالة وفاة في المحافظة بالمرض، لرجل كان يعمل في أحد محلات بيع اللحوم في المدينة الواقعة شمالي البلاد.
ويخشى خبراء من أن يتفشى المرض على نطاق أوسع في العراق، لا سيما في ظل ضعف الرقابة في أسواق الماشية والدواجن وانتشار الطرق البدائية للذبح وبيع اللحوم.
وتنتشر في مدن عراقية المواشي المذبوحة المعلقة في الطرقات العامة وفي الأحياء، والدماء تتقاطر منها بينما يحوم الذباب فوقها، حيث تباع اللحوم الملوثة والمسببة لعدة أمراض.
تحرك لتطويق المرض
ويقول مدير عام دائرة صحة كركوك نبيل حمدي: 'نعم مع الأسف تم تسجيل حالة وفاة من جراء الحمى النزفية في محافظتنا، ونحن نسعى للسيطرة على المرض ومنع تفشيه وانتقاله للبشر'.
وأضاف حمدي أن 'الجهات الصحية والبيطرية المختصة في مختلف المحافظات العراقية، خاصة التي رصدت فيها حالات إصابة، تضاعف جهودها عبر حملات التفتيش والتعقيم والرش لمحاصرة البؤر الوبائية ومنع اتساعها'.
وعن سبل المواجهة لاحتمالات تفشي وبائي أكبر، يقول المسؤول الصحي العراقي:'علينا أولا تكثيف إجراءات الوقاية والتوعية بين الناس وحثهم على الالتزام الصارم والدقيق بها، مع تكثيف عمليات إجراء الفحوص للمواشي خاصة قبل ذبحها'.
وأشار أيضا إلى ضرورة الحد من ظاهرة الذبح العشوائي خارج المجازر النظامية المصرح بها، كما 'ينبغي علينا توفير مستشفيات مختصة لاستقبال حالات الاصابة بالحمى النزفية وهو ما نسعى له مثلا في محافظة كركوك'.
منشأ حيواني
وتنتقل الحمى النزفية الفيروسية عادة من الحيوانات المصابة للبشر، عبر الدماء الملوثة واللحوم، وبسبب غياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية والضوابط الوقائية في عمل الملاحم، وذبح الحيوانات المريضة من دون فحص ورقابة، وعندئذ ينتشر المرض على نطاق أوسع.
ومع أن الفيروس يموت عند طهي اللحم المصاب والملوث بالفيروس بشكل جيد، فإنه قد ينتقل عبر دم الحيوانات المصابة.
ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم.
وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية في العديد من العائلات الحيوانية والحصرية، وتشمل في الغالب البعوض والقوارض والخفافيش.
وتشمل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية، حمى الضنك وحمى الإيبولا وحمى لاسا وحمى ماربورغ والحمى الصفراء.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج لأنواع الحمى النزفية الفيروسية، لكن توجد لقاحات لعدد قليل منها لذلك، فيما تظل الوقاية أفضل وسيلة لمواجهته إلى أن يكتشف العلماء لقاحات إضافية لها.
(سكاي نيوز عربية)