قال الجنرال العسكري الإسرائيلي اللواء في الاحتياط، إسحاق بريك: "لا تصدقوا الجيش الإسرائيلي والمحللين الإسرائيليين، فلا حل لأنفاق حماس، فهم يقدّمون (قادة الجيش) صورة خاطئة عن آلاف القتلى من حماس، ويواصلون تزوير صور من هذا النوع، كما لو أنهم لم يتعلموا شيئاً".
وأشار بريك في تحليل، لصحيفة /هآرتس/ العبرية، اليوم الثلاثاء، أن "عدد من قتلوا من قوات حماس، أقل بكثير مما يروج له، وأن أغلب من قتلوا من الجنود والضباط الإسرائيليين سقطوا نتيجة لقنابل حماس وصواريخها المضادة للدبابات".
وأعرب عن اعتقاده بأن "الجيش الإسرائيلي لا يمتلك حاليا وسيلة ناجعة وسريعة للقضاء على أعضاء حماس، الذين يتواجدون في الأنفاق ولا يخرجون من فتحاتها إلا لزرع القنابل ونصب الأفخاخ المتفجرة وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على مركباتنا المدرعة، ثم يختفون مرة أخرى داخل الأنفاق"، على حد تعبيره.
ومن الواضح، وفقا لبريك، أن "المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكبار مسؤولي الدفاع يريدون تصوير الحرب على أنها نصر عظيم، وذلك قبل أن ينقشع غبار المعركة وتتضح الصورة الحقيقية".
ولتحقيق هذه الغاية، يقومون بـ"إحضار مراسلين من القنوات التلفزيونية الرئيسية إلى غزة لعرض صور النصر، لتصبح هذه الحرب هي الأكثر تصويرا التي شنتها إسرائيل على الإطلاق، وربما أي حرب شنت حتى في العالم أجمع"، وفقا للجنرال المتقاعد.
لكن مثل هذا "التبجح بعرض صور النصر"، يقول بريك في تحليله بصحيفة هآرتس، "حتى قبل أن نقترب من تحقيق أهدافنا قد يكون مدمرا للغاية.. وكان الأفضل أن نظل أكثر تواضعا".
وبخصوص أنفاق حماس، يؤكد بريك أن "تدميرها سيستغرق سنوات عديدة، وسيكلف إسرائيل خسائر فادحة"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي نفسه "يعترف الآن بوجود مئات الكيلومترات من الأنفاق في أعماق الأرض وهي تربط طول غزة وعرضها"، وفق زعمه.
وشدد الجنرال المتقاعد على أن "وهم ردع حماس هو الذي جعل إسرائيل تهمل توجيه خبرائها لدراسة وتخطيط وتصنيع المعدات المناسبة للحرب تحت الأرض، وهو ما جعلها اليوم تحاول ارتجال الحلول".
وارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 495 منذ 7 تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، بينما بلغ عدد القتلى منذ بدء العدوان البري على غزة، في الـ27 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أكثر من 161 قتيلاً، وفق ما يعترف به الاحتلال.