على الرغم من التحذيرات الأميركية المتكررة من تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي هجوماً برياً واسعا على مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، إلا أن التحضيرات جارية على ما يبدو على قدم وساق.
فقد كشف مسؤولان أميركيان اليوم الثلاثاء إن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي حشد قوات على أطراف رفح تكفي لتنفيذ توغل شامل في الأيام القادمة.
وأضافا أن مسؤولين أميركيين كبار غير متأكدين مما إذا كانت تل أبيب اتخذت قرارا نهائيا بشن هجوم شامل على المدينة المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، وهو ما سيمثل تحديا مباشرا لإدارة بايدن، وفق ما نقلت شبكة 'سي إن إن'.
لكن أحد المسؤولين الاثنين حذر من أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينته من إجراء التحضيرات الكافية، بما في ذلك إقامة البنية التحتية المتصلة بالغذاء والصحة العامة والإيواء قبل الإجلاء المحتمل لأكثر من مليون نازح فلسطيني يقيمون حاليا في غزة.
الخط الأحمر
وإذا مضى الاحتلال في شن عملية برية كبرى في رفح فإنها بذلك ستخالف تحذيرات توجهها لها الولايات المتحدة منذ شهور بالتخلي عن القيام بهجوم شامل.
كما ستطيح بـ 'الخط الأحمر' الذي رسمه لها بايدن سابقاً، حيث أكد في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي أن الهجوم الإسرائيلي الواسع على رفح مرفوض، ويمثل تخطياً للخطوط الحمراء.
كما أكد الرئيس الأميركي في مقابلته هذه لشبكة (سي.إن.إن) أن بلاده ستعلق المزيد من شحنات الأسلحة لإسرائيل إذا اتخذت تلك الخطوة.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان أعاد التحذير أمس الاثنين من أن 'أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأ.
في حين أعلنت تل أبيب أن 'عملياتها الحالية محددة وليست عمليات عسكرية شاملة'، وفق زعمها.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت طلبت يوم السبت الماضي إخلاء المزيد من الأحياء في شرق رفح، داعية قاطني مخيمات رفح والشابورة والأحياء الإداري، والجنينة وخربة العدس في بلوكات 6, 7, 8, 9, 17, 25, 26, 27 و31 إلى إخلائها فورا.
فيما أفادت مصادر مطلعة بأن الحكومة الإسرائيلية المصغرة اتخذت قرارا 'بتوسيع عملياتها العسكرية في رفح، بشكل محدود'، بما لا يتجاوز الخط الأحمر الذي رسمته الولايات المتحدة سابقا.
وكان ملف اجتياح غزة الذي تتمسك إسرائيل به من أجل 'هزيمة حماس'، وفق اعتقادها، وتر العلاقة مع إدارة الرئيس بايدن بشكل غير مسبوق منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي