افتتحت وزيرة الثقافة مؤتمر الكرامة الذي نظمه اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الحالية، بحضور العميد الركن مصطفى الحياري، مندوبا عن القوات المسلحة، ومندوب مدير الأمن العام في المركز الثقافي الملكي، والقى الشاعر عبد الرحمن مبيضين قصيدة في ذكرى معركة الكرامة الخالدة.
استذكر المشاركون في مؤتمر 'معركة الكرامة-الجيش العربي الأردني' الذي نظمه الاتحاد بالتعاون مع إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ38، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي، بطولات القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، في معركة الكرامة الخالدة.
قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار: إن الأردن بقيادة الهاشميين مستمر بوجوده وتعاضد أبناء شعبه، وهو الوطن الذي يجمع ولا يفرق، ويقبل التنوع والاختلاف، بالرغم من وجوده في محيط مضطرب ونعيش في أيامنا هذه تحديات قاسية محيطة بنا، مشيرة الى أن حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة أثرت على كل بيت أردني.
وأكدت أن صمود الأردن ينبع من ثوابته الوطنية الواضحة، وأن الأردن مستمر بدعم صمود الأهل في غزة وكل مدن فلسطين المحتلة، لافتة إلى أن مهرجان جرش حمل رسالة واضحة بحيث انه أعاد موضعة نفسه كمهرجان ثقافي.
ونوهت بدور الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأن الأردن دائما يبقى صوت الحق والعدل في المنطقة.
وقدرت عاليا دور القوات المسلحة الأردنية في بناء نهضة الأردن، وبطولاته في الدفاع عن الأردن وفلسطين حيث روى شهداؤه بدمهم الطهور ثرى فلسطين.
وقالت النجار إن هذا الوطن سيبقى يعتز بامتداد حضاراته على مدى الآف السنين، منوهة بالإنجازات التي حققها الأردن على امتداد مئويته الأولى وخصوصا ما تحقق في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحتفل الأردن باليوبيل الفضي لتسلم جلالته سلطاته الدستورية.
وأشارت إلى أن الوزارة قامت بتعزيز البنى التحتية لها بما نسبته 96 بالمئة من المراكز الثقافية في جميع أنحاء المملكة، علاوة على النشاطات والفعاليات الثقافية والفكرية ومساحات من الإبداع وبناء الوعي والحوار الدائم.
وأشار مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر؛ إلى أن التعاون والتشاركية بين القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي ووزارة الثقافة بدأت من خلال البرنامج التدريبي في إدارة الوثائق الذي تنظمه دائرة المكتبة الوطنية، بالتعاون مع الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية
وبين أن البرنامج الذي يعد الثاني من نوعه هذا العام، يقدم التوعية والتدريب على فهرسة وتصنيف وتزويد المعلومات لطالبيها، والتدريب على مأسسة إجراءات حق الحصول على المعلومات، والتدريب على الأرشفة والتأريخ.
وقال إن هذا التعاون يأتي في إطار مبادرة الوزارة بالتشاركية التي ندعمها ونثمن هذا الجهد الجمعي الهادف إلى استدامة التنمية، والذي يعد من جوهر مهمات القوات المسلحة، مؤكدا أن القوات المسلحة مستمرة في إطار هذا التعاون، ونقدر هذه المبادرات ونثمنها.
وأكد العميد الركن الحياري أن القوات المسلحة تدعم أي فعالية ثقافية تحمل بعدا وطنيا، وتهدف لتسليط الضوء على الإرث التاريخي من المسيرة المستمرة في تاريخ الأردن العسكري المشرف، مثمنا مشاركة رفاق السلاح من الضباط المتقاعدين في جلسات المؤتمر.
وقال إنه من أجل المحافظة على الأمن في حالتي الحرب والسلم، فإن المؤسسة العسكرية تدعم الجهد الجمعي الهادف إلى استدامة التنمية، والذي يعد من صميم مهمات القوات المسلحة الأردنية الباسلة.
وأشار مدير الإعلام العسكري إلى حضور ثلة لفعاليات هذه المؤتمر من الجنود البواسل الذين يرابطون على الحدود مع فلسطين والتي سيبقى الجيش العربي هو المدافع الأول عنها وتضحياته في معركة الكرامة شاهدة على ذلك.
وقال "ستبقى قواتنا المسلحة هي سياج الوطن وحامية الدستور الأردني في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية".
وفي كلمة له قال رئيس الاتحاد عليان العدوان: نظمنا مؤتمر الكرامة في مهرجان جرش للثقافة هذا العام، خدمة للحركة الثقافية الاردنية عبر مشاركة فاعلة أدبية تعكس المستوى الثقافي والحضاري الذي وصل له الاردن. من منطلق الاعتزاز بالفكر الاردني والعربي الإسلامي والمبادئ التي قام عليها الاردن الحديث وسعي الاتحاد بجميع الاطياف الأدبية الفكرية، لابراز قدرات المبدعين وتنميتها وتوسيع دوائر ثقافتهم ومنها هذا المؤتمر الذي شارك فيه قادة من قيادات الوطن العسكرية من قدامى المحاربين والمتقاعدين والتواصل مع القادة الجدد العاملين في قواتنا المسلحة والامن العام، والإعلام العسكري، وقدم العدوان الشهادات التقديرية للمشاركين في المؤتمر.
تلا ذلك انعقاد أولى جلسات المؤتمر، والتي أدارها الدكتورعزمي حجرات، تحدث الفريق المتقاعد على سلامة الخالدي عن مواقف البطولة في معركة الكرامة ومقارنة الخسائر، وقدم نبذة تاريخية عن بلدة الكرامة قبل عام 1948 كمنطقة زراعية، مشيرا إلى أنه حينما وقعت نكبة عام 1948، تدفق أهل فلسطين إليها بعدد كبير، وزارهم المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبد الله الاول إبن الحسين واجتمع بهم وتفقد أحوالهم، وبعد عام 1967 ازداد عددهم نتيجة الحرب، وقامت القوات الاسرائيلية باستهدافها.