استفاقت مدينة مراكش على وقع صدمة الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب، فجر السبت، مخلفًا 820 قتيلًا و672 مصابًا.
ويغطي الركام أزقة حي الملاح اليهودي القديم في وسط مراكش بعدما انهارت أبنية قديمة وتحطمت أسقف خشبية.
وتقول حفيظة صحراوية، من القاطنين في هذا الحي، لوكالة "فرانس برس": "المشهد أشبه بانفجار قنبلة".
وتضيف المرأة البالغة 50 عاما، والتي هرعت مع عائلتها للاحتماء في ساحة كبيرة عند مدخل الحي الذي تسكنه: "كنا نعد العشاء عندما سمعنا شيئا يشبه دوي انفجار. خرجت مذعورة مع أطفالي. لقد انهار منزلنا للأسف. لا نعرف إلى أين نذهب. لقد خسرنا كل شيء".
ومثلها، تروي مباركة الغبار إحدى جاراتها أن منزلها "دمّر" بالهزات الأرضية الارتدادية.
وتقول: "كنا نائمين عندما وقع الزلزال، انهار جزء من السقف ووجدنا أنفسنا عالقين في الداخل لكننا تمكنا أنا وزوجي من الفرار"، مضيفة أنها "عاشت كابوسا".
"أموت وحيدة" وإذا كانت مباركة وحفيظة محظوظتين بعدم فقدان أي فرد من أفراد عائلتيهما، خسرت فتيحة أبو الشواق قريبا يبلغ 4 سنوات.
وتؤكد هذه المرأة الثلاثينية التي كانت ويبدو عليها الإرهاق "ليس لدي القوة على التحدث".
وبحسب وسائل الإعلام المغربية، هذا أقوى زلزال يضرب المملكة حتى الآن.
وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريشتر وأن مركزه يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.
وفي هذه المدينة التي وقع فيها 13 قتيلا بحسب حصيلة أولية، لجأ مئات السياح وسكان أحياء متجاورة إلى ساحة جامع الفنا.
ونام الكثير منهم على الأرض، بعضهم من دون أغطية.
وثمة آخرون عجزوا عن النوم، مثل الثمانينية غنو نجم التي وصلت إلى مراكش من الدار البيضاء قبل ساعات قليلة من وقوع الزلزال.
وتروي نجم: "أتيت لزيارة المدينة مع ابنتي وحفيدتي. في المساء، خرجتا وبقيت أنا في الفندق. كنت أستعد للخلود إلى الفراش عندما سمعت صوت الأبواب والدرف تطقطق. خرجت مذعورة، اعتقدت أنني سأموت وحيدة".
تجربة صادمة على مسافة قصيرة، تقول رباب رئيس، إن الزلزال "خلف الصدمة الأكبر في حياتي".
وتؤكّد هذه الشابة البالغة 26 عاما وهي من سكان مراكش "رأيت الناس يركضون في كل مكان، كان هناك الكثير من الغبار بسبب انهيارات (المباني). كنت مرعوبة".
وتضيف: "إنها محنة مؤلمة، قلبي مع عائلات الضحايا".
وبالإضافة إلى مراكش، شعر بالزلزال العنيف سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة.
وخرج عدد كبير من الأشخاص إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم، بحسب صور نشرت على الشبكات الاجتماعية.
وفي فبراير/24 شباط 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريشتر محافظة الحسيمة على مسافة 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.
وفي 29 فبراير/ شباط 1960 دمر زلزال مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 12 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة