لم تقنعهم تصريحات الاردن الرسمي ولا حتى اعتذار رويترز ولا رسالة ترامب للشعب الاردني ولا تصريحات الخارجية الأمريكية وكانت نظرية المؤامرة التي تعشعش في عقولهم هي المسيطرة على كل حلقاتهم في قنوات اليوتيوب وهنا اركز على قنوات اليوتيوب لأنني وأثناء متابعتي لها خلال اسبوعين وجدت مدى أهمية هذه الأداة الإعلامية والتي وللاسف لم أجد إعلاميا أردنية واحدا أو موقع اخباري أو فضائية أردنية تملك منصة يوتيوب قادرة على الدفاع عن الاردن في مواجهة سيل القنوات اليوتيوب التي تتبع لتيار مكملين ومن يناصر هذا التيار ايدولوجيا وسياسيا وهذه دعوة لنفكر جديا في مثل هذا الأمر لأن جمهور اليوتيوب بالملايين وهذا الجمهور مهم جدا جدا لانه يمثل كل أطياف المجتمع العربي من المحيط الى الخليج
وهي دعوة أيضا للمحليين السياسين بضرورة إنشاء مثل هذه المنصات التي لا تكلف شيئا بدلا من " النط" من شاشة لشاشة من أجل الظهور دون تسجيل أي تأثير يذكر مع احترامي لجميع القنوات الفضائية
مناسبة حديثي هذا هو ما توارد من اخبار عن تراجع ترامب عن خطة التهجير خاصته وصدمته من رفض الاردن ومصر لهذه الخطة وصمود الدولتين أمام كافة الضغوط التي مورست عليهما من أجل اخضاعهما للموافقة على استقبال الغزيين في بلديهما .ترامب كان واضحا حين قال لقد تفاجئت برفض الاردن ومصر للخطة وللعلم كان الاردن هو خط الدفاع الأول في هذا الموضوع وهو الذي تحمل وبالذات قيادته كل العاصفة التي حدثت وخرج من" الفخ" الذي تم نصبه بأحكام من قبل ترامب أثناء لقاء البيت الابيض واثبتت الدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك قدرتها على المناورة وتحقيق مكاسب لكل العرب رغم ظلم "ذوي القربى"
هل سنرى مثلا بعد تصريحات ترامب الأخيرة تراجعا من قبل هؤلاء ال"مكملين" عن الاساءات التي قاموا بتوجيهها للاردن ؟ هل سيقوم هؤلاء حتى بالحديث عما قاله ترامب ؟ ام أنهم سيكونون "لا أرى ـ لا اسمع ـ لا اتكلم " وأعتقد أن هذا ما سيحدث فهم لم يلاحظوا مثلا كل ما تحدثت عنه في بداية المقال ولذلك فإنني أعتقد أن مكملين مستمرين في سياستهم في انتقاد الاردن وكأنه عدوهم اللدود .