صحيفة العرّاب

الصمت الانتخابي يبدأ .. ما قصته والفائدة منه؟

 - مع دقة ساعة منتصف الليل وبدء يوم لإثنين 9 أيلول، بدأ الصمت الانتخابي لحظاته الأولى التي تسبق يوم الاقتراع بـ 24 ساعة ليتوقف المرشحون للانتخابات البرلمانية عن أي نشاطات دعائية لحملاتهم.

يوم الاقتراع الذي يترقبه الأردنيون، منذ لحظة الاعلان عنه لما له أهمية في التعبير عن رأيهم عبر اختيار المرشحين، الّا أنه يسبق بيوم صامت يوقف اشكال الدعاية لغايات عديدة، فما هو الصمت الانتخابي وما الفائدة منه؟

يعرّف أمين عام وزارة الشؤون السياسية الدكتور علي الخوالدة، الصمت الانتخابي بأنه الفترة المحددة من قبل قانون الانتخاب، والتي تسبق يوم الانتخابات، ويمنع فيها اقامة اي نشاط مرتبط بالحملة الانتخابية، اذ تتوقف فيها جميعا الأنشطة المتعلقة بالحملات الانتخابية ولا يسمح لأي مرشح او قائمة أو حزب أو شخص من المواطنين أو الصحفيين أو السياسيين بالمشاركة في أي نشاط متعلق بالانتخابات هدفه التأثير على توجهات الناخبين وآرائهم، ويمنع فيه المترشحون من القيام بأي عملية تندرج ضمن الترويج والدعاية وكسب ود الناخبين.

وحول الوقت المحدد لانطلاق الصمت الانتخابي، أوضح الخوالدة أن القانون الأردني نص في المادة 1/20 ان تكون الدعاية الانتخابية حرة وفقا لأحكام القانون، ويسمح القيام بهــا مــن تــاريخ قبول طلب الترشح، على أن تنتهي قبل 24 ساعة من اليوم المحدد للإقتراع'، وحيث حدد يوم الثلاثاء 10 أيلول يومًا للانتخابات، فإنّ الصمت يبدأ مع أول دقائق يوم الإثنين.

وحول دور وسائل الاعلام خلال فترة الصمت الانتخابي، أكد الخوالدة ضرورة قيامها بتثقيف الناخبين من خلال حشدهم في اتجاه المشاركة في الانتخابات عموماً وليس لمصلحة مرشح معين إضافة إلى الحديث عن أهمية المشاركة وشكل الورقة الانتخابية، وكيفية التصويت وأماكن التصويت واللجان الانتخابية وغيرها من المعلومات التثقيفية.

وعن سبب اعتماد الأردن للصمت الانتخابي، أفاد بأنه نظام معمول به في معظم دول العالم، وخاصة في الديموقراطيات الكبيرة، وقد تختلف الدول في مدته او بعض تفاصيله، حيث رصدت عمون، بعض الدول التي لم تنص عليه ومنها بلجيكا والسويد، لكنها تحظر القيام بالحملات الانتخابية يوم الانتخابات داخل مراكز الاقتراع وعلى مقربة منها.

وحول مبررات وجود الصمت الانتخابي، عزا الخوالدة ذلك إلى نقاط عديدة، أولها خلق مناخ هادئ يسمح للناخب باتخاذ القرار الصائب والموازنة بين الأطراف المتنافسة، إضافة إلى تمكين الناخبين من حسم مواقفهم اتجاه المترشحين بعيدًا عن أي تأثيرات إعلانية أو إعلامية.

كذلك فإنّ الصمت الانتخابي وفق الخوالدة، يجنب الناخبين من الوقوع في حالة من الإرباك قبل ساعات من الاقتراع، ويدفعهم لأن يأخذوا قرارهم بمعزل عن المؤثرات الخارجية.

وتابع أنّ ذلك يهدف أيضًا لعدم التأثير على عمل الهيئة المستقلة للانتخاب في التحضير ليوم الاقتراع وإرسال اللجان وغيرها من الأعمال لضمان شفافية ونزاهة وعدالة الانتخابات.

من ناحيته، أوضح الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخابات محمد خير الرواشدة لـ عمون، أن الصمت الانتخابي يعني وقف جميع أشكال الحملات الانتخابية والدعاية قبل يوم الاقتراع بأربعة وعشرين ساعة، تبدأ من فجر الإثنين وحتى فتح صناديق الاقتراع في تمام الساعة السابعة.

وعن الغاية من الصمت الانتخابي، قال الرواشدة إن الهدف هو محاولة تطبيق مبادئ العدالة الانتخابية في المنافسة بين المرشحين خلال الساعات التي تسبق موعد فتح صناديق الاقتراع.

وفي حال خالف المرشح الصمت الانتخابي، أكد الرواشدة لـ عمون أن الحديث في العقوبات يجب أن يؤطّر ضمن مسألة طبيعة المخالفة، ومدى مساسها بالفكرة من الصمت الانتخابي، لذلك نحتاج للمعرفة والتأكد من وقوع المخالفة، وهناك قوانين تضمن التزام الجميع وهي رادعة في فرض سيادة القانون على الجميع.

على الجانب النفسي، أكد لطبيب النفسي عمر الفاعوري، أهمية الصمت الانتخابي لكل من الناخب والمرشح، اذ تتيح للناخب الفرصة للتفكير بالخيارات المتعددة المتاحة امامه بعيدًاعن الدعاية والضغوط المستمرة، اضافة إلى ان الصمت الانتخابي يحمي الناخب من التضليل وحملات التأثير على قراره في اللحظات الأخيرة التي قد تحتوي على معلومات مضللة او شعارات مبالغ فيها، إضافة إلى إسهامه بمنع الفوضى الاعلامية والتحريض المتواصل على اختيار مرشح دون غيره وهو ما يخلق بيئة تساعد الناخبين على الاستعداد لليوم المنتظر دون تشتت.

أما ما يتعلق بفائدة الصمت الانتخابي للمرشح، فهو يسهم بضمان تكافؤ الفرص بين المرشحين وعدم استغلالهم للمال بهدف التأثير على ارادة الناخبين، وهو ما يعزز عدالة العملية الانتخابية، اضافة الى انه يظهر احترامه للقوانين ولنزاهة العملية الانتخابية عند التزامه بهذه المدة، وهو ما قد يزيد من ثقة الناخبين فيه.