في حوار شامل، تحدّث معالي وزير الداخلية في جمعية الشؤون الدولية مساء الثلاثاء في مختلف قضايا الأمن؛ من السياسة حتى المخدّرات، ونظرًا لأهمية بعض جوانب الحديث، أنقل بعض ما يمكن نقله.
وقبل ذلك، أعلن أن معاليه 'أعدّ درسه'، وأحاط بأبعاد أمنية عديدة، مع أن قضايا التكتيك أخذت مساحة أكثر من الأبعاد الاستراتيجية.
تحدث معاليه في قضايا السجون، والمخدرات، واللاجئين، وعلاقة الأمن بالقيم المجتمعية، وأعترف أنني كنت معجبًا فيما قدمه من معلومات عكست ثقافة وإلمامًا، لم نعتد أن نسمعها من أمنيّين، وعسكريّين! على سلامة الجميع.
(01)
الأمن والقيم المجتمعية
لأول مرة أسمع بكلفة القيم المجتمعية على الأمن من الأمنيّين. فهذا موضوع باحثين اجتماعيّين، يفترض أن يتحدثوا عن القيم، والسلوكات، والأخلاقيات كافة، وكلفتها الأمنية، حيث يختلط الأمني بالاجتماعي. فالمفاخرة، والمنافسة، والكرم والشجاعة، والنظافة والاحترام، والموقف من القانون عرفناها قيَمًا أكثر مما عرفناها أثمانًا أمنية!
وضع معاليه المعادلة الآتية:
هناك علاقة عكسية بين ارتفاع المستوى القيمي للفرد والمجتمع، وانخفاض الكُلّف الأمنية. ومن أمثلة ذلك: سلوكاتنا في صف سياراتنا، وإطلاق النار في الأفراح، وتكدّس السيارات أمام أماكن العبادة، وأماكن الاحتفالات، والمناسبات، وما لها من انعاكسات أمنية. وهذه معادلة طبيعية؛ لأننا إذا افترضنا أن المواطنين ملائكة، فلن يكون لدينا أي خلل أمني!! هنا، يجب أن ندرك العلاقة بين التربية والأمن، وهذا كان أحد أسئلتي عن مهدّدات استراتيجية للأمن!
(02)
مهدّدات ناعمة للأمن!
سألت معاليه ثلاثة أسئلة:
- هل يُعَدّ توهين العلاقة بين المواطن والمؤسسة الرسمية تهديدا للأمن؟
- هل ممارسة التدوير في القيادات تهدّد _استراتيجيًا _الأمن؟
- هل ما يتعلمه الطلبة في المدارس عبر المناهج يهدّد الأمن؟
إجابات معاليه عن معظم الأسئلة قد تكون مقنعة لي ولكثيرين؛ ولأمر ما؛ لم يشأ الإجابة عن أي من أسئلتي الثلاثة! ولولا بعض إصرار مني لضاعت جميع أسئلتي.
المهم؛ ركز معاليه على سؤال التدوير مفترضًا أن المدوّرين متفوقون، ومن حقهم أن يبقوا بسبب ذلك، بل من حق الدولة أن تتمسك بهم! وبرأيي لم أجد أيٌ عبقرية في سلوك معظمهم.
وبقيت أسئلتي تبحث عن إجابات برغم نعومتها!
(03)
كنافة ناعمة، وأمن ناعم!!
في حديث مازح بعد الندوة، كان معاليه يحمل طبقًا من الكنافة الناعمة، بينما كنت أحمل كنافة خشنة؛ قلت: لاحظ الفرق معاليك: أنت تميل للكنافة الناعمة، وأنا أميل للخشنة مع أن أسئلتي ناعمة، والأمن خشن!
قال معاليه: وهل يجب أن يكون العكس؟
المهم، على الرغم من أهمية الأمن الناعم، وخطورة تهديدات القضايا الناعمة، فهناك من لا يهتم بخطورة سلوكات ناعمة تمارسها الدولة!
بقيت أسئلتي من دون جواب!
(04)
اعتراف
أسجل لمعالي وزير الداخلية:
- أنه بهيبة وزير داخلية، وبمرونة وزير دبلوماسي، وبسَعة وزير ثقافة، وبحجم مواطن!!
مازن الفراية،
كل التقدير والاحترام،،،