ففي الوقت الذي تتقطع فيه قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض كمدًا وحزنًا من مصاب إخواننا في غزة، والدموع تنساب على وجوه العاجزين عن مد يد العون للذين حصدتهم آلة الحرب الصهيونية، في الوقت الذي تطالعنا فيه وسائل الإعلام كل ساعة بمشاهد مروعة يندى لها جبين كل حر وتهتز من هول بشاعتها الجبال الراسيات، مشاهد الأشلاء الممزقة، والبيوت المدمرة، مشاهد جثث 250 طفلاً و100 امرأة، ومئات الرجال والشباب الغض ، يخرج علينا الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته ليبرئان ساحة الصهاينة من جريمتهم الشنعاء ويغسلون أيديهم بدماء 825 شهيدا ، ويلقي باللائمة على الفلسطينيين وحماس، ويعلن بكل برود أنه يتفهم موقف إسرائيل وحربها على غزة، وأنها في حالة دفاع على النفس.
ولم يكتف العدو الأمريكي بما فعله بالعرب حتى خرج علينا المتحدث باسم البيت الأبيض ناعيًا ومعزيًا الشعب الأمريكي وشعوب كل البلاد الحرة والديمقراطية على رحيل القط المدلل لابنة بوش، وقد ذكر النعي أن بوش وزوجته لورا يشعران بالحزن العميق والأسى البالغ لرحيل قطهما المدلل، كأنه يقول للمسلمين: إن آهات وأنات الجرحى والقتلى، لا قيمة ولا وزن لها، وأن الأذن الأمريكية طرشاء تمامًا تجاه كل ما يأتي من ناحية العرب.
ومما يزيد الأمر فجاعة أن تنهال برقيات التعزية من مسؤولين عرب مشيرين أنهم سيحضرون تشييع القط المدلل، بائعين دم أطفالنا وشهدائنا في غزة بأبخس الأثمان...!!!