صحيفة العرّاب

تقارير عبرية: الاحتلال يستعد لشن هجوم واسع على غزة

 يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى شن هجمات واسعة وعنيفة في قطاع غزة المحاصر، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الثلاثاء، نقلا عن مصادر شاركت في مداولات أمنية عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمشاركة قادة الجيش والأجهزة الأمنية.

 
وذكرت التقارير الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يستعد لتنفيذ هجمات واسعة وعنيفة في قطاع غزة، ردا على إطلاق القذائف الصاروخية وقذائف الهاون من القطاع والتي بلغ مجموعها نحو 40 قذيفة، مشيرة إلى أن الضغط الذي يمارسه مسؤولون في الائتلاف والمعارضة على الحكومة سيدفعها إلى تنفيذ "هجمات عنيفة"، رغم دعوات الوسطاء للتهدئة.
 
وطالب وزراء في حكومة نتنياهو بـ"استعادة الردع" و"أخذ زمام المبادرة" في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك إمكانية تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قادة في فصائل المقاومة، "حتى لو كان ذلك يعني الشروع في عملية عسكرية محددة ، هدفها ضرب رؤوس" فصائل المقاومة.
 
وذكرت التقارير الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يأخذ في الحسبان أن رده المحتمل قد يؤدي إلى جولة تصعيدية قد تستمر عدة أيام وإطلاق المزيد من القذائف الصاروخية من قبل فصائل المقاومة في غزة، إلا أنه يخطط "للرد بقوة وعلى نطاق أوسع من المعتاد".
 
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") عن مصدر سياسي مطلع على تفاصيل ما دار خلال المداولات الأمنية (لم تسمه)، أن "الرد الإسرائيلي يتوقع أن يكون في أسرع وقت ممكن، وأن جولة التصعيد الحالية قد تستمر لأيام وربما أكثر"، وأشارت القناة إلى استعدادات الجيش الإسرائيلي لاحتمالات إطلاق صواريخ من لبنان من قبل فصائل فلسطينية.
 
ويحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي في تراجع قدرة منظومة "القبة الحديدية" على اعتراض قذائف صاروخية، بحسب ما أفاد موقع "واينت" الإخباري، اليوم الثلاثاء، وذلك في أعقاب إطلاق فصائل المقاومة في قطاع غزة 22 صاروخًا صوب المستوطنات المحاذية للقطاع، اعترضت "القبة الحديدية" أربعة منها فقط.
 
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن 16 قذيفة صاروخية سقطت في مناطق مفتوحة، في حين سقط صاروخان في مناطق مأهولة، وكان من المفترض أن يتم اعتراضها بواسطة منظومة القبة الحديدية، وأسفر هذان الصاروخان اللذان سقطا في سديروت، عن إصابة 6 أشخاص بحالة طفيفة وشخص بحالة متوسطة الخطورة.
 
وبحسب "واينت"، فإن معدل نجاح عمليات الاعتراض التي نفذتها القبة الحديدية في مواجهة الرشقة الصاروخية التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم، تراجع إلى 67%، وهي نسبة منخفضة مقارنة بقدرات "القبة الحديدية" التي أعلن عنها الاحتلال الإسرائيلي في جولة التصعيد الأخيرة مع الفصائل في غزة.
 
وذكر التقرير أن نسبة نجاح القبة الحديدية في اعتراض صواريخ خلال العدوان الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة في آب/ أغسطس 2022، بلغت 96%، وهي أعلى نسبة حتى الآن خلال عملية عسكرية، واجهت خلالها 1,100 قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة.
 
وأشار إلى انخفاض في معدل نجاح القبة الحديدية سُجل كذلك في السادس من نيسان/ أبريل الماضي، حينما تم إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه شمالي البلاد؛ إذ كان يفترض أن يتم اعتراض 28 صاروخًا، والسماح لستة بالانفجار في مناطق مفتوحة، إلا أنه لم يتم اعتراض ثلاثة صواريخ - وكان معدل نجاح القبة الحديدية 92%.
 
من جانبها، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") أن جيش الاحتلال يفحص إذا ما كانت ورش البناء مدرجة في بيانات منظومة القبة الحديدية على أنها "مناطق غير مأهولة بالسكان"، وبالتالي تمتنع القبة الحديدية عن إطلاق صواريخ لاعتراضها.
 
وأشارت إلى أن ذلك قد يكون السبب الرئيسي في تراجع نسبة نجاح القبة الحديدية، في حين لفتت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تسقط فيها قذائف صاروخية تطلق من قطاع غزة في ورش بناء؛ وأفادت بأن المصاب في حالة متوسطة الخطورة الذي أصيب اليوم في ورشة بناء، هو عامل صيني.
 
وفي سياق متصل، هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه سيرد على إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، بعد ظهر اليوم، والتي جاءت على استشهاد الأسير خضر عدنان، فجر اليوم، بعد أن خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام دام 86 يوما، إثر إمعان الاحتلال في الإهمال وتجاهل تردي حالته الصحية.
 
وفي تصريحات صدرت عن نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أمير برغام، خلال تخريج كتيبة عسكرية، قال إنه "أؤكد لكم أن اجيش الإسرائيلي سيرد ويتصرف بطريقة حازمة وحثيثة من أجل إعادة الهدوء لسكان دولة إسرائيل"، في حين طالب قيادات في المعارضة ورؤساء مجالس محلية في الجنوب، الحكومة الإسرائيلية، بـ"الرد بقوة" على فصائل المقاومة.
 
 
 
** الاحتلال يستعد لـ"هجوم كبير" في قطاع غزة
 
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، عبر مراسليها العسكريين، إلى أن الاحتلال يستعد للرد على إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، في حين شددت على أن جيش الاحتلال يفضل أن "يبادر إلى عملية جدية وواسعة ويحدد" توقيت التصعيد في غزة، وألا "ينجر" للرد على قذائف المقاومة في غزة.
 
وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مداولات أمنية بعد إطلاق القذائف من غزة، بمشاركة وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، وغيرهم من القيادات الأمنية والعسكرية؛ في حين تجنب نتنياهو دعوة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، للمشاركة في الاجتماع.
 
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") نقلا عن مصدر مطلع شارك في المداولات الأمنية التي عقدها نتنياهو، أن الاجتماع خلص إلى أن جيش الاحتلال "سيرد في القريب العاجل على إطلاق القذائف من غزة"، وأشارت إلى جهود وساطة تبذلها أطراف دولية من بينها مصر وقطر والأمم المتحدة، في محاولة لاحتواء تصعيد ممكن.
 
وذكر موقع "واللا" أن جيش الاحتلال يستعد لـ"هجوم كبير في قطاع غزة"، مشيرة إلى أنه قد ينفذ "الليلة، ونقلت عن مصادر في الأجهزة الأمنية أن الوسطاء طالبوا الحكومة الإسرائيلية بـ"التهدئة"، غير أن الجيش الإسرائيلي يستعد لـ"رد قوي" في ظل الضغوطات التي مارسها مسؤولون في الائتلاف والمعارضة على حد سواء.
 
وقالت "كان 11" إن إسرائيل تترقب إطلاق مزيد من الصواريخ من غزة ولبنان، مشددة على أن الاحتلال سيرد بقوة على القذائف من قطاع غزة، حتى لو كانت تكلفة ذلك "اندلاع حرب"، علما بأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تصدر تعليمات خاصة لسكان مستوطنات "غلاف غزة" حتى هذه اللحظة.
 
 
 
** مسؤولون في المعارضة والائتلاف يطالبون بـ"رد واسع"
 
وأفادت التقارير بأن بن غفير طلب المشاركة في المداولات الأمنية، غير أن نتنياهو رفض دعوته، وقال مقربون من بن غفير، ردا على إطلاق الرشقة الصاروخية من قطاع غزة، إن "سياسة الاحتواء استنفدت نفسها. هذه المرة يجب أن يكون هناك رد واضح وحاسم" على فصائل المقاومة.
 
من جانبه، قال عضو الكنيست عن الليكود، داني دانون، في تصريحات للقناة 12، إن "الوقت قد حان للتوقف عن سياسة الاحتواء. رمضان انتهى والأعذار انتهت. لا يوجد الآن سبب للاحتواء. هذا هو الوقت المناسب لضرب من يؤذونا"، معتبرا أن المسؤولين في الحكومة "مطالبون باتخاذ قرار حازم بالرد".
 
وأعلن قادة في المعارضة الإسرائيلية تأييدهم لأي عملية عسكرية تقوم بها حكومة الاحتلال، بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة. وقال وزير الأمن السابق، بيني غانتس، في تغريدة على "تويتر" إن منظمات في غزة "ستدفع ثمن إطلاق النار تجاه المنطقة الجنوبية". وأضاف "إننا سنؤيد كل عملية أمنية حازمة".
 
وأكد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، أن أحزاب المعارضة ستدعم أي عملية في مواجهة فصائل المقاومة في غزة. من جهته، اعتبر زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، أن هناك "فوضى أمنية في حكومة اليمين، داعيا إلى "عدم التزام الصمت" إزاء ذلك.