عبر طلال أبو غزالة رئيس ومؤسس مجموعة الدكتور طلال أبو غزالة ، عن رفضه للتهدئة في فلسطين.
وقال أبو غزالة في تصريحات لصحيفة الاهرامات المصرية ردا على سؤال حول التصعيد في الأقصى وعنف قوات الاحتلال تجاه المصلين : لا أخفيك سرا، أنا سعيد جدا لما يحدث الآن في الأقصى، برغم أننا من ندفع الثمن من شبابنا ودمائنا، فالتضحية شرف وليس عيبا.
وأضاف : اعتراضي أنه مع الأسف مع كل حادث في فلسطين تأتي موجات للتهدئة، وهذه التهدئة لا لزوم لها، فلن يفهم العدو الصهيوني أن عليه أن يقبل الحقيقة والواقع إذا كان مقتنعا بعد كل جولة من العنف أن أطرافا عدة سوف تتدخل من أجل فرض الهدوء.
واردف أبو غزالة : أتمنى أن يستمر أصحاب الحق في المطالبة بحقهم، وأتمنى من أصحاب النيات الطيبة والدول المخلصة والمُحبة ألا تقنع الفلسطينيين بالتوقف عن النضال، بل يجب أن يستمر، فبالنضال تحررت الجزائر وتحررت كثير من البلدان الأخرى، وحده النضال المستمر هو من يحرر الدول، أما التهدئة والتوقف والعودة فلن يحرر أرضا.
واضاف : ما أتمناه من الصحافة والإعلام عند التغطية لمثل تلك الأحداث أن يكون حريصا على اختيار الألفاظ بدقة للتعبير، فتجاربي طيلة 85 عاما علمتني كيف يفكر الغرب والعدو الإسرائيلي، وأنه يركز على الكلمات والتعابير.
وتابع أبو غزالة : أروى لك موقفا مع الرئيس الراحل أبو عمار حين كان في تونس، جاء اتصال تليفوني من الوفد المفاوض في أوسلو يبلغه بأن هناك خلافا بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي حول كلمة واحدة في الاتفاق وهي السلطة الوطنية الفلسطينية والوفد الإسرائيلي يرفض كلمة "الوطنية” و طلب أن تكون السلطة الفلسطينية فقط، وقتها ظننا أن الأمر بسيط وأن حذف كلمة لا تعني شيئا فتمت الموافقة، ولم نكن نعي أن حذف الكلمة تعني الكثير، وأن المقصود أنها سلطة إدارية وليست وطنية، وقال أبو عمار وقتها "هل نلغي اتفاقا كاملا للسلام من أجل كلمة، فليتم حذفها” هذا مثال مهم عن قيمة الكلمة والتعبير، ولديّ آلاف الأمثلة تعطي دليلا على أنهم يركزون على اللغة وعلى استخدامها.
وأضاف : أريد أن أنبه إلى أن القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى تعاطف، لأنها قضية حق وقضية قوة، أما التعاطف فليكن مع أوكرانيا أو غيرها، نحن لا نريد تعاطفا، نريد حقا.
وتابع : لقد ساق لنا الغرب تعابير عن التعاطف مع أوكرانيا عن قصد والآن التعاطف مع فلسطين، على حين أن لا شبه بين الاثنين. لا يوجد في العلاقات الدولية تعاطف.
وعن دعم صمود أهالي القدس في مواجهة سياسة التهويد قال أبو غزالة : منذ كان عمري عشر سنوات وخرجت من فلسطين لاجئا، اتخذت خطا لا أحيد عنه وهو أن أستعمل الأساليب الحضارية في الحصول على حقي، وكل ما هو متاح قانونا، مشكلة عدونا دائما هي قوتنا، وقوتنا في فلسطين هي قوتنا على البقاء، وإسرائيل حاولت بشتى الطرق أن تهجر الفلسطينيين، و” تطفشهم” بالتعبير السائد، فالمرأة الفلسطينية حين يستشهد زوجها، تقوم إسرائيل بهدم بيته، وتعتقل أخوته وأسرته، لكن المرأة الفلسطينية لا تترك بيتها، تراها تجلس على حجارة البيت المهدم ولا تتركه، وتعيد بناءه وترفض أن تنتقل إلى سكن آخر، وتعلموا من حرب 48 ألا يتركوا أرضهم وبيوتهم.
واردف : كان مشروعي هو كيف نحافظ على وجود المقدسيين في القدس خاصة أن العدو يعمل دائما على حرمانهم من الحياة، وبما أننا في عصر المعرفة، فإن مشروعي مبني على الأساس التالي أن تكون هناك سوق افتراضية مقدسية، ومن خلال التليفون تتحاور مع البائع ومن ثمّ تشتري منه بضاعتك التي يعرضها على هذه السوق، بحيث تكون تلك وسيلة لبقاء ذلك التاجر في مكانه ويتغلب على المضايقات الإسرائيلية، ويزدهر النشاط التجاري في القدس، وبرغم العراقيل الكثيرة التي يضعها الاحتلال فإن إرادة الشعب الفلسطيني إرادة جبارة مهما حاول الاحتلال كسرها.