صحيفة العرّاب

علي سعادة يكتب : كنا موجودين طوال الوقت

 يمر من أمامك صحفي أو صحفية لم تقرأ له أو تشاهد أو تسمع مادة صحفية تستحق التوقف عندها وكأنه لا يراك ولا يرى من تعمدت أصابعهم بحبر المطابع.

كنا موجودين طوال الوقت..
يأتي كاتب أو كاتبة حين تقرأ له تخجل بينك وبين نفسك كيف تجرأ وطبع كل هذا السخف في كتاب، ثم تجده في كل الندوات أول من يمسك المايكرفون لينتقد الحالة الثقافية المتردية، بينما تخجل أنت أن تنغص على كاتب فرحته بإشهار كتابه فتجلس في أخر القاعة لتسمعه وتفرح معه وبه.
كنا موجودين طوال الوقت..
يدخل مسؤول يحيط به العشرات وكأنه قادم لفتح بيت المقدس، يسير بعنجهية وسط تصفيق المتملقين أو خوفهم من قسوته، وتكاد أن تصرخ في وجهه: نعرف تماما كيف أصبحت في هذا المكان.
كنا موجودين طوال الوقت..
أعرف عددا لا باس به من الصحفيين والصحفيات والكتاب لو أرادوا لوضعتهم الدولة في أكثر من منصب، لكنهم أثروا السلامة والابتعاد عن عالم ليس لهم، فلم يكتبوا إلا ما يقوله لهم ضميرهم ومهنيتهم، ولم ينهشوا لحم أحد أمام أحد. واكتفوا براتبهم أخر كل شهر.
كنا موجودين طوال الوقت..
صحفي قدير وأحبه واحترمه سأله صديقي أخر وهما يجلسان في وسط البلد عني :لماذا لم يحصل على سعادة على مكانة تليق به، رد عليه الزميل بان علي مريح رأسه وعازل حاله ولو أراد الوصول لوصل.
في التسعينيات عندما بدأت كتابة البورتريه في صحيفة الدستور، ونشر عدة دراسات وأبحاث، لفت ما اكتبه انتباه 4 رؤوساء وزراء، سأذكرهم بالاسم مع المحبة والاحترام وحفظ الألقاب: زيد الرفاعي وأحمد اللوزي وطاهر المصري وعلى أبو الراغب، والتقيت بهم، قال لي أحد روؤساء الحكومات: تعرف بيتي، لست بحاجة إلى أن تطلب أكتب ما تشاء على ورقة واتركه لي ولك ما تريد.
كنا موجودين طوال الوقت..
وسنبقى أن شاء الله موجودين طوال الوقت..بما يرضينا ونرضاه