عثر عمال بناء على بقايا سفينة يعتقد أنها صنعت في القرن الثامن عشر في موقع مركز التجارة العالمي، ويعتقد علماء آثار أمريكيون أنها قد تكون أغرقت في تلك المنطقة بصورة متعمدة في إطار الجهود الرامية لإضافة أرض إلى مانهاتن في أوائل القرن 19.
وعثر على السفينة إلى الجنوب مباشرة موقع برجي مركز التجارة العالمي، وعلى بعد نحو 20 قدماً تحت سطح الأرض، دون أن تصلها أعمال الإنشاءات من قبل.
وقالت عالمة الآثار في مؤسسة "إيه كاي آر أف" AKRF، مولي ماكدونالد ، إن نحو ثلث الأرض الواقعة تحت حي مانهاتن الشهير هو من صنع الإنسان.
ويعتقد أن الإنشاءات في تلك المنطقة تمت في فترة بين عامي 1797 و1836، أما قبل عام 1797، فإن موقع السفينة التي عثر عليها فكان جزءاً من نهر هدسون، كما هو الحال مع حوالي نصف المنطقة المعروفة باسم "الأرض الصفر."
وأوضحت ماكدونالد أن ألواحاً ومنازل خشبية أغرقت في تلك المنطقة من أجل إنشاء أرصفة ومنحدرات، مضيفة أنه "تم إغراق هذه السفينة على الأرجح للغاية نفسها، أي من أجل اكتساب مزيد من الأراضي وتوفير أرض جديدة."
وأشارت إلى أنه تم العثور على عدد من السفن في السنوات الأربعين الماضية، "غير أن العثور على السفينة هنا في موقع مركز التجارة العالمي يعتبر أمراً غير عادي ومثير للغاية."
وعبر عالم الآثار في مكتب حماية التراث التاريخي في نيويورك، دوغ ماكي، عن رأي مماثل، مضيفاً أن العثور على السفينة يعتبر أمراً مثيراً للغاية.
وقال: "نحن نعلم بوجود مثل هذه الأشياء، غير أننا لم نتمكن من الحصول على فرصة لتسجيلها في كثير من الأحيان.. لا شك أنها تجربة فريدة من نوعها."
وأوضح ماكي أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أحد الجوانب الغريبة من مانهاتن: "وهو أن الأرض تعتبر مهمة جداً وعالية القيمة، بحيث أن المسؤولين الحكوميين وملاّك الأراضي بحثوا عن سبل لإضافة المزيد منها."
وكانت ماكدونالد وزميلاها فيAKRF، إليزابيث ميد وبابالاردو مايكل، قد بدؤوا برصد الموقع طوال أكثر من سنة، حيث كان الباحثون قد عثروا على خرائط ووثائق تاريخية تشير إلى أن أعمال التنقيب في مانهاتن السفلى قد تكشف عن مدافن ربما تحتوي على "أعمال فنية" غير عادية.
وأثمر صبرهم وانتظارهم، وتوّج بالعثور على ذلك الجزء الخشبي المقوس من بدن السفينة من في وقت مبكر من صباح الثلاثاء وهو يبزغ كم بين أكوام التربة والطين.
ويبدو أن البيئة في تلك المنطقة لم تكن مناسبة بالنسبة للكائنات التي تعمل على تآكل الخشب بمرور الوقت، أما الآن وبعد الكشف عن السفينة فإنه لن يمكن المحافظة على السفينة، وربما ينبغي على علماء الآثار دراسة السفينة وتوثيقها قبل أن تتحلل. (وكالات)