في غمرة متطلبات العصر في القرن الحادي والعشرين وضرورة السرعة في اختصار الوقت والجهد وتقديم الخدمات بايسر الطرق واسهلها بعيدا عن التعقيد فقد تطورت وسائل الاتصال بمفهومها العريض والواسع الى ان شملت كافة مناحي الحياة ولم تقتصر على الاعلام وحده. اختراع طريف وفريد قام به في هذا السياق شاب اردني طموح اخترنا اختراعه هذا من بين عدد من الاختراعات التي نسبت اليه والتي نأمل ان تأخذ طريقها وان تنال نصيبها في التنفيذ. قد لا يخطر على بال احد ان هناك طريقة للتخفيف من ضوضاء موزعي الغاز المنزلي الذين يجوبون الشوارع والطرقات والازقة والحارات مطلقين ابواق سياراتهم او موسيقى يعتقدون انها غير مؤذيه للسمع ولا تخلق ضجيجا قد لا يروق للكثير من المواطنين. ما تفتعله ابواق او منبهات باعة الغاز قد يقلق الكثير وبخاصة في عطلاتهم التي يودون فيها الاسترخاء في بيوتهم او الاستغراق بالنوم الذي حرموا منه على مدار الاسبوع لا سيما وان الموزعين لا يراعون اوقات الخلود للراحة بل ويبحثون عن مصالحم في توزيع الغاز وهذا بالطبع من حقهم فهم يبحثون عن ارزاقهم وبالمقابل يؤدون خدمة كبيرة فالكثير من الناس تحتاج الى هذه الخدمة التي لا يستغني عنها بيت. قلة فقط من المواطنين لا ينزعجون من هذه الابواق وهم من حرموا نعمة السمع ، هذه الازعاجات التي تبدأ منذ الصباح الباكر وحتى ساعات الليل الاولى. ولكنهم ايضا يستفيدون من النظام الجديد الذي سنورده في هذا اللقاد لتوزيع الغاز . المواطن الاردني يوسف مهنا مدير الشركة الاردنية الريادية للانظمة المتطورة فكر في هذا الموضوع وخرج باختراع جديد وذلك بصنع لوحة ارشادية، فكان اللقاء التالي: المواجهة: نود في البداية ان تعطونا فكرة عن هذا النظام ؟ مهنا: هذا النظام يقوم على معادلة طرفيها المواطن ( صاحب الحاجة للغاز ) و( الموزع لمادة الغاز ) حيث يقوم المواطن وقت حاجته لاستبدال اسطوانة الغاز بوضع اللوحة الارشادية ( أو تشغيل الجهاز الذي سنوفره له بالمرحلة الثانية من هذا المشروع ) , وبعد وضع اللوحة من قبله على أي زاوية مطلة من منزله على الشارع مثل الشباك وعند مرور سيارة التوزيع يقوم الموزع بدوره باستشعار حاجة هذا المنزل للغاز من خلال رؤيته لها فيقوم بالتوقف وقرع جرس المنزل لتسليم صاحب المسكن حاجته من الغاز . المواجهة : ما هي الفوائد التي يجنيها المواطن والتي يمتاز بها هذا النظام ؟ مهنا : هناك العديد من الفوائد التي يحققها هذا النظام للمواطن والموزع معا لا بل يزيد الامر عن ذلك ليحقق فوائد ايضا لبعض اجهزة الدولة المعنية بمتابعة القضايا والمشاكل المرافقة لعملة التوزيع كما يحقق هذا النظام توفير انفاقات من خزينة الدولة يتم هدرها لدرء ومتابعة بعض المشاكل المرافقة لعملية توزيع الغاز , اما بالنسبة للمواطن بمنزله فالنظام يحقق له الفوائد التالية عدم الاضطرار للانتظار او المناداة او اللحاق بسيارة التوزيع من شارع الى شارع وضمان وقوف سيارة التوزيع امام منزله عند حاجته للغاز وعدم تخطي سيارة التوزيع لمنزله بالوقت الذي هو بحاجة للغاز كما تقدم فائدة لشريحة تشكل 45% من المواطنين الذين يقومون بعرض اسطواناتهم على ناصية الشارع خارج المنزل كوسيلة اشعار للموزع بانها فارغة مما يعرضها للعبث من قبل الاطفال أو السرقة من قبل فئة عابثة هذا ما أثبتهه الدراسة التي قمنا بها قبل تطبيق هذا النظام , ونشكر فبهذه المناسبة محافظة اربد ومديرية دفاع مدني اربد ومديرية الامن العام في محافظة اربد وبلدية اربد الكبرى التي شاركت بتطبيق التجربة الاولى لهذا النظام قبل سنوات على أحد احياء مدينة اربد حيث اجرينا الدراسة على جميع شرائح المجتمع الاردني لرصد المشاكل التي تواجه المواطن فيما يتعلق بطريقة حصوله على الغاز , كما نود القول بان 98% من المجتمع الاردني وحسب قراءة الاستبيانات الدراسة تؤيد فكرة النظام المطروح وتطالب به. المواجهة : هل ثمة تعاون فيما بينكم وبين أي جهة رسمية في هذا المجال ؟ مهنا: بعد ثبوت نجاح التجرية التي اجريت على احد احياء مدينة اربد وتحت اشراف محافظة اربد وبلدية اربد الكبرى قمنا برفع نتائج هذه التجربة ومن قبلها الدراسة التي اجريت الى وزارة الداخلية والاجهزة التابعة لها ووزارة الطاقة والثروة المعدنية ونسخة الى رئاسة الوزراء والعديد من المؤسسات المعنية ونشكر لبعض الجهات تفاعلها معنا في سبيل نشر هذا النظام ولكننا نطمع بالمزيد من التفاعل لما في ذلك تحقيق المصلحة العامة كما نشكر وزارة التخطيط لتبنيها ودعمها للمشروع كذلك صندوق التنمية والتشغيل الذي اشرف على الإعداد لهذا المشروع وتجري الآن محادثات من نقابة أصحاب المحروقات لسرعة نشر هذا النظام. المواجهة: هل حصلتم على براءة اختراع ام لم تكتمل الاجراءات بعد؟ مهنا: بالطبع حصلنا على هذه البراءة وقد نشرت في الجريدة الرسمية العدد 278 تاريخ 23 كانون الاول 2003 ونحن الآن بصدد تعميمه ليصبح حقيقة واقعة املنا كبير بوزارة الداخلية والجهات المعنية البدء بتفعيل هذا النظام وذلك من خلال وضع القوانين والتشريعات التي تخص موضوع الازعاج الضجيجي وبخاصة ان النظام الجديد يشكل آلية مناسبة لتفعيل هذه القوانين علما بان الجهاز سيكون في متناول الجميع وباسعار رمزية.