كشفت صحيفة إسرائيلية اليوم السبت أن جيش الاحتلال لم يستفد من دروس الماضي وغرق بمستنقع غزة، كما وقع من قبل بلبنان.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن آلة القتل "الإسرائيلية" مع توسعها في العمليات تؤدي للمزيد من الوفيات بين المدنيين الأبرياء، كما تعرض حياة الجنود الصهاينة لخطر لا فائدة منه، بالإضافة لتقويض الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" المتهالكة أصلا، وفي المقابل فإن الإنجازات العسكرية بالميدان لن تحدث فرقا.
وأضافت:" يوجد خلاف حاد بين المسئولين، ففي حين أمر وزير الحرب الجيش بالاستعداد لعمليات توسع ملحوظ في قطاع غزة، إلا أن المجلس الدبلوماسي والامني وافق فقط على استمرار العمليات القتالية عند مستواها الحالي".
وأشارت إلى أن أربعة وزراء, وهم حاييم رامون، دانيال فريدمان، رافي إيتان، مائير شطريت، لا يؤيدون توسيع نطاق العمليات. في حين فشل رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الحرب إيهود باراك في تجاوز الخلافات في وجهات نظرهم.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن الفجوات الموضوعية آخذة في الظهور بين ليفني من جهة ، وباراك وأولمرت من جهة أخرى، ففي حين يريد الأخيران الوصول، بمساعدة مصر والولايات المتحدة لاتفاق يضمن الهدوء لبعض الوقت في الجنوب وتقليص قوة حماس في قطاع غزة.
وبعبارة أخرى، الرجوع إلى ما قبل عملية صب الرصاص ترفض ليفني أي اتفاق يمكن أن يفسر على انه اعتراف بحماس، كما أعربت عن قلقها من أن العودة إلى إطار الهدوء السابق، الذي سمح لحماس بتسليح نفسها، كما يمكن أن يعطي حماس ميزة عسكرية.
وتقول وزيرة خارجية الكيان الصهيوني أنها تؤيد انسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، من دون اتفاق، على أن يكون معلوما أن أي محاولة لمهاجمة إسرائيل سوف تجابه بكل عنف وشدة.
وأوضحت هآرتس أن الموقفين رغم اختلافهما فإن النتيجة واحدة وهي الحاجة إلى وقف القتال، وخروج الجيش الإسرائيلي من غزة على الفور. حيث يزداد الضغط داخليا وخارجيا.
ونقلت عن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية, قوله:" إن الجيش الإسرائيلي يقاتل في مناطق مكتظة ومليئة بالفخاخ، وبين المدارس والمساجد، وهذا ما يدعم الافتراض القائل بأن دفع المزيد من القوات، سيجعل الوضع أكثر تعقيدا وسيصبح محفوفا بالمخاطر بالنسبة لجنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين العزل بغزة".
ومن جانبه، أعلن محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحركة لديها مجموعة من الملاحظات على المباردة المصرية المطروحة لوقف اطلاق النار في غزة ، مشيرًا الى انه من المتوقع ان يتم مناقشتها اليوم من قبل وفد الحركة مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان .
وقال نزال:" سيتم اليوم مناقشة المبادرة وطلبنا من مصر اعطائنا مهلة للمناقشة.. ولدينا الان بعض الملاحظات سنبلغها لمصر وإذا تم التعاطي بإجابية مع تحفظاتنا سنتعاطى بإيجابيا مع المبادرة".
وأشار نزال إلى ان الحركة تهدف في الأساس إلى تطبيق ثلاث مبادىء ( وقف اطلاق النار الفوري - انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة - فتح المعابر وكسر الحصار) ، قائلا:" لقد أبلغنا مصر وجميع الأطراف انه سيتم التعاطي مع المباردة وفقًا لهذه المبادىء".
وحول الدعوات بارسال قوات دولية إلى غزة قال نزال:" موقف الحركة واضح ولن نقبل بوجود القوات الدولية لأن وجدودها يأتي لحماية الإسرائيليين وليس لحماية الشعب الفلسطيني".
وأكد نزال على حق المقاومة قائلا:" نحن نعيش حاليًا في ظل الاحتلال ولا بد من وجود مقاومة وتحيد قاع غزة بوجود القوات الدولية يعني وقف المقاومة وهذا لا يمكن طالما اننا تحت الاحتلال .
اضاف: لا يمكن تقسيم الضفة الغربية عن قطاع غزة ونعتقد ان النقاش الان ليس حول القوات الدولية ولكن حول كيف يتم وقف العدوان على الشعب الفلسطيني".
وأكد نزال على ضرورة التركيز على الوقف الفوري لاطلاق النار قائلا:" سنركز في هذه المرحلة على ضرورة وقف العدوان ووقف الحصار، واي قضايا خلافية يجب ان يتم التعامل معها لاحقا ولا يمكن في ظل العدوان ان نوقف في القضايا الخلافية ونترك الاساس لوقف العدوان ".
وتابع مسئول حماس: "نرحب بالدور التركي في المفاوضات والتنسيق بين القاهرة وأنقرة أمر مطلوب "، مضيفا:" أن الموقف التركي متميز يفوق كثيرا من المواقف العربية ، لقد قاموا بجولة وتحرك في دمشق ومصر ولا يمكن اخراجهم من التحرك السياسي الان".
ومن جابنه، قال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية :" ان ما تحدث عنه الرئيس محمود عباس مع جميع الاطراف هو وقف العدوان فلابد من وقف العدوان الدولي اولاً ".
وأشارعريقات إلى ان إسرائيل ترفض تطبيق قرار مجلس الأمن في حين ان المادة السادسة تنص على تنفيذ المبادرة المصرية ، مؤكدا:" إن اسرائيل تريد ان تضع شروط قبل وقف العدوان وهذا تصعيد غير مطلوب والجهود كافة يجب ان تركز على وقف العدوان . المطلوب من المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بوقف العدوان ومن ثم الحديث عن المعابر والقوات".
واشار إلى ضورة توحيد الموقف العربي قائلا:" الجهد في حاجة لموقف عربي موحد وعلينا كعرب ان نتحدث مع الولايات المتحدة بلغة المصالح التي تفهمها .. وإخبارها بانه لا يمكن بقاء القوات العسكرية في الدول العربية إذا لم تضغط على إسرائيل".