الدكتور هيثم ابو خديجة
وتتواصل الهموم والأحزان على الرغم من مرور الأيام والأعوام على ذكرى وفاة فقيد قلبي وحبيب روحي والدي الأغلى، مضت ست سنوات على الحدث المؤلم وكأنه يقع اليوم، ويتجدد وجع الفقدان على وجهٍ حنت عيني لرؤية مبسمه، ونفسٍ يأنس الفؤاد بمجالسته.. ستة أعوام مرت على وفاة أبي ولا زلت أتذكر تلك الرجفة التي هزت قاع قلبي حين قبلت جبينه، وحقاً لا ألم يضاهي ألم فقده، ولا ذكرى أبشع من ذكرى رحيله، ولا حزن يفوق حزن وفاته.
وفاتك يا أبي كانت أعظم خسائري، وهزيمتي الوحيدة في مراحل حياتي.. ست سنوات من اشتياقي لك، وفي كل يوم أحنُ لرؤيتك، لحنانك، لضحكتك، وأشهد أنه لا أحد يشبهك يا أبي.. ووالله لقد اشتقت لك كثيراً، بقدر ما أتعبني رحيلك الذي انتزع منا قطعة من قلوبنا، وسيظل عزاؤنا فيك عمراً حتى نلتقي بك في مستقر رحمات الله ونعيم جناته إن شاء الله.
أبي الغالي: لا أملك لك إلا الدعاء، وأن أتذكر أيامنا سوياً عشناها معك، فيا ربي ارحم أبي تحت الأرض، ويوم العرض، يا رب مد له يد رحمتك ومغفرتك وعفوك.. وارحم ميتاً ما زال بداخلي حياً... أنت حسبنا ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون