انتقد حزب جبهة العمل الإسلامي ما عده حملة تشويه، تستهدفه من قبل جهات إعلامية وسياسية، منبهًا أن "الأردن وصل حالة الى "انسداد" سياسي، نتج عنها "تشوهات" أصابت الحياة العامة والخاصة".
وقال الحزب في بيان له أمس: "إن الإصلاح بات مطلبا ملحاً لا يحتمل التأخير، أو الإرجاء أو المماطلة، أو إضاعة الوقت أو إشغال الرأي العام والوسط الإعلامي والسياسي، واستنزاف الوقت والجهد".
وانتقد ما أسماه "محاولات الحيلولة دون حدوث تحول ديمقراطي، من شأنه تدشين بيئة صالحة للمشاركة الوطنية الحقيقية في صناعة القرار". مشدداً على أن تحقيق الإصلاح السياسي هو "المدخل الأساسي في عملية الإصلاح الوطني وعلى المستويات كافة الداخلية والخارجية، والجهود المبذولة خارج هذا العنوان مضيعة للوقت وهدر للطاقات”.
وربط حزب جبهة العمل الاسلامي قبوله الحوار مع الادارة الامريكية بالتطور الايجابي بشأن الانسحاب الامريكي من العراق.
وقال الحزب في بيان اصدره أمس بشأن الاصلاح السياسي في الاردن ان قرار رفض اللقاء مع الادارة الامريكية الرسمية جاء على خلفية الاحتلال الامريكي للعراق وان الوضع مرهون بالتطور الايجابي في هذا الشأن وبخلاف ذلك فان موقفنا من سياسة الحوار بين الثقافات والحضارات واضح وبيّن ومعلن.
وزاد ونرى في ذلك ميزة حضارية لصالح الحركة في حوارها وادارتها للاختلاف مع الاخر ما لم يكن مصحوبا بالاحتلال فالمقاومة عندئذ هي اسلوب الحوار.
ويتزامن البيان مع الضجة الاعلامية التي أثيرت مؤخرا حول زيارة نائب أمين عام حزب الجبهة الدكتور ارحيل غرايبة لواشنطن ومشاركته في حوارات مع مؤسسات بحثية امريكية.
وأكد امين عام حزب الجبهة زكي بني ارشيد ان هذه الدعوة تأتي تأكيدا على مواقف الحركة الإسلامية من أية مبادرات جرى الحديث عنها مؤخرا.
وربط البيان بين البدء في الاصلاح وضرورة المشاركة والتوافق الوطني القائم على التعددية واحترام الرأي الآخر والتوقف عن ممارسة الاقصاء والاحتكار او الاستئثار بالسلطة والقرار.
وأشار أن البيئة والخصوصية الاردنية وطبيعة العلاقات المجتمعية قادرة على انتاج مشروع اصلاحي وطني مستفيدة من التجارب الديمقراطية الناجحة وليس استنساخا او استيرادا او املاء لاي مشروع او تجربة اخرى خارج الحدود.
وشدد الحزب على ان المصالح الوطنية من ثوابت الحركة الاسلامية التي تسعى لتعزيز الاستقلال والسيادة الوطنية وترفض الاستعانة او الاستقواء بالاجنبي ضد الوطن او تحويله بحسب البيان الى ساحة لتقديم خدمات لوجستية او مخفر للتحقيق والاعتقال او مركز لتدريب الشرطة العراقية في خدمة الاحتلال الامريكي او تدريب الشرطة الفلسطينية في خدمة الامن الصهيوني.
وقال الحزب انه كان ضحية الاستقواء بالنفوذ الاجنبي وغطرسة الادارة الامريكية التي اخترقت السيادة الاردنية بحسب البيان ومورست ضدها بالتعاون مع بعض المسؤولين اسوأ انواع التحريض .
ووصف البيان التدخلات الاجنبية في الشأن المحلي بالسافرة واتهمها بصنع تشريعات وقوانين مثل قانون الصوت الواحد المجزوء لمصادرة إرادة المواطنين وقمع حرياتهم وحقهم في التعبير وباركت التزوير بالانتخابات النيابية والبلدية لاسوأ انتخابات في تاريخ الاردن عام 2007 وما نتج عنها من مجالس عاجزة عن القيام بمهامها الدستورية وفاقدة لثقة المواطنين.
وفيما أكد الحزب احترامه للرأي المعارض ايا كان مصدره حذر ممن وصفهم بالمزايدين الذين يسيئون الى الوحدة الوطنية والنسيج المجتمعي لتحقيق منافع شخصية او مكاسب فئوية معربا عن استغرابه من صمتهم عن الفساد عندما يكون مستوردا وفي المقابل يعملون على إثارة كل انواع الشبهات والغبار عند كل محاولة وطنية للإصلاح.