أيا كان حجم النقد الشخصي الذي طال وما يزال، رئيس مجلس إدارة شركة الفوسفات، د. محمد ذنيبات ، لا بصفته الحالية بالمنصب فحسب، وانما في سنوات سابقة حين تولى وزارة التربية والتعليم، إلا أن الإقرار بإدارته الحصيفة، والصرامة في اتخاذ القرار وتنفيذه في المواقع التي شغلها، مستندا على مخزون اكاديمي باعتباره أستاذا في الإدارة ، حقيقة لا يمكن لأحد أن يغفلها.
الاستهلال مرده تحقيق ربح تشغيلي من أنشطة شركة الفوسفات الأردنية تجاوز المليار دينار للعام الماضي بزيادة نسبتها بلغت ٩٦ بالمئة عن السنة التي سبقتها، وهي ارقام قياسية وغير مسبوقة في الأنشطة الاقتصادية الأردنية، وتحديدا للشركات التي تملك الدولة نصيبا وافرا من أسهمها، واذا ما علمنا أن الشركة رفدت خزينة الدولة ب ٣٥٠ مليون دينار، فنحن أمام رافد رئيس ويحترم كرقم ، كما يحترم الفريق الاداري الذي حققه، وعلى رأسه د. الذنيبات.
المفارقة أن سهام النقد، رغم النتائج القياسية، غير المسبوقة في حالة الإنتاج الاقتصادي الاردني، لشركة صنفت على مدار أعوام خلت بالاستثمار الفاشل، والعبيء الاقتصادي، بل والخنجر في الخاصرة الاقتصادية، لم تهدِّء من انتقاد البعض، تجاه طواقمها، مستقصدة بالدرجة الأولى رئيس مجلس إدارتها، الذي تشي سعة صبره، وإدارة الظهر لها، عزيمة عز نظيرها، ورؤية تتطلع لآفاق أرحب في أنشطة توسعية، من شأنها المزيد من التطور والنماء .
والمفارقة ايضا، أن النجاحات التي تحققت، وشكلت انقلابا على ما أحاط بالشركة من تراجع لعقود، جاء بعضها في سنوات المنطق الاقتصادي العالمي، كان يبرر اي إخفاق وفشل ، بفعل الأزمة الصحية العالمية، اي جائحة كورونا التي شلت كل القطاعات، فيما انقلبت الشركة على هذه الأزمة، وتحدتها ، وهزمتها شر هزيمة ، محققة نتائج لاشك أنها مبهرة .
النتائج التي حققتها الشركة لاشك أنها تعكس حالة تواءم مابين التخطيط المبني على علم الإدارة ، وحسن التنفيذ المبني على دراسة واقعية للأسواق العالمية واحتياجاتها التي تطلبت تنويعا في الأنشطة الإنتاجية، والبناء عليها استمرارا لمسيرة النجاح، وفق منهج شمولي أساسه حسن إدارة الموارد وتوظيفها الإيجابي .
وعودا للاستهلال في جانب النقد الشخصي، جراء العجز عن إيجاد ثغرة في الأداء ، نستذكر أن د. ذنيبات تعرض لنقد مماثل إبان قيادة وزارة التربية والتعليم، خاصة في جانب امتحان التوجيهي ، ليثبت لنا لاحقا، بعد النظر الذي أنتجته إدارته في جانب إعادة الامتحان لمسار مؤسسي صحيح خال من الشوائب، وعليه فواقع الأمر أن المستقبل مؤكد أنه يغذ الخطى نحو الأفضل ، وفق نهج مؤسسي عماده النجاح ومواصلته، لشركة هي الأنموذج في الحالة الاقتصادية الوطنية