أججت حلقة تلفزيونية للكاتب المصري محمد حسنين هيكل تناول فيها بشكل مرفوض جزءا من ملامح تاريخ العائلة الملكية الهاشمية في الأردن موجة من الغضب السياسي والإعلامي على الساحة الأردنية. وليست هي المرة الأولى لهيكل الكهل الثمانيني العمر التي يتناول فيها مثل هذا التاريخ في شكل يتعمد فيه الإساءة للأسرة بانية التاريخ الأردني الحديث ووريثة الثورة العربية الكبرى التي فجرت الشعور القومي عند العرب في بدايات القرن الفائت بعد سبات امتد خمسمائة عام تحت نير الاحتلال العثماني.
ورفضت الساحة السياسية الأردنية بكل أطيافها هذا الهجوم المبتذل وغير الحقيقي الذي تناوله هيكل في حلقة على قناة الجزيرة، حيث كان من الواضح خلال الحلقة والحلقات السابقة محاولته تشويه الصورة وتغيير الحقائق لاحداث بلبلة على الساحة السياسية.
* المقالات الثلاثة
وتنشر (العراب) في الآتي نص المقالات الثلاثة التي تناولت الرد على هيكل الذي عرف عنه في السنوات الأخيرة تناول مسائل ذات صفة حساسة وعفا عليها الزمن ..
جناية هيكل وترّهاته
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتب - المحرر السياسي
مرة اخرى يعود محمد حسنين هيكل الى الأضواء، بعد أن انحسرت عنه وغاب عن السمع والبصر، فاكتشف ان احداً لم يعد بحاجة الى خدماته وهي في واقع الحال ليست خدمات بل أكاذيب وافتراءات، دأب هذا الصحفي الذي ظن انه كبير وأنه لامع، على اختراعها بين الفينة والاخرى لأن خريف العمر قد داهمه ولأن العصر الذي راكم فيه الثروة والحظوة قد انقضى فراح يعتاش على المهنة الوحيدة التي اتقنها وهي صناعة الأكاذيب وتزوير الحقائق والاتكاء على أحاديث ووقائع من مخيلته وخصوصاً ان معظم إن لم يكن كل الذين يستند اليهم هذا المهرج الكبير هم من الأموات الذين لا يستطيعون تفنيد ما يقوله الصحفي الكبير كما يحب ان يوصف اضافة الى ان الوثائق التي يعتمدها في أحاديثه المتلفزة أو مقابلاته الصحفية المرتبة أو محاضراته التي تفيض نرجسية وغروراً وادعاء، انما هي وثائق مزيفة ومشكوك في صحتها ومطعون في مصداقيتها وهو غالباً ما يلجأ الى الزعم انه يمتلك النسخة الوحيدة، ما يعني ان الرجل ودّ أن يبقي نفسه في مأمن من اكتشاف التزوير والتجني والاساءة الى الأموات والأحياء وبخاصة الى التاريخ الذي يجب ان يكتب بنزاهة وتجرد واخلاقيات بعيدة عن الرشاوى والتملق والتزلف والتزوير..
ولأن ''كتاب'' هيكل بات مفتوحاً بل مفضوحاً، فإن ما يورده الرجل من اراجيف وافتعالات يندرج في باب الردح وتصفية الحسابات وتسديد الفواتير للأسياد الذين دفعوا ثمن ما يكتبه هذا الصحفي صاحب الدور المعروف في تخريب العلاقات العربية العربية منذ ستينات القرن الماضي وزادوا على الأرصدة التي سمحت لصحفي مثله ان يكون مليونيراً ينعم بالنزول في فنادق الدرجة الاولى ويدخن السيجار الفاخر ويسكن على النيل ويمتلك المزارع.
لسنا في صدد الدفاع عن الأردن عندما نشير الى تخرصات هيكل او اكاذيبه، فالدور الاردني في الدفاع عن قضايا الامة العربية مشهود ومعروف وكتبه التاريخ بحروف من ذهب وبخاصة ما سجله الهاشميون منذ عقود طويلة ولم تكن الثورة العربية الكبرى سوى الاشارة والدليل على الهدف الذي سعى اليه الهاشميون عندما وطدوا العزم على لم شمل العرب ووقف المؤامرة الاستعمارية التي استهدفت فلسطين ودفعوا الثمن الباهظ، جراء هذه المواقف التي ما يزال ضريح شيخ ثوارهم في فلسطين الشاهد والشهيد على ما ضحى الهاشميون في سبيله..
وسيرة الأردن المضرجة بالدماء والدموع كتبها الأردنيون باصرار وعزيمة ونكران ذات من اجل فلسطين وشعبها، ومن اجل وحدة العرب وصوناً لترابهم القومي وأمنهم الذي حاول كثيرون التطاول عليه او التدخل فيه خدمة لمصالح عابرة ورغبة في الابقاء على الخلافات والتفكك..
لن يجد محمد حسنين هيكل من يصغي الى ترهاته وتجنيه وسعيه الدؤوب الى قلب الحقائق، فتزوير التاريخ ليس عملاً سهلاً والتاريخ لا يكتبه الفاسدون ومن وضعوا انفسهم في خدمة مشروعات الاستعماريين الذين لا يصفهم هيكل بغير الاصدقاء ويعتمد على ''رواياتهم'' التي نعلم انها من صناعة الدوائر السوداء الذي واصل هيكل وامثاله التقرب اليهم وتنفيذ اوامرها طمعاً في نيل رضاها ودائماً في التكسب من اعطياتها وما تجود به عليه من فترة الى اخرى.
التاريخ هو ما يكتبه المنصفون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب - خالد محادين
كتبت مرة ومرتين وعشرين مرة، ان الشتم لا يحتاج الى موهبة ولا الى أية درجة من العبقرية ولهذا يتفوق فيه الهامشيون وغير العاملين وغير المهتمين بصدى ما يقولون، وهؤلاء هم المقيمون في ابعد منطقة نزولا من أي شعب او أية مدينة او أي بلد. ومن المؤسف ان كل راغبين في ممارسة هذا السلوك غير الحضاري وغير الاخلاقي وغير الانساني تتهيأ لهم ظروف او يهيئون لأنفسهم ظروفا للاقدام على ممارسة هذه الهواية الرخيصة المدانة.
لست هنا في موقف من يرغب في الدفاع عن الثورة العربية الكبرى، ثورة العرب المعاصرة، ولا في موقف من يسعى للدفاع عن الهاشميين وتحديدا عن جلالة المغفور له الراحل العظيم الحسين بن طلال، فالقادة العظماء لا يكتب تاريخهم الصحافيون، ولا أية وسيلة اعلامية اخرى قد تلتزم بالمصداقية والحيادية وقول الحقيقة او يمكن تحويل هذه كلها الى جهد دعائي يكون مع ويكون ضد وفق اسباب ومبررات لا علاقة لها بالتاريخ ولا بالمسيرة ولا بالانجازات، وعندما يكون هنا حديث عن الراحل العظيم الملك الحسين، فان زميل درب له في حجم المرحوم جمال عبدالناصر هو من يكون قادرا على تقييمه والحديث عنه واعطاء شهادته فيه، فهو لا يتحدث الى صحيفة ولا عبر شاشة تلفزيونية، وانما يتحدث عنه وعن شجاعته وعن انجازاته وعن مسيرته، وشهادة عبدالناصر هي بالتأكيد اكثر مصداقية واكثر انصافا واكثر حيدة من شهادة صحافي مثل الاستاذ محمد حسنين هيكل مهما كان حجمه بين زملائه في الاحاديث السياسية وليس في التأريخ للناس، وقد عملت الى جانب جلالته، ووقفت على لقاءات الاستاذ محمد حسنين هيكل معه، قال فيها ولجلالته من الكلام ما كان يخجل ابو عبدالله ويدفعه الى القول بعد كل لقاء: ''يا اخوان اكثر ما يضايقني في هذه اللقاءات هو كل هذا المديح من اخواني رؤساء التحرير والكتاب الذين يقابلونني''.
والجميع يعرفون انفسهم ويعرفون الآخرين، وعندما كان الاستاذ هيكل يؤكد في مقالته الاسبوعية في الاهرام تحت عنوان (بصراحة) ان كل الاوراق في واشنطن وان 99% من هذه الاوراق تحت مسؤولية الادارات الامريكية، وهو الكلام الذي الذي ظل يردده الرئيس انور السادات حتى بعد انقطاع الصلات بينه وبين هيكل، ومثل هذه المزاعم عن الاوراق وواشنطن، مما لم يكن يؤمن بها او يثق فيها جلالة الحسين -رحمه الله- اذ ظل ندا للرؤساء الامريكيين وموضع احترامهم وتقديرهم وابرز مرجعياتهم في الشرق الاوسط وازماته الكثيرة.
لسنا مطالبين بتقديم كشف حساب بمنجزات الاردن البلد المعدم حتى من الماء وليس من الثروات والنفط وحسب، وخلال الفترة الكريمة والطويلة التي كان الحسين يقود هذا البلد تحقق وحقق له ما جعل الاردنيين فخورين ببلدهم وقيادتهم وجعل الاشقاء العرب -ولهم فضل دعمنا والوقوف معنا- ينظرون الى تجربتنا باعتزاز وتقدير واعجاب، اما الاصدقاء فان الاردن بالنسبة لهم نموذج يجب الاحتذاء به في انجاز الكثير بالقليل من الموارد والثروات، ومع الأمة كنا دائما في خنادقها مهما كان الثمن، وعندما حاول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر منع الحسين من المشاركة في حرب حزيران 1967، رفض جلالته واقتحم صفوف العدو بقدراته المتواضعة وخسر الحرب مع اخوانه المصريين والسوريين والعراقيين ولكنه ربح نفسه واثقا ان ما نزرعه من شجاعة واصرار على الصمود سيذهب في نتائجه الى قلوب ورؤوس الابناء والاحفاد شجاعة وتخطيطا لمواجهة بل مواجهات كثيرة مع عدونا.
الاردن ليس دولة كبرى وليس قوة كبرى، ولكنه شعب عظيم يسكن وطنا عظيما لا يتخلى عن شقيق عندما يتخلى عنه بقية الاشقاء او بعضهم ، ولا يتخلف عن مواجهة مهما كان الثمن الكبير الذي سيدفعه ويقف بين اشقائه على مسافة واحدة لا مع محور ضد محور ولا مع بلد ضد بلد، ولهذا كانت له دائما صورته الزاهية والكريمة والعربية.
يستطيع الاستاذ محمد حسنين هيكل ان يكتب تاريخه ولكننا وحدنا من يملك القدرة على كتابة مسيرته ، واذا كان من رافقوه في هذه المسيرة قد رحلوا الى السماء فان ذاكرتنا هي التي تحمل وثائق التاريخ اما ان يحاول كتابة تاريخ الاردن ومسيرة الهاشميين بدءا من قائد الثورة العربية الكبرى الحسين بن علي ومرورا بالراحل العظيم الحسين بن طلال وانتهاء بجلالة سيدنا عبد الله بن الحسين ، فأعتقد انها مهمة صعبة ومستحيلة ولا يمكن تسهيلها وتيسيرها بالمزاعم والاكاذيب والاتهامات، ولا اعتقد ان زعيما واحدا في التاريخ شهد رحيله ما شهده رحيل الحسين من القادة والزعماء شهادة تقدير وامتنان واعتراف بالعقلانية التي ميزته والشجاعة التي طبعت مسيرته والحكمة التي استفاد منها الكثيرون في عالمنا الحديث واذكر في زيارة له الى كندا وقوف رئيس وزرائها قائلا (يا جلالة الملك كلما واجهتني مشكلة او ازمة في بلدي، قلت لنفسي : كيف سيتصرف ملك الاردن فيما لو كان مكاني، وأتصرف وكأنك قد تحدثت الي فتنتهي المشكلة وتزول الازمة).
عندما يلعب الكوميديان دور المؤرّخ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب - عبدالله أبو رمّان
يصرّ محمّد حسنين هيكل، في كلّ مناسبة، أن يظهر على هيئة المؤرخ أو الشاهد على التاريخ. وهو يعتقد أن عقود عمله الطويل، في حقل الصحافة والإعلام، وما أتيح له، استثنائيّا، خلالها، من اقتراب لصيق، من مواقع اتخاذ القرار، يؤهّلانه لتوظيف لعبة التاريخ، لصالح المزيد من المكاسب، واستمرار الحضور على الشاشات، وممارسة الدور القديم، في القيام بخدمات أخرى، مدفوعة الثمن مسبقا، بالاستفادة من موهبته الاستعراضيّة! من حيث المبدأ؛ لم يعد يمكن القبول بممارسة مهمّة التأريخ على أنها هواية أو انطباعات شخصيّة، تأتي من تجربة ما.. التأريخ هو، أوّلا، علم. وهو قبل كل شيء خلق. ولم يُعرف عن السيّد هيكل أنه درس مناهج التاريخ، ولا تخصّص فيها؛ مثلما لم يُعهد عنه الخلق المطلوب، كحدّ أدنى، لمن ينبري لهذه المهمّة السامية؛ فالمؤرّخ، هو في أحد أوجه مهمّته: قاض، يتعاطى مع الأدلة القاطعة، والحقائق الدامغة. و هو بالضرورة، بعيد عن أي هوى؛ مع أو ضدّ، خصوصا عندما يتعاطى مع سِيَر الشخصيّات السياسيّة الكبرى. و مَنْ كان على شاكلة هيكل، علما وخلقا، غير مسموح له الاقتراب من قراءة التاريخ فضلا عن كتابته، تماما مثلما أنه ليس مسموحا له أن يقدم شهادته على أيّ من مفاصله، لأنه، وكما أثبتت التجارب: شاهد زور، مجرّد شاهد زور، لا أكثر ولا أقلّ.. على أن ذلك لا ينفي أن الرجل، يتقن التمثيل، ولولا أن التمثيل هو ضرب من الفن، وشرط الفن المبدع هو أيضا الخلق، لربّما كان بإمكان هيكل أن يبرز كممثل كوميديان مهمّ من درجة عبد المنعم مدبولي أو اسماعيل ياسين! بيد أن المشكلة تتبدّى أكثر عندما تختلط الموهبة مع المهنة، وفي غياب البعد الأخلاقي؛ فيصبح الصحافي كوميديانا، يحترف التهريج، و يلعب دور المؤرّخ؛ ثمّ ينبري لتوجيه الرأي العام، و تضليل الناس، و تزوير مفاصل التاريخ. وهو يدرك أنه سيجني من هذا الخلط مجموع ما يجنيه الصحافي والممثل و المؤرّخ معا. و سيجد مهما امتدّ به العمر، أو تعدّدت سقطاته، مَن يقبل بتوظيفه، لصالح مهمّات لا يقبل بها كوميديان من الدرجة العاشرة، إن توفر لديه عامل الخلق! ليس الحديث عن هيكل مغريا بأي شكل من الأشكال؛ فتجربته كلها، بعقودها الطويلة، في الحقل الإعلامي، لا يمكن أن تصمد أمام محاكمة علميّة مهنيّة أخلاقيّة جادّة؛ ابتداء من مطلع الأربعينيات عندما كان صحافيّا صغيرا يترمّى على عتبات الصالونات والبلاطات الحاكمة، إلى أن أسّس مدرسة الإعلام الغوغائي المزوّر ، وحتى انتهى به أرذل العمر، على الشاشات، يمارس أبشع أشكال الشعوذة السياسيّة والإعلاميّة..
وفي كلّ هذه المراحل، والانحدارات، كان هيكل متفننا في قضيّة واحدة فقط، لا غير؛ وهي إثارة الأزمات العربيّة- العربيّة، و التدخل، بسرعة فائقة، وأدوات عديدة، لتخريب أي جهد يسعى للتقريب بين المواقف العربيّة، خصوصا عندما تتداعى الاستحقاقات الكبرى، وتستدعي لمجابهتها موقفا عربيّا واحدا ومنسجما؛ عندها، دائما، وفي كلّ تجربة، كان يبرز هيكل، وبجعبته الأزمات المطلوبة، و بأدائه الاستعراضي، القدرة على تنفيذها!! ويستطيع أيّ متابع أو باحث، أن يرصد، بسهولة، طبيعة أداء هيكل، في مثل هذه المعتركات ! و ليس أدلّ على ذلك، من ظهور هيكل الأخير، متهجّما على الأردن، في محاولة لتشويه تاريخه والإساءة لرموزه، من خلال ليّ عنق التاريخ وتزويره، على نحو غير مسبوق.. وفي مرحلة حرجة من عمر الأمّة بأسرها، وفي وقت يسخّر فيه الأردن كلّ إمكاناته وجهوده، لتحقيق المصالحة العربيّة، وتوحيد الصف العربي، في مجابهة الاستحقاقات الإقليميّة الكبرى، و الدفع باتجاه تحقيق المصالح العربيّة العليا، و في المقدّمة خدمة القضيّة الفلسطينيّة، والحفاظ على أولويّتها وصدارتها..
صحيح أن الأردن لم يقف في يوم من الأيام عند إساءات هيكل، و شتائمه؛ ولو وقف لحظة، منذ أربعين عاما، لأغلق هيكل فمه للأبد؛ وصحيح أن شتم الأردن والتطاول عليه في عرف هيكل ومن هم على شاكلة هيكل، لا يشكل أي مجازفة؛ فالأردن لم يعرف عنه الانتقام من خصومه الصغار، أو التعاقد مع القادرين على إيذائهم؛ إلا أن السكوت على استمرار هذا الأداء الغوغائي لم يعد مسموحا؛ فالأمر لا يقف عند حدّ الإساءة أو التشويه، بقدر ما هو مواصلة لمساعٍ حثيثة باتجاه تأزيم العلاقات العربيّة، وإضاعة الفرص أمام توحيد الموقف العربي؛ وهو ما يمثل تآمرا وضيعا على المصالح العربيّة العليا، وليس على صورة الأردن. ومعروف وجليّ أن صورة الأردن، ورغم كلّ محاولات التشويه، هي الأنصع والأكثر إشراقا، لأن التضحيات الجسام والمواقف المبدئيّة والدماء الزكيّة، هي ما صاغ هذه الصورة، وكرّسها، على مدى تسعة عقود من عمر الدولة الأردنيّة الحديثة.
لن يقف الأردن، مرّة أخرى، عند إساءات هيكل؛ والأردنيون، بالذات، يعرفون تاريخ بلدهم وتضحيات قيادتهم، وهم من قدّموا الشهداء و الغالي والنفيس دفاعا عن القضايا العربيّة، ومصالح الأمّة، وهم الذين سكتوا على الجرح، واحتملوا أذى أشد مرارة على النفس من وقع الحسام المهند.. بيد أن التاريخ الذي يستمرئ هيكل تزوير حقائقه واللعب به؛ لا شك سيقول كلمته بهيكل ومدرسة هيكل، وحينها، تستطيع الأجيال الجديدة أن تحاكم إرث المسؤولين عن تكريس الحنجرة المريضة لحساب توريط الأمّة بهزائمها وتفتيت وحدتها، وتشتيت جهدها.. وسيكون مكان هيكل محجوزا في كتب التاريخ، و حيث يليق بهيكل وعقوده الطويلة من الاسترزاق و التآمر والعمالة.