قد يبدو التدريب العملي متطلباً جامعياً يقود إلى التخرج فقط، لكنه في الواقع يلعب دوراً أكثر أهمية في سوق العمل للمتدربين بكل تأكيد ولكن للشركات بصورة لا تقل أهمية.
بحسب الإحصاءات العالمية فإن التدريب العملي يمكّن الشركات من توفير النفقات بحوالي 2 مليار دولار سنوياً كل عام. قد تكون هذه الأرقام دافعاً للشركات لإعادة موضعة التدريب العملي ليكون مكوناً هاماً ضمن استراتيجيتها الخاصة بالموارد البشرية الساعية إلى تحقيق أهداف متنوعة تشمل ضمان التنوع بين الموظفين، وتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، خصوصاً أن حوالي 750 ألف امرأة تشارك في برامج التدريب الوظيفي حول العالم، واستقطاب المواهب الشابة والمساهمة في تقليص نسب البطالة وغيرها.
النهج الاستباقي الذي يتسم به نموذج العمل في أورنج الأردن ينطبق على الموارد البشرية كذلك، حيث تنفذ الشركة برنامجاً تدريبياً متكاملاً يهدف إلى تعزيز المخرجات المرتبطة ببرامج التدريب الوظيفي، وتمكين المتدربات والمتدربين من إطلاق العنان لمواهبهم ومهاراتهم وإتاحة الفرصة لهم للانخراط في سوق العمل بصورة 'واقعية' تجهزهم للمشهد بصورة فاعلة، تدمج الواقع بالأهداف وتتيح الفرصة ل 'بذور الطموح' كي تثمر مهنية ونجاحاً وتقدماً ونمواً شخصياً وعملياً في بيئة عمل خصبة وداعمة وترحب بالنمو.
التدريب العملي في شركات تكنولوجيا المعلومات: ركيزة نمو القطاع
تكتسب الأصوات الداعية إلى استقطاب المزيد من المتدربات والمتدربين إلى الشركات العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبالغ عددها في الأردن ألف تقريباً، المزيد من الاهتمام والدعم كل يوم بالنظر إلى الإدراك الوطني بأن هؤلاء الشابات والشباب هم من سيقودون مستقبل القطاع في المملكة، وبالتالي يعد احتضانهم في مراحل مبكرة ضرورة.
يحظى المتدربون المنضمون إلى أورنج الأردن بفرصة الاحتكاك المباشر مع نخبة من أبرز الخبراء العاملين في القطاع، فضلاً عن تمكينهم من استكشاف أبرز المجالات التي يرغبون التخصص بها وكيفية تحويل طموحهم إلى خطوات عملية لبدء مسيرتهم المهنية والتي قد تكون بدأت بالفعل!
موسى الخب ويارا القيسي ومروة عمايرة، ثلاثة متدربين في أورنج الاردن، قدموا خلال فترة تدريبهم أداء متميزاً وضعهم على بداية طريقهم العملي، فيما أضيفت قصصهم إلى لوحة الشرف التي تقدم من خلالها أورنج الأردن نموذجاً لشركات تكنولوجيا المعلومات التي تؤمن بأهمية التدريب الوظيفي كركيزة واستراتيجية.
أصوات من أورنج
يقول موسى خريج هندسة الاتصالات من جامعة اليرموك والذي بدأ تدريبه في 2021 لمدة ستة أشهر، إن تجربة التدريب في الشركة كانت واقعية جداً ما أذاب الفوارق بين 'التدريب' و'التوظيف' خصوصاً أن أورنج حرصت على الاعتماد على قدرات المتدربين خلال فترة التدريب والانخراط الحقيقي في بيئة العمل ما ساعد على الانتقال السلس من متدرب إلى موظف.
وأضاف موسى بأن بيئة العمل تتسم بالمرونة والانضباط، والتحفيز المستمر على التعلم وتعزيز المهارات خاصة وأن مجال العمل ديناميكي ومتغير بشكل متسارع الأمر الذي أسهم في حصوله على ترقية وظيفية من Junior إلى Senior نظراً لأدائه المتميز ما يقدم دليلاً على التطور الوظيفي في أورنج.
أما يارا التي تخرجت بتخصص الهندسة الصناعية، فقد كان العام 2022 بالنسبة لها متميزاً، حيث التحقت فيه كمتدربة، وقبل انتهائه تم تعيينها لتصبح موظفة رسمية في الشركة.
وتؤكد يارا أنها رأت في أورنج الأردن حلماً مهنياً، فخلال فترة تدريبها جذبتها بيئة العمل والتعاون بين الموظفين في كافة الأقسام والتخصصات، كما استشعرت روح التعاون والدعم التي يقدمها موظفو الشركة للمتدربين، لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم وإخراجهم من إطار المواد النظرية إلى التطبيق العملي من خلال عمل الشركة اليومي.
وأضافت بأن الخبرات الكبيرة في الشركة كانت مصدراً لتغذية طموحها لتتضافر أمامها عوامل النجاح حتى تبدأ في تحقيق أحلامها من خلال الانضمام إلى عمل مستقر ومستدام ومتطور ما انعكس على تطورها الشخصي كذلك.
لم تختلف تجربة المهندسة المدنية مروة عن زملائها، حيث بدأت فترة التدريب عام 2023 وتمكنت من تعزيز معارفها في مجال تحليل البيانات في الجوانب المالية وتحقيق الربح من خلالها وذلك بصورة عملية خصوصاً عقب توظيفها ما عزز من المعارف النظرية التي اكتسبتها في هذا المجال.
وعبرت عن سعادتها بالتنوع الذي تتسم به تجربة العمل في أورنج حيث حظيت بفرصة العمل مع موظفين من ثقافات مختلفة ما أثرى تجربتها على المستوى الشخصي كذلك.
وقالت إن قدرتها على تجاوز التحديات وتحقيق الفائدة القصوى من التدريب ضاعف من طموحها وقدم مثالاً ناصعاً بأن المثابرة والدعم والعمل الدؤوب هي مكونات معادلة النجاح في بيئة تحتفي بالنجاح.