تعاني اقسام الخداج في المستشفيات الحكومية من اكتظاظ كبير جدا والعديد من الاطفال الذين يحتاجون الى الخداج يبقون على قائمة الانتظار بين الامل باحتمال خروج طفل ليحل وليدهم الجديد في مكانه أو البحث عن حاضنة في أحد المستشفيات الخاصة التي تتراوح تكلفتها من 160 دينارا إلى 400 دينار.
وفاقم من مأساة اطفال الخداج اغلاق قسم الخداج في مستشفى البشير للتوسعة والتحديث منذ مطلع تموز الماضي ولمدة تسعة اشهر مما يشكل ضغطاً كبيرا على المستشفيات الاخرى حتى في المحافظات البعيدة خاصة ان القسم استقبل العام الماضي 3258 طفلا.
وتشير تصريحات سابقة لرئيس دائرة الاطفال في وزارة الصحة د. سمير الفاعوري بان نسبة الاشغال في الخداج تصل احيانا إلى 130% الامر الذي يوضح معاناة الاباء والامهات الجدد.
الامر لا يخلو من المخاطر الكبيرة على حياة الاطفال ففي الاوضاع العادية كان يتوفى حوالي 8% من الاطفال الذين يدخلون قسم الخداج في مستشفى البشير والذين يشكلون اقل من 10% من مجموع الولادات السنوية في الاردن والتي وصلت العام الماضي الى ما يقارب 181 الف ولادة.
مؤشر الخطورة يرتبط بالطموحات بتخفيض نسبة وفيات الاطفال في الاردن التي هي 19 وفاة لكل الف ولادة حاليا فيما تبذل لتخفيض النسبة إلى 10 وفيات لكل الف ولادة فيما تصل في بعض البدان المتطورة إلى 5 وفيات لكل الف ولادة.
الفاعوري كان قد اشار في تصريحاته ان المستشفى يواجه ضغطا كبيرا في قسم الخداج فبعض الولادات التي تتم في مستشفيات خاصة تعود الى مستشفى البشير من اجل رعاية الخداج والذي تصل تكلفته في القطاع الخاص إلى ما يقارب 200 دينار يوميا الامر الذي جعل نسبة الاشغال خلال الشهور التسعة الاولى من العام الماضي 132% وهي نسبة تضع ضغطا على الكادر الطبي.
وحول شراء حاضنات جديدة قال بان الخدمات الطبية والصحية ليست ادوية واجهزة فقط بل تحتاج إلى كوادر طبية وتمريضية.
يشار ان 10 بالمئة من المواليد بحاجة إلى الرعاية الصحية بعد الولادة وجزء منهم بحاجة إلى الوضع على اسرة حضانات الخداج بسبب عدم اكتمال نموهم فيما يحتاج جزء اخر للمعالجة وهو مكتمل النمو الا انه يعاني من نقص الاكسجين أو الاملاح أو الاصفرار.
احد المواطنين اضناه البحث من مستشفى إلى آخر خاصة وان التأمين الخاص في الغالب لا يغطي اول 12 يوما من ولادة الطفل وحاجته للخداج فلم يجد اي حاضنة في مستشفيات العاصمة والزرقاء وقال له المسؤولون في مستشفى الزرقاء الحكومي ان هناك 6 اطفال على قائمة الانتظار.العرب اليوم