لم تشفع 85 عاماً للشيخ الجليل ابو عطالله وزوجته في البقاء في طور (اقيمر) 25 كم شمال شرق القويرة حيث تصر الجهات المعنية في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومحافظة العقبة على ازالة وترحيل حوالي 15 عائلة تعيش في تلك المنطقة منذ عشرات السنين.
و لم يخفً ابو عطالله وعدد من الاطفال اجتمعوا حول من بلغهم بالرحيل استغرابهم من هذا القرار الغريب حسب وصفهم لاسيما وانهم لا يتمتعون بأدنى درجات الخدمات اللوجستية والعادية من أي جهة كانت في الحكومة ، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طرق ولا اتصالات ولا تنظيم.. ولا شيء من هذا او ذاك...اللهم الا (طور عملاق) يستظلون فيه بالصيف الحار ويتوسدون زواياه في البرد القارص وبضع مايطلق عليها مجازا ، منازل من الصفيح والطوب اصرت الجهات المعنية في العقبة على هدم بعضها لتكون (الرمضاء) شرق القويرة هي الملاذ الآمن لمن تمسكوا بشقاء الصحراء وقسوتها.
خمس عشرة عائلة او يزيد لا تملك من رفاهيه الحياة ومقوماتها الا بضع رؤوس من الاغنام والجمال وكثير من عزة النفس والكبرياء تتشبث بطور (اقيمر) ، لن تزحزحها قرارات كتبت لترحيلهم من تلك المنطقة.
و في هذا السياق يتحدث سليمان العواسا (للدستور) مناشداً من يهمه الامر بترك عائلات (اقيمر) في حالها ووقف قرار سلطة العقبة الخاصة في ازالة وهدم ما تبقى من منازلهم المتواضعة ببنائها والكبيرة بأهلها ، مؤكداً انهم يسكنون هذا المكان منذ عام 1910 وان هناك كتابا من الديوان الملكي العامر موجه الى رئيس السلطة الخاصة حول تفويض هذه الارض لساكنيها.
وتساءل العواسا.. حول سبب ترك الجهات المعنيا الآلآف من الدونمات الفارغة شرق القويرة وشمالها وجنوبها وتركيزهم فقط على بضع دونمات نقطن فيها نرعى فيها مواشينا مصدر رزقنا الوحيد رغم ما نعانية من شظف العيش وقسوة الصحراء في الصيف والشتاء ، مؤكداً ان الامر كان يتطلب تقديم رعاية شاملة لهذه العائلات التي ابت الا ان تعيش بكرامتها في بطن الصحراء.
بدوره قال حسن العواسا ان قرار مفوضية العقبة بازالة هذه المساكن يشكل امرا صعباً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية لا سيما وان هذه العائلات تعتاش على تربية المواشي والاغنام ، متساءلاً في الوقت ذاته لماذا لم يفكر المعنيون عند اتخاذ القرار بالوضع الانساني والاقتصادي لهذه العائلات خاصة وانها تقطن في عمق الصحراء بعيدة عن مشاريعهم وخططهم ودراساتهم الاستراتيجية في التطوير والتحديث والبناء.
و اكد العواسا ان عائلات (اقيمر) لا تشكل اطلاقاً أي ضرر على المشاريع الاستثمارية داخل محافظة العقبة او خارجها داعياً من يهمهم الامر الى تشجيع ابناء البادية على استثمار هذه الاراضي المفتوحة للتخفيف من اعباء الفقر والبطالة المنتشرة في كل بيت واصفاً الحالة التي يعيشها اهالي تلك المنطقة بالصعبة حيث حرارة الجو العاليه وسراب الصحراء القاحل لكن العائلات تكيفت عبر عشرات السنين مع واقعها وطبيعتها فتلازمت مع المكان في حكاية امتدت منذ عام ,1910
الى ذلك ناشد شيوخ واطفال طور(اقيمر) الجهات المعنية في المملكة وقف قرار ازالة وهدم منازلهم في عمق الصحراء ، مؤكدين (للدستور) انهم لم يطالبوا يوماً بخدمات او مساعدات من أي جهة كانت لاعتمادهم على الطبيعه في توفير احتياجاتهم من مأكل ومشرب وان المساعدة الوحيدة التي تصلهم هي المكارم الملكية الهاشمية بما تحمل من طرود الخير والامان لكل اردني اياً كان موقعه.الدستور