يعتبر جدري القردة مرضاً فيروسياً نادراً حيواني المنشأ، إذ ينشأ في الحيوانات البرية مثل القوارض والرئيسيات، ويُنقل أحيانًا من الحيوانات إلى الإنسان، واكتُشفت أول إصابة بشرية معروفة في عام 1970، لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، يسكن في منطقة نائية من الكونغو.
وتم اكتشاف فيروس جدري القرود لأول مرة في الدنمارك، لدى أحد قرود المختبر (ومن هنا جاءت تسميته)، ولكن يُعتقد أنه يؤوي في الغالب قوارض صغيرة في أفريقيا. ففي القارة السمراء، تتم الإصابة في عديد من الحالات من طريق الحيوانات البرية، عندما يصطادها الناس أو يتعاملون مع اللحوم النيئة أو يأكلونها.
في عام 1980 أعلن عن التخلص من فيروس جدري القرود، خصوصاً وأن العدوى به عادة ما تكون خفيفة، مع أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
وبحسب تقرير نشرته 'إيكونوميست' يمكن أن يتطور الطفح الجلدي الذي ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ويتحول إلى بثور وقشور. عادة ما يتعافى الأشخاص المصابون في غضون أسابيع قليلة وفق اندبندنت عربية.
وكما هي الحال مع فيروسات الجدري الأخرى، يكون المرض أكثر حدة عند الأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. لكن خطورة الأمر تعتمد على أي من سلالتي الفيروس التي نتجت منها الإصابة.
فالسلالة الأولى تفشت سابقاً في حوض الكونغو، ولم تزد أخطارها المميتة عن 10 في المئة. أما السلالة الأخرى التي ظهرت في غرب أفريقيا فهي أقل حدة، حيث يقدر معدل الوفيات الناتجة منها بحوالى 1 في المئة فقط. هذه التقديرات مستمدة من حالات تفشي المرض في الأماكن النائية في أفريقيا ذات الرعاية الصحية السيئة. ومن المحتمل أن يكون جدري القرود أقل فتكاً في البلدان الغنية.
تمت الموافقة على لقاح جدري القرود الذي طورته شركة 'بافاريان نورديك' Bavarian Nordic، وهي شركة دنماركية للتكنولوجيا الحيوية، من قبل السلطات الصحية الأميركية عام 2019. تمت الموافقة أيضاً على لقاح آخر للجدري، ثبت أنه فعال، إذ تشير البيانات الواردة من أفريقيا إلى أن التطعيم السابق ضد الجدري أعطى نتيجة إيجابية بنسبة 85 في المئة على الأقل في الوقاية من جدري القردة. وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن اللقاح يكون مفيداً للغاية إذا تم إعطاؤه قبل أو في غضون أربعة أيام من التعرض للفيروس. حتى إذا تم إعطاؤه لمدة تصل إلى 14 يوماً بعد التعرض، فقد يظل مفيداً عن طريق تقليل الأعراض. وتشير الأدلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن بعض الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة لفيروسات الجدري الأخرى قد تكون مفيدة أيضاً.
ومن الأمور المشجعة أيضاً أن فيروس جدري القرود ليس قوياً بحيث يمكن انتشاره الواسع بين الناس، ولا يملك إمكانات كبيرة للعدوى كما تفعل الحصبة على سبيل المثال.
وتم اكتشاف فيروس جدري القرود لأول مرة في الدنمارك، لدى أحد قرود المختبر (ومن هنا جاءت تسميته)، ولكن يُعتقد أنه يؤوي في الغالب قوارض صغيرة في أفريقيا. ففي القارة السمراء، تتم الإصابة في عديد من الحالات من طريق الحيوانات البرية، عندما يصطادها الناس أو يتعاملون مع اللحوم النيئة أو يأكلونها. ولكي ينتشر فيروس جدري القرود من شخص إلى آخر يتطلب الأمر حصول اتصال وثيق. إذ ينتشر من خلال قطرات السعال أو العطس التي تدخل الأنف أو الحلق أو العينين. ويمكن أيضاً التقاطه من خلال ملامسة جلد أو ملابس أو فراش الشخص المصاب الذي ينقل الفيروس من البثور أو الجرب. وتظهر الأعراض عادة بعد خمسة إلى 21 يوماً من الإصابة.
الجزء الصعب هو التشخيص. فالطفح الجلدي لجدري القرود يشبه إلى حد كبير جدري الماء. ويتطلب تأكيد ذلك إرسال عينات إلى مختبر متخصص مجهز للتعامل مع مسببات الأمراض شديدة الخطورة. وفي الوقت الحالي، يوجد في بريطانيا مختبر واحد فقط لمسببات الأمراض النادرة مخصص لإجراء اختبارات لجدري القردة.
ومع ذلك، يجب أن يكون احتواء فيروس جدري القرود أمراً سهلاً نسبياً. إذ يمكن أن يؤدي عزل الحالات المؤكدة أو المشتبه فيها وتتبع جهات الاتصال المحتملة المصابة إلى إيقاف سلاسل الانتقال. ومن المحتمل أن يتم استخدام لقاح الجدري للتطعيم 'الدائري' للمخالطين القريبين للأشخاص المصابين والعاملين الصحيين المعرضين لخطر كبير. وتتطلع بريطانيا وإسبانيا إلى تخزين اللقاح بالفعل. ونجح التطعيم الدائري للمخالطين عن قرب في الحد من بعض حالات تفشي 'الإيبولا' الأخيرة في أفريقيا.
في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، سيتم بالتأكيد اكتشاف مزيد من حالات جدري القرود. لكن من غير المرجح أن ينتشر تفشي المرض خارج نطاق السيطرة. وبالمقارنة مع وباء كورونا، فإن العالم لم يكن مستعداً له، في وسائل العلاج واللقاحات، لكن جدري القرود، يبدو حتى الآن في الدائرة التي يمكن السيطرة عليها